خليهن الكرش: التنسقيات من تجليات النقاش المجتمعي ولن تكون بديلا نقابيا

خليهن الكرش: التنسقيات من تجليات النقاش المجتمعي ولن تكون بديلا نقابيا خليهن الكرش
لايمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬موت‭ ‬النقابات‭ ‬والأحزاب،‭ ‬وهنا‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬النقابات‭ ‬والأحزاب‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬الأحداث‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية،‭ ‬ولها‭ ‬امتداد‭ ‬لما‭ ‬قبل‭ ‬استقلال‭ ‬المغرب،‭ ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬إطارات‭ ‬جوفاء‭ ‬أو‭ ‬تمت‭ ‬صناعتها‭ ‬لنتحدث‭ ‬عن‭ ‬موتها،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬فكر‭ ‬متجذر‭ ‬وسط‭ ‬فئات‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي،‭ ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬جيل‭ ‬لجيل‭. ‬نعم‭ ‬قد‭ ‬تعرف‭ ‬هذه‭ ‬الهيئات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والتاريخية،‭ ‬فتورا‭ ‬أو‭ ‬فراغا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬معينة‭ ‬لأسباب‭ ‬جيوسياسية‭ ‬كمثل‭ ‬سقوط‭ ‬جدار‭ ‬برلين‭.‬قد‭ ‬تمرض‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬ولن‭ ‬تموت،‭ ‬فالكونفدرالية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬للشغل‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬كبديل‭ ‬ديمقراطي،‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬1978‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كل‭ ‬السياسات‭ ‬اللاشعبية‭ ‬للحكومات‭ ‬المتعاقبة،‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬ماحيك‭ ‬ضد‭ ‬الكونفدرالية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬للشغل‭ ‬من‭ ‬مؤامرات‭ ‬ومحاولات‭ ‬تقسيمها‭ ‬والتي‭ ‬باءت‭ ‬بالفشل،‭ ‬واستمرت‭ ‬في‭ ‬تواجدها‭ ‬ودفاعها‭ ‬عن‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬المغربي‭. ‬التنسقيات‭ ‬ليست‭ ‬إلا‭ ‬أحد‭ ‬تجليات‭ ‬النقاش‭ ‬المجتمعي‭ ‬الذي‭ ‬نعتبره‭ ‬صحيا،‭ ‬يعطى‭ ‬قوة‭ ‬أكبر‭ ‬للفعل‭ ‬النضالي،‭ ‬ولكن‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬بديلا‭ ‬للعمل‭ ‬النقابي‭ ‬ذو‭ ‬التوجه‭ ‬التقدمي‭ ‬الجماهيري،‭ ‬فمحاولة‭ ‬بلقنة‭ ‬المشهد‭ ‬النقابي‭ ‬وإضعاف‭ ‬العمل‭ ‬النقابي،‭ ‬ليست‭ ‬وليدة‭ ‬اليوم،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬سياسة‭ ‬ممنهجة‭ ‬في‭ ‬ضرب‭ ‬كل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الوساطة،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬الكونفدرالية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬للشغل‭ ‬نرحب‭ ‬بكل‭ ‬المبادرات‭ ‬النضالية‭ ‬الجادة،‭ ‬والتي‭ ‬تقوي‭ ‬الفعل‭ ‬النضالي‭. ‬واليوم،‭ ‬الحكومة‭ ‬مطالبة‭ ‬بفتح‭ ‬حوار‭ ‬حقيقي‭ ‬ومسؤول‭ ‬وتحقيق‭ ‬مطالب‭ ‬الشغيلة‭ ‬المغربية،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬التزامتتها‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬اتفاق‭ ‬30‭ ‬أبريل‭ ‬2022‮ ‬‭ ‬مع‭ ‬النقابات‭ ‬الأكثر‭ ‬تمثيلية‭ ‬والزيادة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬الأجور،‭ ‬ومراجعة‭ ‬الضريبة‭ ‬على‭ ‬الدخل‭ ‬والدرجة‭ ‬الجديدة،‭ ‬وهذه‭ ‬مطالب‭ ‬كل‭ ‬مكونات‭ ‬الشغيلة‭ ‬المغربية،‭ ‬فنقاش‭ ‬النقابات‭ ‬والتنسيقيات‭ ‬هو‭ ‬فقط‭ ‬محاولة‭ ‬للالتفاف‭ ‬عن‭ ‬المطالب‭ ‬المشروعة‭ ‬للشغيلة‭ ‬التعليمية،‭ ‬فهم‭ ‬جسم‭ ‬واحد‭ ‬وكلهم‭ ‬رجال‭ ‬ونساء‭ ‬التعليم‭ ‬وإن‭ ‬اختلفت‭ ‬انتماءتهم‭.‬
 
خليهن الكرش/ عضو المكتب التنفيذي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل