مع تزايد احتلال الشواطئ بالشمال وارتفاع عدد الزوار والمصطافين، أصبح محتلو الشواطئ يفرضون الجزية على الراغبين في الإستمتاع بالبحر والشمس قدرها 50 درهم، تحت ذريعة كراء المظلة الشمسية والطاولة والكراسي . وإذا لم يؤدي المصطاف هذا المبلغ يتعرض للسب والقذف والشتم و قد يعمد أصحاب الجزية إلى اصطناع شجار بالسيوف والسكاكين لتخويف الزائرين .
ولم تعد الشوارع لوحدها محتلة من طرف الباعة المتجولين ، بل حتى الشواطئ أصبحت محتلة من طرف أشخاص يحصلون على رخص مؤقتة من الجماعات المحلية لكراء المظلات الشمسية غالبا ما تمنح لحسابات انتخابية، لكن يحصل تحايل وخرق للقانون حيث يعمد هؤلاء الأشخاص على منع العائلات والمصطافين من وضع مظلاتهم الشمسية بالشواطئ بدعوى أنهم اكتروا هذه المساحات.
ظاهرة احتلال الشواطئ بدون سند قانوني منتشرة بشكل واسع بشواطئ مرتيل، المضيق، الرأس الأسود، كبيلة ، مرينا اسمير، الصخور الثلاثة وشواطئ أخرى، حيث يتم حرمان العديد من المصطافين من حقهم في البحر. في ظل هذا الوضع قال رب أسرة التقته "أنفاس بريس" بشاطئ المضيق:" نضطر إلى الجلوس خلف الكراسي بعيدا عن الشواطئ ، وهو ما يصعب علينا مراقبة أطفالنا داخل البحر بسبب حجب الروية، كما أن الأطفال يجدون صعوبة في الرجوع إلى مكان تواجد أسرهم نظرا لبعد المسافة وحرارة الرمل ، وأحيانا يتيهون ويصبحون في عداد المفقودين ."
وأضاف مواطن أخر قائلا:" أنه أمام هذا التسيب والاحتلال غير المشروع الذي يستاء له ويستنكره جميع رواد الشواطئ ، فان المطلوب من الجهات الوصية التدخل عاجلا لتحرير هذه الشواطئ من هذا الاحتلال وهذا التسيب ، ووضع ضوابط وتفعيل القانون حرصاً على الفضاء العام وحرية وحقوق الناس ، وتجنبا لكل ما يحمد عقباه، فالأمن الحقيقي هو الذي يعتمد التدخل الاحترازي قبل وقوع الجريمة ".