بونوال يرد على غياث.. وصف المعارضة بممارسة القمار السياسي تبخيس للمؤسسات وضرب للديموقراطية

بونوال يرد على غياث.. وصف المعارضة بممارسة القمار السياسي تبخيس للمؤسسات وضرب للديموقراطية محمد غياث (يمينا) ويوسف بونوال، عضو المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية
في لقاء مع "يومية الصباح"، الصادرة يوم 25 أكتوبر 2023، وصف محمد غياث، رئيس الفريق البرلماني لحزب التجمع الوطني للأحرار، المعارضة بكونها تمارس "القمار السياسي". وهو ما أغاض يوسف بونوال، عضو المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية، الذي انتفض في وجه البرلماني غيات، واصفا تصريح هذا الأخير ب"البؤس السياسي". 
فيما يلي رد بونوال الذي توصلت به
"أنفاس بريس":

"حوار بشكل غير أنيق لا يعكس أناقة السيد غياث الذي يكون موفقا فيها واعترف ويحرص على الظهور بها بربطة عنق متناسقة الألوان وبقميص "مونشيط" أريستقراطي وهو الذي ينتمي لحزب، قاطرته الأساسية رجال أعمال، نحترمه و نحترم اختياراته.
حوار بمحتوى يكرس البؤس السياسي وبجمل تُشرعن لِرِدَّةٍ في الإنتقال الديموقراطي والذي أدينا من أجله ثمنا ثمينا. حوار يَبْخْس للسياسيين الحزبيين أشياءهم من خلال وضع الرأس تحت تراب الإتكالية والإختباء وراء المؤسسة الملكية التي يجب ان تبقى خارج التنافس السياسي للعب دورها التحكيمي الضامن لإستقرار مؤسساتي كفيل بعيدا عن كل محاسبة قد تضعف الوسائط التي خلقت لتفادي الصدام و للتداول على السلطة بمنطق وبقوة الصناديق الزجاجية الشفافة. توصيف المعارضة كهذا وصف هو تبخيس للمؤسسات وضرب في صميم الديموقراطية التي لا يمكن أن يستقيم أمرُها إلا بوجود قوة إقتراحية وناصحة ومُعارِضة حيث المنهج والمنهاج خدمة الوطن وضمان إستقرار سياسي من خلال تكريس مفهوم فصل السلط وجعل المؤسسة الملكية مِلكا للجميع ومن أجل الجميع. صاحب الجلالة الملك محمد السادس موحد البلاد وحاضن للعباد يحدد الخطوط الإستراتيجية العريضة وفق رؤية إستشرافية على المدى القصير والمتوسط والبعيد.
إقحام إسم الملك في تنزيل برنامج الحكومة أمر لا يستقيم لأن غاية وجود السلطة التنفيذية هي تنفيذ السياسات العمومية الذي قد يعرف إخفاقا أو إخفاقات وتبقى هاته الحكومة المسؤولة الأولى والأخيرة في المحاسبة وذلك على رأس كل خمس سنوات أو أقل.
السيد رئيس الفريق التجمعي غَلَبَ عليه منطق المقاولة والذي لا يمكن أن يُطبق على كل الأحزاب لأنها لم تَنْهَلْ من نفس المنبع ولم تولد من نفس الجينات. وجود معارضة بمفهومها النبيل من خلال تدافع وإختلاف ونقد ومحاسبة مسؤولة وقودها حس المواطنة هي الحبل السري الضامن لديمقراطية داخلية للأحزاب. كيف يمكن لشخص داخل حزبه لم يرتوي برذاذ الرأي والرأي الآخر ولم يسمع لحُذاء روح "الإختلاف رحمة" ولم يستأنس بالنقاش الصاخب الذي يذكرنا بالحلقيات النضالية أن يُفْتِيَ في نوازل الديموقراطية والمعارضة.
المعارضة بمفهومها المسؤول كلمة ناذرة و النذرة تُفيد القيمة حسب نظرية ريكاردو. 
السيد الرئيس لا يَصِحُّ له الإفتاء لان "مالكًا" مازال في المدينة لأنه وكما يقال حسب المنطق "إن الحكم على الشيء جزء من تصوره". الحكم على المعارضة بالقمار السياسي هو خارج السياق لأن الحكم يستلزم "حكيما" بحِكْمة العارف بالأمور والمؤمن بالديموقراطية كالإيمان في القلب وكالتصديق بالعمل والجاهِرِ بالحق وبالإختلاف حتى وإن كان مُريدا في حضرة الشيخ.
الحزب السياسي حي بحركيته وبتدافعه وبإختلافاته وتنافسية طموحات أعضائه داخل منظومة يؤطرها قانون صِيغَ بمداد الديموقراطية وفلسفة تحددها المقولة المغربية الشهيرة "الحْيا و العفَّة وإحترام من له فضل علينا".
السيد الرئيس خانه التعبير في التوصيف والوصف وأنعشته القوة العددية الهجينة الغريبة المُتسلِّطة على المجالس الجماعية والجهوية والتي جعلت من الإنضباط مطِيَّة لممارسة التحكم من الداخل ووسيلة لتكميم الأفواه و"سيف ديموقليس" مسلط على الرقاب رافعا ورقة الطرد و الإقالة.
ختاما أقول لا يحق لأي شخص أن يتزايد علينا بحبه لملكنا لأن لهذا البلد أمينًا وضامنا وحارسا ومِلكا ومَلكا لكل المغاربة وعلى نفس المسافة."