ادريس المغلشي: المدرسة قبل المونديال

ادريس المغلشي: المدرسة قبل المونديال ادريس المغلشي
مغرب المفارقات العجيبة بل والمتناقضة في كثيرمن الأحيان. بداية حق لنا أن نفرح بهذا الانجاز الغير مسبوق والذي خضنا فيه معارك منذ2010، حين سخرت جنوب افريقيا كل إمكانتها  المشروعة والغير مشروعة من أجل سرقة هذا الحدث. وبالقدر الذي أحزننا الأمر، ساد رأي حكيم أننا لم نكن في الموعد، بعدما طغت لغة (الماكيطات) على سياسة الانجاز .

الآن وقد أصبح حلم تنظيم المونديال 2030 حقيقة وتسارعت التصريحات من قبل جهات معروفة بالتطبيل والتهليل، وكأنه حدث عظيم بعدما بالغوا كعادتهم في تمجيده وكأننا فزنا بالكأس نفسها. والواقع  أن الحدث رهان وتحدي يسائل تدبيرنا الحكومي ومدى التعبير عن جاهزية الدولة من أجل احتضانه. لانشك أنه  كفيل بخلق دينامية اقتصادية بالبلد وسينقل بعض الجهات إلى مستوى من التأهيل و العيش المأمول . وأمام هذا التفاؤل المبالغ فيه تعيش الساحة احتقانا غير مسبوق، التحمت فيه تنسيقيات تعليمية مع آباء واولياء التلاميذ من أجل إعلان التضامن والوقوف مع الأساتذة لرد الاعتبار إليهم . بل ذهب البعض للتساؤل كيف لدولة قادرة على تنظيم تظاهرة عالمية بكل ماتتطلبه من إمكانيات وميزانيات ذات أرقام فلكية غير مستعدة للقيام بالتفاتة مقدرة للاستجابة لمطالب نساء ورجال التعليم. مما دفع الجميع لرفع هاشتاغ # تعليم الأجيال قبل تنظيم المونديال .وغيرها من الجمل التي تفضح واقع التمدرس ببلادنا وأن التهميش لم يعد سرا تخفيه وسائل إعلامنا الرسمية  الغارقة في جمل نمطية وبرامج تافهة مكررة لملء الفراغ . وممازاد الطين بلة، التناقض الذي سقط فيه لقجع وهو يقدم تصريحا، لايستقيم بناؤه بالطريقة التي صرح  بها، معقبا على مداخلات المعارضة وكيف أن إصلاح المنظومة لايتحقق بدون الاعتناء بنساء ورجال التعليم، وفي نفس الوقت يتعذر تحقيق زيادة أجرية في رواتبهم التي لم تعرف أي تغييرمنذ حكومة عباس الفاسي وحكاية  600 درهم التي أضيفت زمن20 فبراير ثم تبخرت بفعل فاعل، جاء بن كيران على رأس الحكومة ليأخذها قهرا وغصبا.

قمة التناقض أن تجد تصريحات لقجع  بقبة البرلمان وهو يقدم بعض الأرقام والنظريات لتفسير ميزانية 2024 اغلبها تبدو عصية على العموم لأن المواطن البسيط لايهمه من كل هذا اللغط سوى قرار يخفف عنه ضيق العيش وغلاء الأسعار. 

من أين يستمد الوزير المنتدب قوة تصريحه بعدما جعله البعض فوق المحاسبة وكيف أنهم  اسقطوا انتصارا رمزيا في الرياضة على السياسة العمومية وهو خطأ فادح. مما شرعن له أن يكون سخيا مع الرياضة كمكون ملحق بوزارة التعليم، بينما هذه الأخيرة غارقة في المشاكل والأزمات؟. من له المصلحة في تأجيج الساحة التعليمية؟ وماهي الخلفيات لكل هذه الارتجالية وهذا العبث ؟.. مما يطمئن أن الشارع المغربي عرف صحوة ووعيا غير مسبوقين جعله ينتفض ضد حكومة عبثية غير مقدرة للحظة التاريخية وغير مستوعبة للرهانات الاستراتيجية التي تطمح لتحقيقها.

 فنهضة رياضية بتعليم فاشل، تعبير صريح على أن الدولة تتخلت عن الخدمة الاجتماعية في عهد حكومة اجتماعية وهو تناقض صريح وواضح .