من يتحمل مسؤلية ضياع وتيه التلاميذ في زمن الإضراب؟

من يتحمل مسؤلية ضياع وتيه التلاميذ في زمن الإضراب؟ صورة أرشيفية
أصيبت أغلب الأسر المغربية بالإحباط والحيرة بعد أن طال أمد إضراب نساء ورجال التعليم أمام سؤال من يحمي القطاع التلاميذي من الضياع والتيه والفراغ كل يوم وكل أسبوع وكل شهر في حين تتفرج الحكومة على ترك شباب المستقبل يتسكع في الأزقة والشوارع والحدائق والفضاءات المترعة أبوابها على الهواء الطلق، خصوصا أن عدة مبيقات تهدد الشباب وتتربص به بدأ بالمخدرات والتحرش والإنحراف بكل أنواعه؟؟
في هذا السياق تساءل فاعل مدني يقوله: "طبعا أنا مع حق الإضراب والدفاع عن مكتسبات أسرة التعليم ومطالبهم العادلة ذات الصلة بالمدرسة العمومية، لكني أستغرب للفراغ القاتل الذي يعيشه شابات وشباب قطاع التعليم دون أن تتحرك قطاعات حكومية أخرى تتقاسم أهداف التربية والتعليم والتأطير والتكوين والحماية ...".  
وحمل نفس المتحدث لجريدة "أنفاس بريس" مسؤولية انتشال التلميذات والتلاميذ اليافعين من الفراغ القاتل لقطاع الشباب حيث أورد قائلا: "كان من المفروض أن تتحرك وزارة الشباب والثقافة والتواصل - قطاع الشباب - وتستنفر مسؤوليها محليا وإقليميا وجهويا بتنسيق مع الكم الهائل من الجمعيات لفتح أبواب دور الشباب وإعداد برامج تكوينية وثقافية وتربوية وفنية وترفيهية ورياضية. واستقبال التلاميذ خلال أيام إضرابات نساء ورجال التعليم ولعب أدوار المواطنة في مثل هذه الأوقات الصعبة".
من جهة أخرى أفاد أحد أولياء التلاميذ بقوله : "نحن نعلم أن مؤسسات دور الشباب يسيرها مدراء بدون موارد بشرية موزعة على المهام ذات الصلة...ونعلم جيدا أن قلة الموارد البشرية بدور الشباب تجعل من مدير المؤسسة محور العمل  من فتح الباب إلى النظافة وصولا إلى الاستقبال والتأطير والتكوين والتواصل ...في غياب جمعيات جادة ومسؤولة".
وطالب نفس المتحدث من الوزارة بأن تبتكر طرق وآليات عمل لتزويد هذه المؤسسات بالعنصر البشري المسؤول عن التأطير والتكوين لفائدة التلاميذ وأن تفرض على الجمعيات التي تستفيد من المنح الخيالية باسم الدعم الثقافي و التنشيطي والتربوي  الإشتغال بدور الشباب وتأطير أبناء المغاربة من خلال مواردها اللوجيستية والمالية والبشرية".
وأكد في تصريحه لـ" أنفاس بريس" بأن: "كل جميعة تدعي أنها تنتسب للمجتمع المدني وتقر في قوانينها وأهدافها الإهتمام بقضايا الطفولة والشباب لابد أن تتحمل المسؤولية التاريخية في زمن الهدر التربوي والتعليمي"
في سياق متصل أوضح مسؤول بقطاع الشباب بقوله: "دائما ما كانت مؤسسة دار الشباب حاضرة بقوة في محطات عديدة من تاريخ المغرب بإعتبارها بنية استقبالية تربوية تهتم بفئة الطفولة و الشباب خصوصا بعد بزوغ فجر الجمعيات الوطنية الجادة واتخادها للمؤسسة(دار الشباب) كحاضنة للابداع والتميز و الفكر الذي تتبناه كل هيئة جمعوية".
 وذكر نفس المسؤول بقطاع الشباب بأن "مؤسسات دور الشباب كانت دائما تتوفر على أندية موضوعاتية تربوية تندرج ضمن خانة التأطير المباشر - العمل المباشر - منها الثقافي والفني والبيئي والرياضي...."
وعزز  تصريحه للجريدة بالرجوع لعدة قوانين ومراسيم منها مثلا:  "المرسوم رقم 2.21.519 الصادر في 20 محرم 1444(18اغسطس2022) وهو الذي نص كون دور الشباب تقدم خدماتها المثمثلة في التأطير التربوي و التنشيط الثقافي والفني و الترفيهي و المواكبة في تنمية القدرات و المهارات لفائدة الأطفال والشباب المتراوحة اعمارهم بين 7 سنوات و 34 سنة كاملة عبر آليتين أساسيتين وهما التأطير المباشر (الأندية الموضوعاتية ) إلى جانب التأطير غير المباشر (الجمعيات المنخرطة) وفقا لمقتضيات المادتين 15 و 16 من نفس المرسوم ".
من هنا ينتصب السؤال الحارق: 
- كيف يستطيع قطاع الشباب أن يخفف وطأة الفراغ التعليمي والتربوي خلال موجة الإضرابات التي يخوضها نساء ورجال التعليم.
- كيف يستطيع هذا القطاع الحيوي أن يعيد توهجه وبريقه بعد أن فقد الكثير من حضوره في الساحة المشهد الشعبي المحلي والإقليمي نتيجة اقتصاره على أنشطة ممركزة لا تكاد تتجاوز حزام الرباط و الدار البيضاء ؟
إن السبيل لإنخراط القطاع في إيجاد مخرج من هذه الأزمة هو فتح مؤسسات دور الشباب في وجه الطفولة والشباب المغربي عبر تسطير وبرمجة أنشطة و ورشات من شأنها أن تجعل من تلك المؤسسات امتدادا للمدرسة العمومية وللبيئة الصيفية عبر العمل على تقوية المهارات الحياتية للأطفال و اليافعين والشباب وتفعيل أندية الدعم المدرسي والإعلاميات...وتوجيه الدعوة لأطر وفعاليات المجتمع المدني للتطوع بمؤسسات قطاع الشباب وإحياء الصلة مع التلاميذ عبر فضاءات دار الشباب ومرافقها التي تتكدس بها التجهيزات ووسائل العمل "بلا فرح".