فِتية من زمن الحلم والغبار..
استحلوا لعبة الغُميضة..
أتقنوها إلى درجة نقلها للجِيرة..
غُميضة لم يغمض فيها الكل أعينهم..
بقي الدهاة يرقبون الوضع..
يرقبونه بنكهة الأورو المدريدي.. البرشلوني..
وفي رواية أخرى الأورو المُرادي..
أتقنوا الغميضة إلى درجة مَلْءِ جيوبهم من المغارة الغازية..
فتية تجاوزوا مصيدة الإيقاع بالكل رغم الإيقاع بالبعض..
البعض.. من حمالي الحطب..
حطب لم يجف بعد.. أخضر كرعونة فتية المغارة..
حمالو الحطب.. الذين باعوا ساكنة القرية الجبلية..
أناس طيبون ساكنتها..
أصليون لم يبيعوا يوما ذمتهم للغزاة..
ظن حمالو الحطب أن بيع ذمتهم لعسكر المغارة الغازية محض غميضة..
أكلوا غلة حرس المغارة الغازية..
لكنهم خسروا شرف الانتماء للقرية الجبلية..
وخسروا شرف حاضنة القرية الكبرى.. القرية الأم..
لا دنانير أغبياء الحرس تستطيع تطهير زلة فتية المغارة..
ولا تقاذف قذارة المغارة بين الفتية تطهر زلاتهم..
ساكنة القرية كانت آمالها بالحلم والغبار..
لا زال الحلم قائما.. رغم نقع الغبار الذي يملؤ المكان..
ذلك الحلم الذي كان نشوة آمال شباب القرية..
حاول مقامرو الغميضة وأد الحلم..
كما حاول بعض عتاة القرية وضع بعض الحالمين خلف قصب الضاحية..
وعلى نهج البلاغة استبيان سريرته..
حمالو الحطب إلى الهاوية..
أسقطوا حرس مغارة الغاز.. لكنهم سقطوا معهم..
ننتظر عودة الشباب الحالمين من خلف القصب..
وإزهار ورود القرية الجبلية..
شباب الحلم شبابنا..
فتية مغارة الغاز.. خانوا عهد الحلم والقصب..
لكن الحلم قائم.. حلم القرية الجبلية.. وحلم القرية الأم..