أي دور للإعلام والثقافة في الدفاع عن الثوابت الوطنية؟ الدخيل يجيب عن هذا السؤال..

أي دور للإعلام والثقافة في الدفاع عن الثوابت الوطنية؟ الدخيل يجيب عن هذا السؤال.. لبات الدخيل، المدير الجهوي لقطاع التواصل بجهة الداخلة
أكد لبات الدخيل، المدير الجهوي لقطاع التواصل بجهة الداخلة أنه في فترة سابقة كان الإعلام الوطني هو الذي يحمل مشعل الدفاع عن أطروحة القضية المغربية وذلك عبر الجرائد والمجلات الوطنية الأسبوعية منها والشهرية ونصف السنوية فظلا عن الاعلام المرئي العمومي والإذاعات الوطنية، ومع تطور التكنولوجيا أصبحت مظاهر الإعلام ومنابره ووسائله تتطور وتتعدد، إلى أن أصبح كل من يملك هاتفا يمكن أن يذيع خبرا ذو قوة وتأثير كبيرين.

وأضاف لبات في معرض ندوة حول: "أي دور للإعلام والثقافة في الدفاع عن الثوابت الوطنية؟" بالداخلة يوم الاثنين 20 نونبر 2023، أن الرسائل والخطب الملكية تعتبر أسمى وسائل التواصل الإعلامي الوطني، بل هي بوصلة إعلامية موجهة لتحديد السياسات العامة الكبرى في بعدها الاستراتيجي المتعلق بقضية الصحراء المغربية، ما يمنحها تزكية ورصانة وصمودا ديبلوماسيا  كبيرا..

وتحدث لبات، الحاصل على الدكتوراه في علوم الإعلام والتواصل مؤخرا، عن الإعلام الحزبي الذي لعب أدوارا فعالة في قضية الصحراء، خاصة الجرائد الوطنية التي كانت تصدر في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي إلى بداية الألفية الثانية، والتي انتصرت في معظمها إلى المغرب العربي، بعيدا كل البعد عن فكرة قيام أي كيان جديد مفتعل ولا حتى قبول قيام دولة أخرى. 

في الظرف الحالي، يقول لبات الدخيل، انتشرت مجموعة من الجرائد الإلكترونية والصفحات الفيسبوكية ومواقع الدردشة وصناعة الأخبار.. وازدادت ارتفاعا مع الوضع الذي عرفه العالم من خلال جائحة كورونا-19 الذي أجبر العديد من الأنشطة على التوقف، وهو ما فتح المجال للجرائد الإلكترونية وأنشطة العالم الافتراضي بأن ترتفع مقارنة بالسنوات الأخيرة. وفي عالم المعلوميات فإن التوجه الإلكتروني والتكنولوجيا الرقمية أصبحت ضرورة ملحة كحل بديل للترافع على القضايا الوطنية.

وأضاف المدير الجهوي لقطاع التواصل بجهة الداخلة أن النظر إلى الإعلام الوطني من منظور وظيفي، يسمح لنا بالقول إن وظائف الإعلام المغربي شهدت تحولات جوهرية وكانت حاسمة في بعض الأحيان، نستحضر ثلاث أمثلة في هذا الصدد:
أولا: دورها في تدبير مرحلة ما سمي آنذاك بالربيع العربي عن طريق بث رسائل إعلامية من قبيل التريث والحكمة وعدم الانزلاق لما لا يحمد عقباه خاصة بعد الوضع المتردي الذي شهدته البلدان العربية والذي تأثر بإعلام الخارج أكثر من إعلام الداخل.. وكان للإعلام الموجه لبعض القنوات العربية دوره كما كان للإعلام غير الرسمي (فيسبوك) دورا مفصليا في هذه العملية. 

ثانيا: التغطية الإعلامية التي رافقت انتشار الجائحة وفترة الحجر الصحي، والذي لعب فيه الإعلام الوطني دورا مهما من خلال تغطية مستمرة وتواصل دائم أثر بشكل إيجابي على منحنى الإصابات بالوباء في مرحلة كانت الوباء في أوج انتشاره لدى دول الجوار (اسبانيا مثلا). 

ثالثا: زلزال الحوز وما رافقه من متابعة اعلامية متأنية ترفع من روح التضامن والتآزر بحيث كان لهذه التغطيات دورها على مستوى تصريف الأزمة بشكل سلس متأن.

وبخصوص الإعلام في علاقته بقضية الصحراء المغربية، قال الدخيل، فرض علينا وقفة تقييمية للإعلام الوطني، باعتباره واجهة ومنصة كان لها بالغ الفضل في ترسيخ وتعبئة الجبهة الداخلية حول النزاع المفتعل حول شرعية مغربية أقاليمنا الجنوبية منذ استرجاعها سنة 1975، فلا تكاد تخلو أي تغطية تهم أقاليمنا الجنوبية سواء للصحافة الرسمية أو المستقلة من إثارة هذا الملف، والذي يشكل رهانا وجوديا ووجدانيا لكافة المغاربة. بل أنه المنحى الذي يوجه بوصلة الإعلام ومداخله الأولى في قواعد الترافع للدفاع عن هذه القضية المصيرية لكافة المغاربة.

لكن هذا الزخم من التعبئة قد يصطدم بإعلام دولي أصبح اليوم خاضعا للمناورة وتجاذبات المصالح والتحالفات لدول ولوبيات توجهه، وفق أجندة جعلت من التحكم في تدفق المعلومات وتوجيهها والتموقع داخل البيئة الاتصالية الحديثة التي ترسم معالمها الرقمنة، أمر لا محيد عنه في ظل تنامي الاستباق المحموم نحو كسب السبق المباشر والاستحواذ على أكبر عدد من المساحات الافتراضية لتمرير المغالطات، وتوجيه الرأي العام الدولي ضد سيادة ووحدة الأراضي المغربية.