خالد شيات: تطرف حكومة نتنياهو ساهم فـي تأجيج الوضع بفلسطين

خالد شيات: تطرف حكومة نتنياهو ساهم فـي تأجيج الوضع بفلسطين ‬خالد‭ ‬شيات،‭ ‬أستاذ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬بجامعة‭ ‬محمد‭ ‬الأول‭ ‬بوجدة
يرى‭ ‬خالد‭ ‬شيات،‭ ‬أستاذ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬بجامعة‭ ‬محمد‭ ‬الأول‭ ‬بوجدة،‭ ‬أن‭ ‬التوتر‭  ‬بين‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬وإسرائيل‭ ‬لم‭ ‬يخمد‭ ‬لمدة‭ ‬سنوات،‭ ‬مشيرا‭ ‬بأن‭  ‬تغير‭ ‬اليوم،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬كانت‭ ‬اختيار‭ ‬فلسطيني‭ ‬عبر‭ ‬حركة‭ ‬حماس،‭ ‬وبأجندة‭ ‬فرضتها‭ ‬حركة‭ ‬حماس،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬وجود‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والتصور‭ ‬والممارسة‭ ‬العسكرية،‭ ‬وهي‭ ‬أمور‭ ‬مستحدثة‭ ‬وجديدة‭. ‬وأضاف‭ ‬بأن‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬ستجد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأدوات‭ ‬والأشياء‭ ‬التي‭ ‬تقول‭ ‬بشرعية‭ ‬هجومها‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ : ‬الهجومات‭ ‬المتكررة‭ ‬على‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬المقدسات‭ ‬الإسلامية،‭ ‬الجمود‭ ‬المطلق‭ ‬للحل‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬اختارته‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬السلطة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‭..‬
كما‭ ‬تطرق‭ ‬محاورنا‭ ‬إلى‭ ‬تداعيات‭ ‬الوضع‭ ‬الداخلي‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬السابعة‭ ‬والثلاثون‭ ‬بقيادة‭ ‬نتنياهو،‭ ‬والتي‭ ‬أدخلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬من‭ ‬التقاطب‭ ‬الداخلي‭ ‬الحاد،‭ ‬والذي‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الانشطار‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الداخلية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬المؤسسات‭ ‬المخابراتية‭ ‬والعسكرية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عامل‭ ‬تطرف‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭  ‬والتي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تأجيج‭ ‬الوضع‭ ‬وأعطت‭ ‬الانطباع‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬أفق‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية.
 
 
كيف‭ ‬تقرأ‭ ‬عودة‭ ‬التوتر‭ ‬وبشكل‭ ‬قوي‭ ‬بين‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬وإسرائيل؛‭ ‬ماهي‭ ‬أسباب‭ ‬ذلك؟
جوابا‭ ‬عن‭ ‬سؤالكم،‭ ‬يسجل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬استمرار‭ ‬التوتر‭ ‬بأشكال‭ ‬جديدة،‭ ‬فالتوتر‭ ‬بين‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬وإسرائيل‭ ‬لم‭ ‬يخمد‭ ‬لمدة‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الآن،‭ ‬فلا‭ ‬تخمد‭ ‬حروب‭ ‬إلا‭ ‬تبدأ‭ ‬أخرى،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬الجبهات‭ ‬كانت‭ ‬دائما‭ ‬بمعايير‭ ‬ورؤى‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬تتحكم‭ ‬فيها‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وما‭ ‬تغير‭ ‬اليوم‭ ‬–‭ ‬وهذا‭ ‬مطروح‭ ‬للنقاش‭ ‬–‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬باختيار‭ ‬فلسطيني‭ ‬عبر‭ ‬حركة‭ ‬حماس،‭ ‬وبأجندة‭ ‬فرضتها‭ ‬حركة‭ ‬حماس،‭ ‬وبمكان‭ ‬فرضته‭ ‬أيضا،‭ ‬وبالتالي‭ ‬هناك‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والتصور‭ ‬والممارسة‭ ‬العسكرية،‭ ‬وهي‭ ‬أمور‭ ‬مستحدثة‭ ‬وجديدة،‭ ‬أما‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬العملية‭ ‬فأعتقد‭ ‬أن‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬ستجد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأدوات‭ ‬والأشياء‭ ‬التي‭ ‬تقول‭ ‬بشرعية‭ ‬هجومها‭ ‬على‭ ‬إسرائيل:‭ ‬الهجومات‭ ‬المتكررة‭ ‬على‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬المقدسات‭ ‬الإسلامية،‭ ‬الجمود‭ ‬المطلق‭ ‬للحل‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬اختارته‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬السلطة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الأدوات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستند‭ ‬إليها‭ ‬بشكل‭ ‬منطقي‭ ‬ومعقول،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عامل‭ ‬آخر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬السابعة‭ ‬والثلاثون‭ ‬بقيادة‭ ‬نتنياهو‭ ‬والتي‭ ‬أدخلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬من‭ ‬التقاطب‭ ‬الداخلي‭ ‬الحاد،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يجمع‭ ‬إسرائيل‭ ‬سابقا‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬اللحمة‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالدولة،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التقاطب‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أصبح‭ ‬حادا‭ ‬ومتناقضا‭ ‬أيضا،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الانشطار‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الداخلية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬المؤسسات‭ ‬المخابراتية‭ ‬والعسكرية‭ ‬وغيرها،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬عامل‭ ‬آخر،‭ ‬وهو‭ ‬تطرف‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬اليوم،‭ ‬حيث‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تأجيج‭ ‬الوضع‭ ‬وأعطت‭ ‬الانطباع‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬أفق‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬السلمي،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬أفق‭ ‬التوتر‭ ‬دامس‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬جدا‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬توقع‭ ‬نتائجه‭
.‬
 
هل‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬التوتر‭ ‬مرتبط‭ ‬بسياق‭ ‬دولي‭ ‬يطبعه‭ ‬التوتر‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬؟‭ ‬
يصعب‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تورط‭ ‬قوى‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوتر،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬انشطار‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬وتقاطب‭ ‬حاد،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬كانت‭ ‬تقوم‭ ‬والى‭ ‬حدود‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬فكرتين‭ ‬أساسيتين:‭ ‬الفكرة‭ ‬الأولى‭ ‬وهي‭ ‬مفهوم‭ ‬العداء‭ ‬المحيط،‭ ‬وقد‭ ‬أصبح‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬متآكلا،‭ ‬حيث‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تحكمت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬المباشر،‭ ‬ولكنها‭ ‬تمادت‭ ‬في‭ ‬استعمال‭ ‬التفوق‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬العسكري‭ ‬ضد‭ ‬هذا‭ ‬المحيط‭ ‬الذي‭ ‬تعاملت‭ ‬معه‭ ‬بهذا‭ ‬العداء،‭ ‬هذا‭ ‬العداء‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬ارتبط‭ ‬بعداء‭ ‬عقدي:‭ ‬حكومة‭ ‬اسرائيلية‭ ‬متطرفة‭ ‬ذات‭ ‬صبغة‭ ‬دينية‭ ‬طافحة،‭ ‬وطرح‭ ‬سؤال‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬العدو،‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬عدو‭ ‬داخلي‭ ‬أم‭ ‬عدو‭ ‬داخلي،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أسقط‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التناقض،‭ ‬والمسألة‭ ‬الثانية‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬اسرائيل‭ ‬بني‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬وجود‭ ‬علاقة‭ ‬قوية‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬دولية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحماية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬توفرها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالأساس‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬بنفس‭ ‬القدر‭ ‬ونفس‭ ‬الأهمية،‭ ‬وهناك‭ ‬أيضا‭ ‬تحولات‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الديمغرافي،‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬القيمي،‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الأمني‭..‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التقاطب‭ ‬الحاد‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬أعطى‭ ‬تأثيرا‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬القوى‭ ‬المعادية‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬فالكون‭ ‬أصبح‭ ‬أرضا‭ ‬واسعة‭ ‬لله‭ ‬ولا‭ ‬تتحكم‭ ‬فيه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فهناك‭ ‬قوى‭ ‬أخرى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تناطح‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬وأن‭ ‬تجابهها،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬قراءات‭ ‬شكلية‭ ‬بأنا‭ ‬تدعم‭ ‬السلام،‭ ‬ولكنها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬طرف‭ ‬معين‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬طرفا‭ ‬معاديا‭ ‬لإسرائيل‭ ‬خيارا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مناسبا‭ ‬لها‭.‬
 
هل‭ ‬ينبؤ‭ ‬التسلل‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬عن‭ ‬تحضير‭ ‬مسبق‭ ‬ووجود‭ ‬عدة‭ ‬وعتاد‭ ‬لدى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬كانت‭ ‬تتحين‭ ‬الفرص‭ ‬لدك‭ ‬غزة‭ ‬دكا؟‭ ‬
استراتيجيا‭ ‬يبدو‭ ‬هناك‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التناقض‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬تقبل‭ ‬الهجوم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل،‭ ‬طبعا‭ ‬هجمات‭ ‬صواريخ‭ ‬خماس‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصيب‭ ‬بعض‭ ‬المدن‭ ‬وبعض‭ ‬الأماكن،‭ ‬ولكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬للتسلل‭ ‬البشري‭ ‬وبالآليات‭ ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬كان‭ ‬يصعب‭ ‬تصوره،‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬حال‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬جدران‭ ‬العالم‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مداخل‭ ‬لتجاوز‭ ‬هذه‭ ‬الخطوط‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أسباب‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالداخل‭ ‬الإسرائيلي:‭ ‬السيناريو‭ ‬الأول‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جهة‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تحرك‭ ‬هذه‭ ‬البركة‭ ‬الراكدة‭ ‬وتريد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬منطلقا‭ ‬لتصورات‭ ‬جديدة،‭ ‬والسيناريو‭ ‬الثاني‭ ‬مرتبط‭ ‬بتحييد‭ ‬حماس‭ ‬نهائيا‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬المقاومة‭ ‬والدخول‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬المحيط‭ ‬وفي‭ ‬مفهوم‭ ‬العداء‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬أخرى‭ ‬ذات‭ ‬طبيعة‭ ‬مدنية،‭ ‬وهي‭ ‬كلها‭ ‬ترتيبات‭ ‬يصعب‭ ‬الآن‭ ‬التكهن‭ ‬بها،‭ ‬ويبقى‭ ‬المجهود‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬حماس‭ ‬استثنائيا‭ ‬وغير‭ ‬مسبوق‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬مظاهر‭ ‬التعامل‭ ‬غير‭ ‬المقبولة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المدنيين،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬حماس‭ ‬تقول‭ ‬بأن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المدنيين‭ ‬هم‭ ‬أشخاص‭ ‬يدخلون‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬الجنود‭ ‬الاحتياطيين،‭ ‬وربما‭ ‬قد‭ ‬فهمت‭ ‬حماس‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بخطة‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تخدم‭ ‬إسرائيل،‭ ‬لأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬كانت‭ ‬دائما‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الحروب‭ ‬خاطفة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬شهر‭ ‬أو‭ ‬شهر‭ ‬ونصف،‭ ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬حماس‭ ‬قد‭ ‬خططت‭ ‬بتنسيق‭ ‬مع‭ ‬حلفائها‭ ‬(ربما‭ ‬إيران‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬الخ)‭ ‬لكي‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬مستمرة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الزمني،‭ ‬لأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تقاوم‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬تمتد‭ ‬لمدة‭ ‬شهور،‭ ‬لكونها‭ ‬تجند‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬من‭ ‬ساكنة‭ ‬إسرائيل‭ ‬الذين‭ ‬يعتبرون‭ ‬جنود‭ ‬احتياط،‭ ‬وهذا‭ ‬مكلف‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والسياسية،‭ ‬اذا‭ ‬ربما‭ ‬حماس‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬غذا‭ ‬أو‭ ‬بعد‭ ‬غذ‭ ‬ولا‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬خاطفة‭ ‬لمدة‭ ‬شهر‭ ‬غلى‭ ‬شهرين‭ ‬بل‭ ‬تريد‭ ‬حرب‭ ‬استنزاف‭ ‬كبيرة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬الى‭ ‬نتائج‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بداية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬لكي‭ ‬تحيد‭ ‬حماس‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬المعادلة‭ ‬السياسية‭ ‬للحل‭ ‬النهائي‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ . ‬
 
هناك‭ ‬من‭ ‬يربط‭ ‬هذا‭ ‬التوتر‭ ‬بحكم‭ ‬نتنياهو‭ ‬الذي‭ ‬دام‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬والى‭ ‬وجود‭ ‬صراعات‭ ‬داخلية‭ ‬بين‭ ‬السياسي‭ ‬والعسكري‭ ‬وأيضا‭ ‬بين‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬ما‭ ‬رأيك؟
هناك‭ ‬تقاطبات‭ ‬حادة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الداخل‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬التقاطب‭ ‬أصبح‭ ‬بين‭ ‬اتجاهين‭ ‬لا‭ ‬ينتميان‭ ‬إلى‭ ‬نفس‭ ‬المنظومة‭ ‬السياسية‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ينتميان‭ ‬إلى‭ ‬منظومة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الدولتية،‭ ‬لذلك‭ ‬فهذا‭ ‬عامل‭ ‬أساسي،‭ ‬فنتنياهو‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬غامر‭ ‬بالتحالف‭ ‬مع‭ ‬جهات‭ ‬أكثر‭ ‬تطرفا،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬وزراء‭ ‬في‭ ‬حكومته‭ ‬كانوا‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تعتبر‭ ‬جماعات‭ ‬إرهابية‭ ‬حتى‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يعطينا‭ ‬صورة‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬تعامل‭ ‬هؤلاء‭ ‬اليوم‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وتهم‭ ‬الأرض‭ ‬والقدس‭ ‬واللاجئين‭ ‬والمستوطنات،‭ ‬وهي‭ ‬أشياء‭ ‬تستفز‭ ‬اليوم‭ ‬وتجعل‭ ‬إمكانية‭ ‬العيش‭ ‬المشترك‭ ‬اليوم‭ ‬شبه‭ ‬مستحيلة،‭ ‬لذلك‭ ‬فهذا‭ ‬التقاطب‭ ‬الحاد‭ ‬بإسرائيل‭ ‬أدى‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬نعيشه‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬غزة‭ ‬وأدى‭ ‬الى‭ ‬هذا‭ ‬التناقض‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الواقعي‭ ‬والى‭ ‬ترهل‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬الوجود‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬العداء‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬وحدة‭ ‬الدولة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فاستنفار‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬مع‭ ‬حماس‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬عاملا‭ ‬لإعادة‭ ‬التركيب‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وإعادة‭ ‬اللحمة‭ ‬للإسرائيليين‭ ‬لمواجهة‭ ‬العدو‭ ‬المشترك‭ ‬الذي‭ ‬يكون‭ ‬دائما‭ ‬إما‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬أو‭ ‬العرب،‭ ‬وربما‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬قد‭ ‬تخدم‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الداخلية‭ ‬وإعادة‭ ‬تركيب‭ ‬مفهوم‭ ‬العداء‭ ‬الخارجي،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تصدير‭ ‬الأزمات‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الداخلي‭ ‬وأيضا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الخارجي‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬ستكون‭ ‬لها‭ ‬تبعات‭ ‬وتكلفة‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬عاشتها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬تاريخها‭ ‬الممتد‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬خلال‭ ‬50‭ ‬سنة‭ ‬الأخيرة‭.‬