مباشرة بعد أن صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، إن الحرب على قطاع غزة "ستستغرق وقتا"، وتوعد "بتغيير منطقة الشرق الأوسط". تعددت تأويلات الخبراء والمختصين كل حسب موقعه وايديولوجيته.
بالنسبة لسليمان بشارات، مدير مركز يبوس للدراسات، فإن شرق أوسط جديد عبارة يجب التوقف عندها في خطاب نتنياهو الذي يترافق مع تشاورت مع قادة دول أوروبيين، والتحرك الأمريكي العسكري من خلال حاملة الطائرات.
ويضيف: "الرؤية الإسرائيلية الأمريكية ومحاولة استغلال الفرصة في تنفيذ مخطط سعت له إسرائيل وأمريكا منذ زمن بعيد وهو إعادة رسم الشرق الأوسط الجديد، والذي يتمثل في جزء منه تهجير جزء كبير من سكان قطاع غزة إلى سيناء عبر اشتداد وتكثيف القصف وتشديد الحصار ومنع وصول المواد الغذائية والمياه والمواد الطبية للقطاع لدفع السكان للهجرة".
ويشير إلى أن هذا المخطط يهدف إلى تحقيق مفهوم البعد الجغرافي للفلسطينيين عن مستوطنات غلاف غزة وبالتالي تأمينها مستقبلا. كما يهدف المخطط إلى إضعاف أو تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية التي عملت على تعزيزها خلال السنوات الماضية، وفق المتحدث.
ويرى بشارات في تصريح لوكالة الأناضول، أن إسرائيل أمام خيارين، الأول الاستمرار بضرب الأهداف داخل قطاع غزة عبر الطائرات،وثانيا الدخول في حرب برية، معتبرا أن الحرب ما تزال في بدايتها بحسب المعطيات.
بدوره يرى خلدون البرغوثي، المختص بالشأن الإسرائيلي، أن "نتنياهو يسعى لرسم خارطة شرق أوسط جديد عبر إنجاز مشروع التطبيع مع الدول العربية وترك القضية الفلسطينية وراء الظهر بدون حل وإبقاء الفلسطينيين تحت واقع الاحتلال".
ويقول البرغوثي للأناضول، إن "نتنياهو يرى في فصائل المقاومة بغزة حجر عثرة أمام هذا المشروع وقد حان الوقت لكي يزيح هذه العقبة لتحقيق مشروعه وضمان أمن إسرائيل".و"يسعى نتنياهو لأن تصبح إسرائيل ركنا أساسيا في المنطقة دون أن يقول لها أحد: لا"، وفق المتحدث.
وبشأن تطورات العملية العسكرية في قطاع غزة يرى البرغوثي أن المستويات العسكرية والسياسية في إسرائيل تتساءل بشأن العملية البرية وقدرة الجيش على تحقيق مكاسب في ظل تطور أدوات المقاومة والخشية من مفاجآت على الأرض قد تكبد الجيش خسائر .ولفت إلى أنه من الصعب حسم اتجاه إسرائيل بهذه الناحية حتى الآن.
وتتحسب إسرائيل بحسب البرغوثي من فتح جبهات جديدة في المنطقة كجبهة لبنان الشمالية مع "حزب الله"، الأمر الذي سيخفف عن قطاع غزة ويغير المعادلة التي تسعى إسرائيل لتطبيقها.
بدوره يقول أحمد رفيق عوض، الخبير السياسي الفلسطيني، إن السيناريوهات كلها مفتوحة في التوتر المتصاعد في قطاع غزة، وإن لأي حرب نتائج وتغير استراتيجي.ويضيف، أن إسرائيل تسعى لقذف قطاع غزة إلى مصر عبر هجرة جديدة إلى صحراء سيناء، وجعلها مسؤولية عربية بعيدة عن إسرائيل.
ورغم صعوبة ذلك يقول عوض، إنه "ربما تفتح أيضا جبهات جديدة ويتم إسقاط دول وتغيير ديمغرافي، وأيضا قد يكون هناك العكس قد تجبر إسرائيل على التسوية ويكون هناك دولة فلسطينية".
ويرى الخبير السياسي، أنه من الممكن أن يكون ما بعد الحرب تسوية سياسية لأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيبقى مرتبطا بحل سياسي شامل.وفي حال طال عمر الحرب، توقع الخبير الفلسطيني خروج الشعوب العربية للشوارع الأمر الذي سيصيب مصالح الأنظمة التي ستجبر على اتخاذ مواقف رسمية تجاه الصراع والحرب.