وتميزت هذه الدورة بالرسالة التي وجهها الملك محمد السادس لأعضاء أكاديمية المملكة المغربية، والتي تلاها أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، عبد الجليل الحجمري.
وفي هذه الرسالة أكد الملك محمد السادس أن أكاديمية المملكة المغربية أصبحت اليوم منارة للفكر والبحث المعرفي والثقافي العابر للقارات.
وأبرز الملك محمد السادس أن هذه المؤسسة العتيدة التي أضحت مشتلا للارتقاء بالقدرات الفكرية والعلمية في كل مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية، تسهم في تطوير البحث وإغنائه، وفي إبراز العمق التاريخي والحضاري الذي راكمته المملكة على مر العصور.
وبغية تمكينها من النهوض بالمهمة النبيلة المنوطة بها على أكمل وجه، يقول الملك محمد السادس "حرصنا منذ سنة 2015، على تفعيل الأكاديمية وتجديد هيكلتها، بما ينسجم مع أهداف ومقتضيات دستور المملكة، الرامية إلى صون هويتنا الوطنية، بمكوناتها العربية-الإسلامية والأمازيغية والصحراوية الحسانية، وروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية".
وبهذه المناسبة، أبرز محمد الصغير جنجار، في كلمة نيابة عن الأعضاء المقيمين بالأكاديمية، العناية المولوية التي يوليها الملك محمد السادس لهذه المؤسسة المرموقة، وحرص الملك محمد السادس على النهوض بها بغية أداء رسالتها وتحقيق الأهداف المعرفية والحضارية التي أنشئت من أجلها.
وعلاقة بموضوع هذه الدورة "الأسرة وأزمة القيم"، أكد السيد جنجار أن تحدي "أزمة القيم" لم يعد رهانا منحصرا في المجتمعات الصناعية المتقدمة، إذ تعرف باقي المجتمعات، بما فيها تلك الموجودة في الضفة الجنوبية لحوض البحر المتوسط، تحولات عميقة كالانتقال الديموغرافي، والتحول السريع والمكثف للساكنة من البوادي نحو المدن، وانتشار التعليم.
ومن جهته، أبرز سليمان بشير ديان (السنغال)، في كلمة نيابة عن الأعضاء المشاركين بالأكاديمية، أهمية الموضوع الرئيسي الذي تم اختياره لهذه الدورة، مشيرا إلى أن "هذا الموضوع يقع في صلب الأسئلة المتعددة التي يطرحها العصر الذي نعيشه في جميع البلدان، وفي شتى النطاقات".
وسجل السيد ديان أنه سيتم التركيز، بشكل خاص، خلال التأملات التي ستتم حول هذا الموضوع، على الأسرة نظرا للمسؤولية والدور البارز الذي يقع عليها والذي لا يمكنها الاستغناء عنه، مضيفا أنه بدلا من الاكتفاء باتهامها بعدم ممارسة واجباتها، وبالتالي بأنها عامل في أزمة القيم، سيتم، على الخصوص، تدارس الطريقة التي تعاني بها هي نفسها من التأثير المدمر للأزمة الاقتصادية والاجتماعية المتفشية بسبب العولمة النيوليبرالية الذي تفاقم أوجه عدم المساواة داخل الأمم وفيما بينها.
إثر ذلك، أخذت لولي العهد الأمير مولاي الحسن صورة تذكارية مع أعضاء أكاديمية المملكة المغربية.
وكان ولي العهد الأمير مولاي الحسن، قد وجد لدى وصوله إلى مقر أكاديمية المملكة المغربية، في استقباله عبد الجليل الحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية.
وبعد أن استعرض تشكيلة من الحرس الملكي التي أدت التحية، تقدم للسلام على ولي العهد الأمير مولاي الحسن، على الخصوص، والي جهة الرباط-سلا-القنيطرة عامل عمالة الرباط محمد يعقوبي، ورئيس مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة رشيد العبدي، والمدير التنفيذي بالأكاديمية البشير تامر، وأمين السر المساعد بالأكاديمية محمد الكتاني، ورئيسة الجلسات بالأكاديمية رحمة بورقية، والمقرر بالأكاديمية مصطفى الزباخ.