يعد الانهيار السريع لعلاقات الرئيس الأمريكي بايدن ببعض ناخبيه الأكثر ولاء من المسلمين والعرب الأمريكيين هو الحرب بين إسرائيل وغزة، هذا ما نشرته صحيفة " واشنطن بوست" في مقال صدر أمس الجمعة 27 أكتوبر 2023، مشيرة بأن هذا الأسبوع لخص التوترات التي يشهدها البيت الأبيض ، بدءاً بجلسة استماع لموظفي الإدارة المحبطين نتيجة هذه التداعيات، وانتهاءً باجتماع مثير للجدل بين الرئيس وخمس شخصيات مسلمة اختارها البيت الأبيض، والذين واجهوا ضغوطاً هائلة من بعض الناشطين للتراجع عن موقفهم.
وأضافت " واشنطن بوست " أن الازدراء الصريح تجاه بايدن من قبل الكثيرين في كتلة ديمقراطية يمكن الاعتماد عليها هو من بين العلامات العديدة على أن الصراع سيعيد تشكيل السياسة الداخلية الأمريكية بسرعة.
وقالت الصحيفة نقلا عن أحد النشطاء إن مخاوف المجتمع يمكن تلخيصها في سؤال بالغ الأهمية: "هل نتعامل مع دعاة الحرب أم أننا نتعامل مع صانعي السلام؟ ومع من نتعامل ؟"
وقال أحد كبار الموظفين العرب الأمريكيين في البيت الأبيض إن الموظفين رفيعي المستوى يعقدون عدة اجتماعات مع الأمريكيين العرب والمسلمين والفلسطينيين لمناقشة رد البيت الأبيض. ووصف الموظف نهج بايدن وغيره من كبار المسؤولين بأنه نهج يتسم بالتواضع والإنسانية ووصف الصراع بأنه ديناميكي ومعقد، ورفض الموظف التعليق على ما قيل في الاجتماعات. وعندما سُئل عما إذا كان أي شيء سيتغير في لهجة بايدن أو سياسته نتيجة للاجتماع، أشار ذلك الشخص إلى المؤتمر الصحفي الذي عُقد في 20 أكتوبر2023 والذي كرر فيه بايدن دعم الولايات المتحدة لحق تقرير المصير للفلسطينيين، وقال بايدن حينها: " لا يمكننا أن نتجاهل إنسانية الفلسطينيين الأبرياء الذين يريدون فقط العيش في سلام والحصول على فرصة "
وفي بيان صدر يوم الجمعة 27 أكتوبر 2023 قال المتحدث باسم البيت الأبيض روبين باترسون إن الإدارة ستواصل الاستماع مباشرة إلى أفراد الجاليات الأمريكية المسلمة والعرب الأمريكيين والفلسطينيين". سنواصل المشاركة في المحادثات مع هذه المجتمعات المهمة وسنكون واضحين في إدانة الكراهية والتمييز ضدهم.
ووصفت جماعات الدفاع عن العرب والمسلمين الأمريكيين الغاضبين هذا الأسبوع تصريحات بايدن التي تشكك في عدد القتلى من الفلسطينيين بأنها خطيرة، وتحدثت بعض الأصوات البارزة من تلك المجتمعات على وسائل التواصل الاجتماعي قائلة إن الرئيس فقدهم وأنهم يفكرون في مقاطعة انتخابات عام 2024.