وصف أحمد حضراني، أستاذ القانون العام بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، ما أعلن عنه رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، بخصوص الوساطة بين الحكومة وممثلي رجال ونساء التعليم لوقف الإضراب بـ"غير المستساغ"، على اعتبار أن الطالبي العلمي بمنصبه على رأس مجلس النواب، وانتمائه لحزب الأغلبية، يمكنه التدخل مؤسساتيا لإخماد فتيل هذا التوتر.
جريدة "أنفاس بريس" تنشر التصريح الكامل لـ"أحمد حضراني":
"مما لا شك فيه أن الوساطة والصلح والتحكيم من الأساليب القانونية، والقواعد الاجتماعية، المعمول بها لفض النزاعات والتوترات، أو الخصومات بين الأطراف المتنازعة.
وشهد الموسم الدراسي الحالي التوقف عن العمل في المدارس والمؤسسات التعليمية العمومية؛ بسبب مقاطعة وإضراب، واحتجاجات الأساتذة، وكانت النقطة التي أفاضت الكأس وأججت الوضع، هو صدور النظام الأساسي الخاص بموظفي قطاع التربية الوطنية بموجب مرسوم 6 أكتوبر 2023، وهو ما حدا بمجموعة من المؤسسات والهيئات، أن تعرض وساطتها من أجل الوصول لصيغة، تفضي إلى عودة التلاميذ إلى طاولات الأقسام، وضمنها تلك التي جاءت في معرض سؤالك جريدتكم.
وإذ لا يمكن إجهاض حق الرجل في لعب هذا الدور، والتموقع في وضع المتفرج، شأنه في ذلك شأن تمثيليات أخرى مدنية (جمعيات الآباء، مؤسسات الحكامة،الوسيط...) أحزاب سياسية وغيرها، لكن غير مستساغ، وغير ملائم أن يتموقع الشخص كرئيس لمجلس النواب، مادام له من الإمكانيات المؤسساتية والقدرات، والضغوطات القانونية والسياسية، وكإطفائي لإخماد فتيل النار والتوتر ما بين الحكومة وتمثيلية القطاع المعني (نقابات وتنسيقيات)، باعتباره رئيس الغرفة الأولى، وينتمي إلى الحزب الأغلبي المشكل للحكومة، وباعتباره يتربع ضمن الثالوث الحزبي ( الأحرار، الأصالة والمعاصرة، الاستقلال)، المشكل لأغلبية الغرفة الثانية( مجلس المستشارين)، والمسير لمجالس الجماعات الترابية (جهات ، عمالات وأقاليم، جهات) وغرف مهنية؛ مما يجعل من وضعه ووضع حزبه وحلفائه أكثر تأهيلا لتجاوز دور الوساطة إلى اتخاذ القرار الحاسم والمركزي تشريعيا، مادام لمجلس النواب الكلمة الفصل في اعتماد قانون المالية كآلية مادية لترجمة الالتزامات، الواعية ماليا على أرض الواقع، فضلا على أن البرلمان يمكن أن يؤثر بآلياته الرقابية الخاصة، أو المشتركة في الضغط على الموقف المتصلب والمتخشب للحكومة، إزاء الشغيلة التربوية في زمن الغلاء والأوبئة، والتي لم تنل من عزيمة المغرب لنشدان نموذجه التنموي، بمقارباته الاجتماعية ."