عمر القزابري..مقرئ الحاضرة المراكشية أسر صوته آفاق الشرق

عمر القزابري..مقرئ الحاضرة المراكشية أسر صوته آفاق الشرق

ولد الشيخ عمر القزابري، بمدينة مراكش عام 1974م. تلقى القرآن على يد والده الشيخ أحمد القزابري، وهو من علماء مراكش البارزين، وختم القرآن وعمره 11 عاما.

عاش الشيخ طفولته بمدينة مراكش، التي أطل من خلالها على عالم القرآن، فيها حفظ القرآن بصوته الرخيم، وفي أحيائها وفضاءاتها عاش طفولة سعيدة في أحضان القزابري الوالد.

يقول الشيخ عمر القزابري عن والده – رحمه الله- في مقابلة له مع قناة  "اقرأ " أنه "حفظ القرآن دون الحادية عشر من عمره على يد السيد الوالد، والذي ترك الأثر الأعظم في حياته، الذي كان قمة في التواضع مع علمه وفهمه، وكان – رحمه الله – متعلقا متأدبا بآداب القرآن.. الخوف من الآخرة يقض مضجعه فيقوم ليله مناجيا تاليا باكيا. وكان يعيش على فطرة دون تكلف ولا تصنع رحمه الله، وكان لا يستأنس إلا بأمرين اثنين: كتاب الله وبيت الله الحرام، فمن خلال معاشرته وصحبته، تأثرت به كثيرا وإن كنت أرى أن بيني وبينه – رحمه الله – مراحل ومفاوز، فإني أطمع من ربي أن يجمعني به وإياكم في جنات النعيم".

بعد حصوله على الشهادة الباكلوريا، التقى شيخا سعوديا بمنزل صديق له بالدار البيضاء معروف عنه ولعه بالقرآن والعلم ولديه شغف كبير بالكتب لدرجة أن لديه واحدة من أضخم المكتبات في السعودية.

التقى به على طعام الغذاء فطلب منه أن يتلو عليه شيئا من القرآن، وأعجب بقراءته كثيرا لدرجة أنه اقترح عليه السفر معه إلى السعودية.

بعد سفره إلى السعودية، استضافه صديقه، في بيته مدة خمس سنوات، كان برنامجه اليومي يبدأ مع صلاة الفجر حيث يؤم الناس في مسجد المعمار بمدينة جدة. تتبع ذلك جلسة قرآنية، ثم يقوم بعدها بإعطاء دروس في المنزل نفسه، في علوم التجويد والقراءات والتفسير لمدة ثلاث ساعات كاملة. وبعد ذلك يلتحق بمسجد الجامعة في المدينة نفسها ليصلي بالناس صلاتي المغرب والعشاء والتراويح في رمضان، تتلوها دروس مماثلة في أحكام التجويد والقراءات. كذلك كان يؤم الناس في مكة المكرمة في ثاني أكبر مسجد بها بعد بيت الله الحرام.

خلال مقامه في السعودية تلقى الشيخ القزابري القرآن على يد عدد من كبار القراء، منهم الشيخ محمود إسماعيل، من علماء الأزهر، والشيخ الفاه الموريتاني. كما سافر الشيخ إلى القاهرة لجمع القراءات العشر على يد الشيخ أحمد عيسى المعصراوي شيخ عموم القراء بمصر. وبعد قضاء 5 سنوات كاملة بالسعودية عاد إلى الوطن. وبعد التفجيرات التي ضربت الدار البيضاء يوم 16 ماي 2003 طلب منه التوقف عن إمامة المصلين بمسجد الألفة، حيث كان المسجد يمتلئ عن آخره وكان المصلون يقدمون إليه من كل حدب وصوب فتقطع الشوارع وتمتلئ بالمصلين جنبات المسجد والأماكن القريبة منه. وفي السنة الموالية جاءته دعوة من المملكة العربية السعودية لإمامة الناس في مسجد ابن باز في مكة المكرمة، سافر وفي تلك الفترة تزوج، وبعد زواجه بثلاثة أشهر تقريبا اتصل به مندوب من وزارة الأوقاف يعلن له اختياره لممارسة الإمامة في مسجد الحسن الثاني.

بدأ الإمامة في رمضان سنة 2005. وسافر إلى ألمانيا برعاية مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج لافتتاح مسجد بمدينة أوفنباخ قرب فرانكفورت. سافر بعدها إلى فرنسا حيث قضى حوالي 20 يوما، افتتح خلالها مؤتمرا حول النبي تحت شعار"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

ألقى خلال هذا اللقاء محاضرة بعنوان "كان خلقه القرآن"، لقيت تجاوبا ملفتا من طرف الحضور.

 

رشيد قبول   عن يومية "الأحداث المغربية"