أحداف: يجب مراجعة تشريع استعمال السلاح الناري بما يحمي رجال الأمن ويحصنهم ضد الجانحين

أحداف: يجب مراجعة تشريع استعمال السلاح الناري بما يحمي رجال الأمن ويحصنهم ضد الجانحين محمد أحداف، أستاذ بجامعة المولى اسماعيل، مختص في السياسة الجنائية
يرى‭ ‬محمد‭ ‬أحداف،‭ ‬أستاذ‭ ‬بجامعة‭ ‬المولى‭ ‬إسماعيل‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الجنائية،‭ ‬أن‭ ‬استعمال‭ ‬الرصاص‭ ‬ضد‭ ‬المشرملين،‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭  ‬ظاهرة‭ ‬جديدة،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننكب‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فهم‭ ‬خلفياتها‭ ‬ودوافعها‭ ‬وأسبابها‭.‬ ويتوقع‭ ‬الباحث‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬ستستمر‭ ‬في‭ ‬الازدياد‭ ‬وأن‭ ‬منسوب‭ ‬عدم‭ ‬الامتثال‭ ‬والتمرد‭ ‬ومواجهة‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬ترتفع‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭ ‬مالم‭ ‬تتخذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬والتدابير‭ ‬اللازمة‭.....‬
 
 
‭‬ما‭ ‬هي‭ ‬دلالات‭ ‬استعمال‭ ‬العناصر‭ ‬الأمنية‭ ‬للأسلحة‭ ‬الوظيفية‭ ‬بشكل‭ ‬متكرر‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬المملكة؟
هناك‭ ‬دلالات‭ ‬متعددة،‭ ‬أولا،‭ ‬يجب‭ ‬تسجيل‭ ‬ملاحظة‭ ‬ترتبط‭ ‬بانعدام‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬في‭ ‬ثمانينيات‭ ‬وتسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬ويمكن‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬مستجدة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المغربي،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مألوفا‭ ‬رؤية‭ ‬مواطن‭ ‬يواجه‭ ‬رجال‭ ‬الأمن،‭ ‬إما‭ ‬أثناء‭ ‬تفتيشه‭ ‬أو‭ ‬أثناء‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬هويته‭ ‬وإيقافه‭ ‬بسبب‭ ‬ارتكابه‭ ‬أفعالا‭ ‬معاقب‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬القانون،‭ ‬أو‭ ‬بكونه‭ ‬مطلوبا‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬العدالة‭. ‬وبالتالي‭ ‬فاستعمال‭ ‬الرصاص‭ ‬ظاهرة‭ ‬جديدة،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننكب‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فهم‭ ‬خلفياتها‭ ‬ودوافعها‭ ‬وأسبابها‭. ‬الملاحظة‭ ‬الثانية‭ ‬تتصل‭ ‬بهذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬بحيث‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬إحصاء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬مرة‭ ‬استعمال‭ ‬الأسلحة‭ ‬النارية‭ ‬خلال‭ ‬خمسة‭ ‬أشهر،‭ ‬مع‭ ‬تسجيل‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬عرفتها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬مدينة‭ ‬مغربية،‭ ‬فهذا‭ ‬يؤكد‭ ‬أمران:‭ ‬الأمر‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬تنامي‭ ‬وتصاعد‭ ‬نسبة‭ ‬التمرد‭ ‬وعدم‭ ‬الإمتثال‭ ‬للأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬ولعناصرها،‭ ‬أثناء‭ ‬عمليات‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬ثانية‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬مجال‭ ‬جغرافي‭ ‬ضيق‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬ظاهرة‭ ‬تعرفها‭ ‬كل‭ ‬مدن‭ ‬المملكة‭. ‬
