السيسي يعيد مصر إلى الرادار العالمي

السيسي يعيد مصر إلى الرادار العالمي

سيظل صيف هذه السنة مترسخا في التاريخ المصري، وفي السيرة الشخصية للرئيسعبد الفتاح السيسي. لا فقط لأنه يحيل على ثورة جمال عبد الناصر في يوليوز1952، أو لأنه يخلد ذكرى كبح جماع الإخوان وعزل رئيسهم محمد مرسي فييوليوز 2013. ولكن كذلك لأنه يرتبط، هذه السنة، بحدثين فارقين في الحياةالسياسية المصرية:نجاح السيسي في جعل المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين أمراواقعا، بعد تجاذبات عسيرة أغرقت قطاع غزة في بحار من الدم، وأذاقت شعبهمجددا ويلات التشريد واليتم والموت.
وفي هذا الإطار، وبخلاف كل التوقعات، تنادى إلى القاهرة وفدا إسرائيلوفلسطين، وشرع المفاوض المصري في إدارة التفاوض من أجل الوصول إلى حليحفظ أبناء القطاع من عدوان جديد، ويفتح أمامهم مقترحات جديدة للعيشبكرامة. وهو ما نأمل أن يتحقق. فكل نجاح بهذا الخصوص هو نجاح لصمودفلسطين ولوحدتها الوطنية، أكثر منه نجاح لمصر، ولقيادتها السياسية.

أما الحدث الثاني فهو تدشين الخط الجديد من قناة السويس، يوم خامس غشتالجاري، بحضور السيسي ورموز من المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعيوالفني. وهو ما يعتبر أحد أكبر الإنجازات في تاريخ مصر المعاصر، بالنظرإلى حجم الاستثمار المخصص له، وللانتظارات المعلقة عليه بخصوص مجالاتالتشغيل والسياحة والعلاقات الدولية... وما يعطي للحدث قوة مضاعفة دعوةالرئيس المصري إلى أن يكون تمويل المشروع ذاتيا باعتماد إشراك المصريينعبر انخراطهم في حيازة السندات وامتلاك السهم، وهو ما ينسجم مع واقعيةالسيسي الذي كان يدعو دائما في خطاباته إلى حاجة مصر إلى المصريين، وإلىضرورة تفادي شحن المواطنين بالأوهام.
هل تنتصر واقعية الرئيس؟ أم أن تعثرات مصر الموضوعية، وإكراهات محيطهاالإقليمي والدولي ستعوق ذلك؟مهما يكن، فالمؤكد أن مصر اليوم قد وجدت "سكتها" كما يقول المصريون، وأنما مضى من حكم السيسي لحد اليوم يثبت أن البلاد قد طوت صفحة.