بعد انتهاء عهد راميد.. ارتباك فـي تنزيل وتعميم ورش الحماية الاجتماعية

بعد انتهاء عهد راميد.. ارتباك فـي تنزيل وتعميم ورش الحماية الاجتماعية ‬فئة‭ ‬عريضة‭ ‬من‭ ‬المواطنين انتهت صلاحية بطاقاتهم رميد
استبشرت‭ ‬الفئات‭ ‬المعوزة‭ ‬خيرا‭ ‬بعد‭ ‬تفعيل‭ ‬ورش‭ ‬تعميم‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬انتقال‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬«راميد»،‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬التأمين‭ ‬الإجباري‭ ‬عن‭ ‬المرض،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية،‭ ‬وكل‭ ‬المزايا‭ ‬التي‭ ‬يتيحها‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مشروع‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬تفعيله‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬التعليمات‭ ‬الملكية‭.‬
بعض‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الفرح‭ ‬تبخر‭ ‬لدى‭ ‬فئة‭ ‬عريضة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يستفيدون‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭ ‬«راميد»‭ ‬بشكل‭ ‬مجاني،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مدة‭ ‬صلاحية‭ ‬بطاقتهم‭ ‬انتهت‭. ‬ نفس‭ ‬الأمر‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬الأشخاص‭ ‬غير‭ ‬المتزوجين،‭ ‬والذين‭ ‬لا‭ ‬يتوفرون‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬قار‭. ‬العمال‭ ‬الموسميون،‭ ‬الباعة‭ ‬المتجولون،‭ ‬ماسحو‭ ‬الأحذية،‭ ‬الإسكافيون‭.. ‬والفلاحون‭ ‬الصغار،‭ ‬وفئات‭ ‬العاطلين‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يمارسون‭ ‬أي‭ ‬نشاط‭ ‬مهني،‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يواجه‭ ‬فيه‭ ‬آخرون‭ ‬مشكل‭ ‬عدم‭ ‬القدرة‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬الواجبات‭ ‬الشهرية‭ ‬للانخراط‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬التأمين‭ ‬الإجباري‭ ‬الأساسي‭ ‬عن‭ ‬المرض‭.‬
وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أقر‭ ‬فيه‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة،‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش،‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬العمومية‭ ‬الشهرية‭ ‬بمجلس‭ ‬المستشارين‭ ‬(الثلاثاء‭ ‬10‭ ‬يناير‭ ‬2023) بأن‭ ‬الحكومة‭ ‬«نجحت‭ ‬في‭ ‬الوفاء‭ ‬بالتزاماتها‭ ‬وقبل‭ ‬انقضاء‭ ‬سنة‭ ‬2022،‭ ‬في‭ ‬تعميم‭ ‬وتوسيع‭ ‬خدمات‭ ‬التأمين‭ ‬الإجباري‭ ‬عن‭ ‬المرض،‭ ‬لتمكين‭ ‬كل‭ ‬المغاربة،‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬المساواة،‭ ‬من‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬تغطية‭ ‬صحية‭ ‬موحدة‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬فئاتهم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أو‭ ‬المهنية،‭ ‬وفي‭ ‬ظرف‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬انتقل‭ ‬العدد‭ ‬الإجمالي‭ ‬للمؤمنين‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬7,8‭ ‬مليون‭ ‬فرد‭ ‬إلى‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬23,2‭ ‬مليون‭ ‬من‭ ‬المواطنات‭ ‬والمواطنين‭ ‬المغاربة‭ ‬(بإضافة‭ ‬3,68‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬غير‭ ‬الأجراء‭ ‬وذوي‭ ‬حقوقهم‭ ‬و9,4‭ ‬مليون‭ ‬من‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬AMO-TADAMON)»،‭ ‬فند‭ ‬الواقع‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬تنزيل‭ ‬مشروع‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬متعثرا،‭ ‬ويعاني‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الثغرات،‭ ‬والمشاكل،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ضعف‭ ‬آليات‭ ‬الحكامة‭ ‬والتنسيق‭ ‬المؤسساتي‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬أفادت‭ ‬فاطمة‭ ‬التامني،‭ ‬النائبة‭ ‬البرلمانية‭ ‬عن‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬بأن‭ ‬المعطيات‭ ‬المتعلقة‭ ‬باستفادة‭ ‬المواطنين‭ ‬المعوزين‭ ‬بعد‭ ‬تعميم‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬شبه‭ ‬منعدمة،‭ ‬مشيرة‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لجريدة‭ ‬«الوطن‭ ‬الآن»،‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬بخصوص‭ ‬حاملي‭ ‬بطاقة‭ ‬راميد،‭ ‬حيث‭ ‬هناك‭ ‬أشخاص‭ ‬لديهم‭ ‬إمكانيات،‭ ‬ويتوفرون‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬البطاقة،‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬تمنح‭ ‬لبعض‭ ‬المحتاجين‭ ‬لنظام‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬شكاياتهم‭.‬