فمن‭ ‬منظوري‭ ‬الخاص‭ ‬أتوقع‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬ستستمر‭ ‬في‭ ‬الازدياد،‭ ‬وأن‭ ‬منسوب‭ ‬عدم‭ ‬الامتثال‭ ‬والتمرد‭ ‬ومواجهة‭ ‬رجال‭ ‬الأمن،‭ ‬وتعريضهم‭ ‬للاعتداءات‭ ‬بالأسلحة‭ ‬البيضاء،‭ ‬واستعمال‭  ‬الكلاب‭ ‬المهجنة‭ ‬الخطيرة،‭ ‬هي‭ ‬ظاهرة‭ ‬سوف‭ ‬ترتفع‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة،‭ ‬مالم‭ ‬تتخذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬والتدابير‭ ‬اللازمة،‭ ‬ولاسيما‭ ‬ضرورة‭ ‬تغيير‭ ‬المقاربات‭ ‬في‭ ‬تعاطينا‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وأيضا‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬الذي‭ ‬يكفل‭ ‬حماية‭ ‬رجال‭ ‬الأمن،‭ ‬أثناء‭ ‬تدخلاتهم‭ ‬بحيث‭ ‬يكونون‭ ‬ملزمين‭ ‬ومجبرين‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الأخطار،‭ ‬باستعمال‭ ‬أسلحتهم‭ ‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى،‭ ‬وبالتالي‭  ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬جنائية‭ ‬شرعية‭ ‬قانونية،‭ ‬نحن‭ ‬نقول‭ ‬(ما‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬الواجب‭ ‬إلا‭ ‬به‭ ‬فهو‭ ‬واجب)‭.‬
 
‬وما‭ ‬رأي‭ ‬الفقه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الباب؟
الفقهاء‭ ‬متفقون‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬يتطلب‭ ‬استعمال‭ ‬السلاح‭ ‬الناري‭ ‬فإن‭ ‬استعماله‭ ‬يعتبر‭ ‬واجبا،‭ ‬ولا‭ ‬مجال‭ ‬لمساءلة‭ ‬عناصر‭ ‬الأمن‭ ‬وترهيبهم‭ ‬بمناسبة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أنفسهم‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬وسلامتهم‭ ‬البدنية،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬الدفاع‭ ‬على‭ ‬هيبة‭ ‬الدولة‭ ‬وعن‭ ‬هيبة‭ ‬القانون‭. ‬فالمقاربة‭ ‬التي‭ ‬تستعمل‭ ‬الآن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعاد‭ ‬فيها‭ ‬النظر‭ ‬بما‭ ‬يكفل‭ ‬ضمان‭ ‬إطار‭ ‬يحمي‭ ‬بطريقة‭ ‬اكثر‭ ‬فاعلية‭ ‬ونجاعة‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬ترهيبهم‭ ‬وإخضاعهم‭ ‬للمسائلة‭ ‬بسبب‭ ‬تدخلاتهم‭ ‬الأمنية‭. ‬إذن‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬ستزداد‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تغيير‭ ‬المقاربات‭ ‬والانكباب‭ ‬على‭ ‬الأسباب‭ ‬والدوافع،‭ ‬وتغيير‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأمور‭. ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الأسباب‭ ‬هو‭ ‬استهلاك‭ ‬المخدرات‭ ‬القوية‭ ‬والكيماوية،‭ ‬وتنامي‭ ‬ظاهرة‭ ‬حيازة‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيضاء‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الشباب‭ ‬المغربي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لتنامي‭ ‬الإحساس‭ ‬لدى‭ ‬هؤلاء‭ ‬الجانحين‭ ‬والمجرمين،‭ ‬بانعدام‭ ‬صرامة‭ ‬القانون‭ ‬وبضعف‭ ‬وظيفة‭ ‬النظام‭ ‬العقابي‭ ‬وعدم‭ ‬خطورة‭ ‬العقوبات‭ ‬التي‭ ‬يواجهون‭ ‬بها‭ ‬بعد‭ ‬إيقافهم‭ ‬،‭ ‬وعرضهم‭ ‬على‭ ‬العدالة،‭ ‬بحيث‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأحيان‭ ‬تكون‭ ‬العقوبات‭ ‬ضبطية‭ ‬ولا‭ ‬تتعدى‭ ‬بضعة‭ ‬أشهر‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال،‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬العقوبة‭ ‬سالبة‭ ‬للحرية‭. ‬إذن‭ ‬هناك‭ ‬إحساس‭ ‬بأن‭ ‬النظام‭ ‬العقابي‭ ‬في‭ ‬جانبهم،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬ينتظرهم‭ ‬ليس‭ ‬سيئا‭ ‬بالقدر‭ ‬الذي‭ ‬يتصوره‭ ‬المواطن‭ ‬العادي‭. ‬تنامي‭ ‬هذا‭ ‬الإحساس‭ ‬وضعف‭ ‬العقوبات‭ ‬يغري‭ ‬شبابا‭ ‬آخرين‭ ‬لدخول‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬تحدي‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭. ‬نسجل‭ ‬أن‭ ‬ظاهرة‭ ‬تنامي‭ ‬المخدرات‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬دافعا‭ ‬أساسيا‭ ‬لمواجهة‭ ‬رجال‭ ‬الأمن،‭ ‬لأن‭ ‬من‭ ‬يواجه‭ ‬رجال‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تخدير‭ ‬متقدمة‭ ‬للغاية،‭ ‬يعززها‭ ‬الإحساس‭ ‬بضعف‭ ‬العقوبات‭ ‬وانعدام‭ ‬الردع‭ ‬بالقدر‭ ‬المطلوب،‭ ‬بما‭ ‬يتلاءم‭ ‬بين‭ ‬خطورة‭ ‬الأفعال‭ ‬المرتكبة‭ ‬والعقوبة‭ ‬المنطوق‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية،‭ ‬وأيضا‭ ‬تنامي‭ ‬الإحساس‭ ‬بعدم‭ ‬الخوف‭ ‬مطلقا‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭. ‬
 
‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬الجانحين‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬سنهم‭ ‬35‭ ‬سنة‭ ‬،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬كونهم‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬السوابق‭ ‬القضائية،‭ ‬ما‭ ‬قراءتك‭ ‬لهذا‭ ‬المعطى؟
قراءتي‭ ‬لهذا‭ ‬المعطى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬أبعادا‭ ‬متعددة:‭ ‬أولا،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نسجل‭ ‬بغرابة‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬المغربي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعتبر‭ ‬مسؤولا‭ ‬أولا‭ ‬على‭ ‬تنامي‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬التباكي‭ ‬والصراخ‭ ‬لا‭ ‬ينفع،‭ ‬لأن‭ ‬المشرع‭ ‬المغربي‭ ‬بخياراته‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مسؤولا‭ ‬أولا‭ ‬وأخيرا‭ ‬على‭ ‬الاعتداءات‭ ‬اللفظية‭ ‬والبدنية،‭ ‬والاعتداءات‭ ‬بالأسلحة‭ ‬البيضاء،‭ ‬والكلاب‭ ‬الشرسة‭ ‬المدجنة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬شرذمة‭ ‬من‭ ‬الجانحين،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المشرع‭ ‬أن‭ ‬ينفتح‭ ‬على‭ ‬الكفاءات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬وأن‭ ‬يلتمس‭ ‬من‭ ‬المراكز‭ ‬الجامعية،‭ ‬إنجاز‭ ‬دراسات‭ ‬واقعية،‭ ‬إمبيريقية،‭ ‬لفهم‭ ‬الظاهرة‭ ‬والكشف‭ ‬عن‭ ‬أسبابها‭ ‬وعواملها،‭ ‬تم‭ ‬الانكباب‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬لاحقة‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬النصوص‭ ‬القانونية‭ ‬بما‭ ‬يتلاءم‭ ‬وخلاصات‭ ‬هذه‭ ‬الدراسات‭ ‬العلمية‭. ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نتقدم‭ ‬خطوة‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تجويد‭ ‬النصوص‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬أجوبة‭ ‬علمية‭ ‬تشريعية‭ ‬عن‭ ‬ظواهر‭ ‬سلبية،‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هذه‭ ‬النصوص‭ ‬التشريعية‭ ‬هي‭ ‬خلاصات‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬والعمق‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬دراسات‭ ‬علمية‭. ‬نسجل‭ ‬نحن‭  ‬كعلماء‭ ‬إجرام،‭ ‬ضعف‭ ‬عقوبة‭ ‬عدم‭ ‬الامتثال‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬المغربي،‭ ‬فحينما‭ ‬يتم‭ ‬إيقاف‭ ‬أو‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬إيقاف‭ ‬جانح،‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬اندفاع‭ ‬قوية،‭  ‬فيجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يرتكب‭ ‬عقوبة‭ ‬عدم‭ ‬الامتثال،‭ ‬وهي‭ ‬ظاهرة‭ ‬تعيشها‭ ‬فرنسا‭ ‬بحيث‭ ‬أنجزت‭ ‬دراسات‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الجمعية‭ ‬الوطنية‭ ‬لصالح‭ ‬البرلمان‭ ‬الفرنسي،‭ ‬لمعرفة‭ ‬لماذا‭ ‬تتنامى‭ ‬بطريقة‭ ‬خطيرة‭ ‬جدا،‭ ‬ويرتفع‭ ‬منسوب‭ ‬جرائم‭ ‬عدم‭ ‬الامتثال‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين‭ ‬والشباب‭ ‬الفرنسي،‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬عوض‭ ‬احترامهم،‭ ‬كما‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬كندا‭ ‬وأمريكا‭. ‬الحقيقة‭  ‬المؤلمة‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬عدنا‭ ‬لتجريم‭ ‬عدم‭ ‬الامتثال‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الفرنسي‭ ‬والمغربي،‭ ‬سوف‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمتثل‭ ‬لرجال‭ ‬الإنفاذ‭ ‬يواجه‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأحوال‭ ‬بغرامة‭ ‬وفي‭ ‬أسوء‭ ‬الأحوال‭ ‬بعقوبة‭ ‬موقوفة‭ ‬التنفيذ‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬شهر‭ ‬أو‭ ‬شهرين‭ ‬نافذ،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يشجع‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬هؤلاء‭ ‬على‭ ‬التمادي‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الامتثال‭ ‬لأجهزة‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬ثانية‭ ‬يشجع‭ ‬أقرانه‭ ‬على‭ ‬التمادي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭.  ‬وكمثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجربتي‭ ‬الشخصية‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬مع‭ ‬رجال‭ ‬الأمن،‭ ‬ومع‭ ‬القضاء‭ ‬الأمريكي،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أؤكد‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي‭ ‬يتعامل‭ ‬بصرامة‭ ‬منقطعة‭ ‬النظير،‭ ‬تقترب‭ ‬إلى‭ ‬توصيف‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمتثل‭ ‬لأوامر‭ ‬رجال‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬أن‭ ‬يعامل‭ ‬معاملة‭ ‬الإرهابي‭ ‬أو‭ ‬عدو‭ ‬الوطن‭. ‬وبالتالي‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬عقوبة‭ ‬عدم‭ ‬الامتثال‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الأمريكي‭ ‬هي‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬سجنا‭. ‬شخصيا‭ ‬حضرت‭ ‬محاكمة‭ ‬شخص‭ ‬قام‭ ‬بالسرقة،‭ ‬وأدين‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬بسنتين،‭ ‬وأضيفت‭ ‬له‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬الامتثال‭.‬ هنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نسجل‭ ‬أن‭ ‬عقوبة‭ ‬عدم‭ ‬الامتثال‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬المغربي،‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال‭ ‬غرامات،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يقتضي‭ ‬من‭ ‬المشرع‭ ‬المغربي‭ ‬الانكباب‭ ‬بما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬الجدية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مضاعفة‭ ‬العقوبات‭ ‬وجعل‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الامتثال‭ ‬لرجال‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬وتعريض‭ ‬سلامتهم‭ ‬الجسدية‭ ‬للخطر،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعتبر‭ ‬جناية،‭ ‬ومن‭ ‬أخطر‭ ‬الأنماط‭ ‬السلوكية‭. ‬
فإنقاذا‭ ‬لهيبة‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬ولهيبة‭ ‬الدولة‭ ‬يجب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬التشريعات‭ ‬الملازمة‭ ‬لهذا‭ ‬الموضوع‭ ‬وأن‭ ‬نجعل‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الامتثال‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬مخالفة‭ ‬أو‭ ‬جنحة،‭ ‬بل‭ ‬جناية‭ ‬عقوبتها‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬و20 سنة،‭ ‬لأن‭ ‬الدولة‭ ‬مطلوب‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تضرب‭  ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬كي‭ ‬نجعل‭ ‬المواطن‭ ‬يحترم‭ ‬رجال‭ ‬الأمن.