الصادق العثماني: 400 عالم يشاركون في دورة مؤسسة محمد السادس لعلماء إفريقيا بفاس

الصادق العثماني: 400 عالم يشاركون في  دورة مؤسسة محمد السادس لعلماء إفريقيا بفاس جانب من اللقاء وفي الإطار الصادق العثماني
احتضنت مدينة فاس  يوم 6 دجنبر 2023 أشغال الدورة السنوية العادية الخامسة لاجتماع المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة والتي ستستمر أيام 6 و7 و8 دجنبر 2023، بحضور ومشاركة اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل ممثلا بمديره الديني الشيخ الصادق العثماني، بالإضافة إلى مشاركة رؤساء وأعضاء فروع المؤسسة في 34 بلدا إفريقيا، وعددهم ما يزيد عن 400 عالم وعالمة من المغرب وإفريقيا.
 
 
وقد ألقى كلمة بمناسبة هذا الإجتماع السنوي لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بمدينة فاس وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، أحمد التوفيق، قال فيها إن الملك محمد السادس، بصفته أميراً للمؤمنين، حرص على أن يسهم في حفظ الدين بأفريقيا. وذكر في كلمته الافتتاحية للدورة السنوية العادية الخامسة لاجتماع المجلس الأعلى لـ«مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة»، أن الإشتراك بين المغرب وعدد من بلدان أفريقيا في الثوابت الدينية العقدية والمذهبية جعل النموذج الديني المغربي يحظى بالقبول والإشادة، حيث يُعدّ الملك محمد السادس حامياً للملة والدين، مبرزاً ما «يميز المملكة في هذا المجال، ويتمثل في البيعات الشرعية لأمير المؤمنين». في سياق ذلك، واضاف التوفيق: «إن علماءنا اجتهدوا ووضعوا للبيعة - أسسها ومصطلحها، على اعتبار أنها تحفظ الكليات، ومن صميمها حفظ الدين»، مسجلاً أن «هؤلاء العلماء المغاربة آثروا مشاطرة التديُّن الصحيح مع العلماء الأفارقة من أجل تسديد التبليغ، من خلال الانطلاق من فهم صحيح للدين».
 

وفي نفس السياق أكد الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، الدكتور محمد رفقي، أن المؤسسة مقبلة على عدد كبير من المشاريع السنوية التي تهدف إلى حفظ الوسطية والاعتدال ونبذ العنف. وأوضح رفقي، في تصريح للصحافة على هامش أشغال الدورة السنوية العادية الخامسة لاجتماع المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، أن هذه المشاريع تهدف في كلياتها إلى حفظ الخصوصيات الإفريقية والدين الإسلامي، انطلاقا من توجيهات أمير المؤمنين الملك محمد السادس، رئيس المؤسسة، لجعلها نبراسا لامعا وإطارا شامخا يحفظ الإسلام والمسلمين. وأكد أن هذه الدورة السنوية الخامسة لاجتماع المجلس الأعلى للمؤسسة تتميز عن سابقاتها وتمثل انطلاقة جديدة نظرا لأهمية النقاط التي ستتم مناقشتها خلالها، ومن أبرزها قبول انضمام 14 فرعا جديدا ستنضاف إلى الفروع الـ 34 التي تتوفر عليها المؤسسة الآن، وهو ما سيرفع عددها إلى 48 فرعا انطلاقا من هذه الدورة.
 
كما ألقى كلمة بالمناسبة الدكتور محمد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى بالمملكة المغربية وضح فيها تاريخ الإسلام في إفريقيا وكيف يمكننا العودة بالأجيال الإفريقية إلى نور الإسلام وقيمه الحضارية التي عاش في كنفها أجدادنا في أمن وأمان وحب وسلام، فيما بينهم وبين غيرهم، وهذا هو دور علماء إفريقيا اليوم، وخصوصا العلماء المنضويين تحت ظلال مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، فالمؤسسة التي يترأسها أمير المؤمنين الملك محمد السادس تأسست من أجل ترشيد المسلمين في القارة الإفريقية إلى طريق الخير والصلاح والفلاح..
 
وستنظم على هامش أشغال هذه الدورة، بجامع القرويين يوم الجمعة 08 دجنبر 2023، حفل الإعلان الرسمي عن (ميثاق العلماء الأفارقة)، وهو دليل مذهبي بمثابة وثيقة مرجعية خادمة لجهود المؤسسة وراعية لعلمائها ومحققةلأهدافها.
 
 
كما سيتم توزيع الجوائزعلى الفائزين بنهائيات الدورة الرابعة من مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده التي جرت أطوارها بمدينة فاس في أبريل 2023،عبر تقنية التناظر المرئي.
 
ويأتي انعقاد هذه الدورة في إطار مواصلة تنزيل مقتضيات الظهير المتعلق بإحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، والذي  ينص على توحيد وتنسيق جهود العلماء الأفارقة، بكل من المملكة المغربية، وباقي البلدان الإفريقية للتعريف بقيم الإسلام السمحة ونشرهاوترسيخها.كما ينص الظهير الشريف على القيام بمبادرات في إطار كل ما من شأنه تفعيل قيم الدين السمحة في كل إصلاح تتوقف عليه إفريقيا سواء على مستوى القارة أو على صعيد كل بلد؛ وتنشيط الحركة الفكرية والعلمية والثقافية في المجال الإسلامي الافريقي؛وتوطيد العلاقات التاريخية التي تجمع المملكة المغربية، وباقي بلدان إفريقيا والعمل على إنضاجها وتطويرها؛وإحياء التراث الثقافي الإفريقي الإسلامي المشترك من خلال التعريف به ونشره والعمل على حفظه وصيانته .
 
وجدير بالذكر ان مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تأسست في 13 يوليو 2015،ويرأسها الملك المغربي محمد السادس: ويقع مقرها في مدينة فاس في المملكة المغربية. كما أنها جعلت من اهدافها محاربة التشدد والتنطع والتكفير والإرهاب عن طريق إحياء التراث الإسلامي الوسطي الصحيح،  مع التجديد في العلوم الدينية وعصرنتها وملاءمتها مع واقعها، وإقامة الأنشطة الفكرية والثقافية التي من شأنها إعطاء حيوية وحركية جديدة في مجالات الشؤون الدينية والفكرية والثقافية.