اليوم، في صلاة الجمعة، كنت شاهدا على أكبر تجمع ديني في السينغال، إذ توافد 30.000 من سكان العاصمة دكار على مسجد massalikoul djinane، الذي يعد من بين أكبر المساجد في السينغال، والذي يتموقع في مكان استراتيجي بحي colobane.
طاقة المسجد الكبيرة( 10.000 مصلي داخل الجامع و20.000 مصلي بباحته الفسيحة)، تجعل هذا الصرح الديني يأوي 2،5% من سكان دكار دفعة واحدة كل صلاة جمعة.
اسم المسجد بلغة "الولوف" المحلية تعني "طريق الجنة"(massakil djinane)، وهو من المساجد التي أضحت تهيكل ليس المجال الحضري لمحيط المحطة الطرقية بدكار أو للمنطقة التجارية لسوق الأثواب القديمة فقط، بل وأضحى مجالا لإبراز نفوذ الطوائف الدينية بالبلاد.
مسجد "طريق الجنة" يتبع للطائفةالمريدية، وهي ثاني طائفة في السينغال بعد التيجانيين، ويمتد على مساحة 6 هكتارات (أي ما يعادل مساحة 8 ملاعب لكرة القدم). كما كلف ميزانية ضخمة وفق سياق الاقتصاد المحلي للسينغال. إذ بلغت 22 مليار cfa، (30 مليار سنتيم مغربية)، وهو مبلغ لم تساهم فيه الحكومة السينغالية بأي سنتيم، بل تم تمويله بالكامل من طرف مريدي الطائفة المريدية البالغ عددهم 4،5 مليون سينغالي(30% من سكان البلاد، مقابل 60% بنتمون للطريقة التيجانية والباقي مسيحي أو من ديانة أخرى)، وذلك لخلق موطئ قدم للطائفة المريدية بالعاصمة دكار، نظرا لأن مركز ثقل المريديين يوجد بمدينة "توبا" Touba( 190 كلم عن العاصمة) ،وكان لا بد من إنشاء معلمة دينية كبرى ترمز لهم بجهة دكار. فتنادى المريدون إلى اكتتاب داخلي في مطلع الألفية الحالية لجمع التبرعات وتمت المناداة على المهندس السينغالي Diodo touré عام 2009 لوضع التصميم والإشراف على هذا المشروع الذي رأى النور عام 2019.
ملحوظة:
خطبة الجمعة(10 نونبر 2023) ألقيت بلغة "الولوف" المحلية Le wolof، وحسب ما شرح لي صديق سينغالي، فقد تمحورت خطبة الجمعة حول التضامن بين المسلمين.