وقام زانولي بإعادة ميدالية تمنحها إسرائيل ل"الصالحين من بين الأمم" إلى السفير الإسرائيلي في لاهاي هذا الاسبوع بعد أن دمرت طائرة اف-16 اسرائيلية منزل أقارب ابنة أخيه في غزة مما أدى إلى مقتل جميع من كانوا في المنزل. وقال زانولي في رسالة كتبها يوم الاثنين : "انه ليؤسفني بشدة أن أعيد لكم الميدالية التي حصلت عليها تكريما وتقديرا من دولة إسرائيل على الجهود والمخاطر التي قامت بها والدتي وعائلتي في إنقاذ حياة صبي يهودي خلال الاحتلال الالماني". وجاء في رسالة زانولي، الموجهة الى السفير الاسرائيلي، أن القنبلة التي أسقطها الجيش الاسرائيلي في 20 يوليوز خلال الهجوم الواسع على قطاع غزة, أدت الى تدمير مبنى من أربعة طوابق في مخيم البريج مما أدى إلى مقتل جميع من كانوا بداخله. وقال في الرسالة ،التي نشرتها صحيفة هارتس ،أن "أحفاد أحفاد والدتي فقدوا جدتهم وثلاثة من أعمامهم وعمتهم وابن عمهم بأيدي الجيش الاسرائيلي". وأضاف في الرسالة ،التي نشرها الاعلام الهولندي كذلك على نطاق واسع، "إن ما سبب صدمة ومأساة بشكل خاص في ذلك اليوم أنه بعد أربعةأجيال, تواجه عائلتنا قتل أقاربنا في غزة. وهي عمليات قتل ترتكبها دولة إسرائيل". وأكدت السفارة الاسرائيلية في لاهاي الجمعة أنها "على علم بهذه المسألة", إلا أنها رفضت التعليق على التفاصيل. ونظرا إلى أن حالة زانولي الصحية لا تسمح له بتسليم الرسالة الى السفير شخصيا، فقد بعثها مع الميدالية بالبريد الى السفارة في لاهاي، حيث حصل على تلك الميدالية قبل ثلاث سنوات. وقال: "بالنسبة لي فإن الاحتفاظ بالتشريف الذي منحتني إياه دولة إسرائيل في هذه الظروف هو إهانة .. لأفراد عائلتي الذين وبعد أربعة أجيال فقدوا ستة من أقاربهم على الأقل في غزة". وعرفت عائلة زانولي بمعارضتها الصريحة للنازيين الغزاة، كما قتل والده في معسكر ماوتهاوزن للاعتقال النازي. وأعدم صهره على مشارف لاهاي بسبب انتمائه إلى المقاومة الهولندية. وتمنح إسرائيل ميدالية "الصالحين بين الامم" لغير اليهود الذين خاطروا بحياتهم لحماية وإنقاذ اليهود خلال المحرقة النازية. وقتل نحو 2000 فلسطيني غالبيتهم العظمى من المدنيين، في الهجوم العنيف الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة المحاصر. وكتب زانولي بأن: "تصرفات دولتكم في غزة هذه الأيام أسفرت حتى الان عن توجيه اتهامات خطيرة لكم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". وقال :"وأنا بوصفي محام متقاعد، فإنني لن أفاجئ إذا أدت تلك الاتهامات إلى إدانات محتملة إذا ما أخذت العدالة الحقيقية وغير المسيسة مجراها". وأضاف :"ان ما حدث لأقاربنا في غزة سيطرح على الطاولة بلا شك في ذلك الوقت كذلك".