اعتبر مصطفى العراقي الإعلامي والحقوقي، بخصوص تصريحات خالد مشعل القيادي في حركة حماس، أن الشعب المغربي ليس بحاجة لمن يرسم له خارطة طريق فيما يتعلق بعلاقته مع القضية الفلسطينية.. معتبرا أن من حق مشعل بسط صورة لمعاناة غزة وهي تواجه العدوان الاسرائيلي، "لكن أعتقد أن لغة ومصطلحات الأوامر التي تضمنتها مداخلته غير مقبولة لأنها غرفت من معجم تحريضي..".
وأضاف العراقي الذي كان يتحدث مع "أنفاس بريس"، أنه لايمكن لأي أحد أو جهة المزايدة على الدور المغربي في قضية فلسطين، ليس في الظرف الحالي بل منذ عهد الراحل محمد الخامس مرورا بالراحل الحسن الثاني، وهو نفس النهج بالنسبة لمحمد السادس، هذا على مستوى الموقف الرسمي، الذي يتماهى مع الموقف الشعبي في المساندة وادانة الاحتلال الاسرائلي وفي مطلب الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، حتى أن المسيرات والوقفات المنظمة على خلفية الأحداث الجارية في فلسطين، يتقدم فيها المغرب ضمن أوائل الشعوب التي هبت لنصرة الشعب الفلسطيني.
وأكد العراقي أن خالد مشعل استند على خلفيته "الإخوانية" وهو يتحدث لإخوانه في العدالة والتنمية، وسقط في ما لايمكن قبوله من المغاربة الذين يعرفون السياقات والمساقات، ولايحتاجون لمن يدلهم على طريق نصرة الشعب الفلسطيني، فالواضح من كلام خالد مشعل، وكأن المغرب الرسمي أو الشعبي لم يحرك ساكنا، مع العلم بأن المغرب لم يكن له رد فعل على تحرك لجان وشخصيات فلسطينية ضد الوحدة الترابية للمغرب، وتصريحاتها المستفزة.. المغرب له سيادة ومواقفه واضحة، والقضية الفلسطينية تشكل له مركزية في التحرك والتضامن، لكن بالمقابل يرفض أن يعيد مشعل دور الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون عندما تجرأ وخاطب الشعب المغربي مباشرة"، يقول العراقي، متسائلا، "إن كانت لخالد مشعل القدرة على انتقاد قطر أو تركيا، في تعاطيهما مع القضية الفلسطينية".
وختم العراقي بالقول، "لقد عرف المغرب تأسيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، قبل أن تخلق حماس، وقدم المغاربة كل الدعم للفلسطينيين بالمال والدم، وما زال التاريخ يسجل اقتطاعات من بعض المواد الاستهلاكية، المخصصة للشعب الفلسطيني في الزمن الماضي، وهذا الشعب الذي قدم الغالي والنفيس، لن يقبل لأحد أو جهة بالتطاول عليه، أو الدفع بنقاشات هامشية يراد منها التفرقة"، يقول العراقي.