وأضافت‭ ‬المتحدثة‭ ‬ذاتها،‭ ‬«أنه‭ ‬بعد‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬القانون،‭ ‬والانتقال‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬المساعدة‭ ‬الطبية‭ ‬«راميد»،‭ ‬إلى‭ ‬التأمين‭ ‬الإجباري‭ ‬عن‭ ‬المرض،‭ ‬ظهر‭ ‬مشكل‭ ‬الاشتراكات‭ ‬المادية‭ ‬الشهرية‭ ‬لدى‭ ‬البعض،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يراعي‭ ‬القانون‭ ‬الأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬المدخول‭ ‬غير‭ ‬القار،‭ ‬والذين‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬استطاعتهم‭ ‬دفع‭ ‬تلك‭ ‬الاشتراكات‭. ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬القوانين‭ ‬لم‭ ‬تستوعب‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬حول‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لازالت‭ ‬مطروحة،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬مدى‭ ‬استيعاب‭ ‬البنية‭ ‬الصحية‭ ‬للفئات‭ ‬المستفيدة،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬مرتبط‭ ‬بالسجل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬لازالت‭ ‬معطياته‭ ‬غير‭ ‬متوفرة‭.‬
التامني‭ ‬أثارت‭ ‬أيضا‭ ‬التداعيات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لزلزال‭ ‬الحوز،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬استفادة‭ ‬تلك‭ ‬الفئات‭ ‬الهشة،‭ ‬المستضعفة،‭ ‬من‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتغطية‭ ‬الصحية‭.‬
من‭ ‬جانبها،‭ ‬أثارت‭ ‬خديجة‭ ‬أروهال،‭ ‬النائبة‭ ‬البرلمانية‭ ‬عن‭ ‬حزب‭ ‬التقدم‭ ‬والاشتراكية،‭ ‬مشاكل‭ ‬الفئات‭ ‬الهشة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬القروي،‭ ‬خصوصا‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تحويل‭ ‬المعطيات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬السجل‭ ‬الوطني‭ ‬الفلاحي‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬الشعير‭ ‬المدعم،‭ ‬«تحويلها»‭ ‬قسرا‭ ‬إلى‭ ‬صندوق‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬حسب‭ ‬الشكايات‭ ‬التي‭ ‬توصلت‭ ‬بها‭.‬
وشددت‭ ‬المتحدثة‭ ‬ذاتها‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لجريدة‭ ‬«الوطن‭ ‬الآن»‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬كانت‭ ‬تراهن‭ ‬على‭ ‬الأرقام‭ ‬فقط،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬بتفعيل‭ ‬هذا‭ ‬الورش‭ ‬بطريقة‭ ‬استعجالية،‭ ‬ولم‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬المرضى‭. ‬وكمثال،‭ ‬بعد‭ ‬تحويل‭ ‬نظام‭ ‬راميد‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية‭ ‬الإجبارية‭ ‬amo،‭ ‬صار‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان،‭ ‬والمسجلون‭ ‬بنفس‭ ‬النظام‭ ‬بمركز‭ ‬الانكولوجيا‭ ‬بمستشفى‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬بأكادير،‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الاستشفائية،‭ ‬و‭ ‬خاصة‭ ‬حصص‭ ‬الأشعة،‭ ‬فيما‭ ‬العذر‭ ‬الذي‭ ‬يقدمه‭ ‬المسؤولون‭ ‬عن‭ ‬المركز‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬حق‭ ‬الاستفادة‭ ‬مغلق،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يُسجل‭ ‬المستفيد‭ ‬في‭ ‬السجل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬السجل‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬يتمكن‭ ‬المعنيون‭ ‬من‭ ‬التسجيل‭ ‬فيه،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استحالة‭ ‬تعبئة‭ ‬الاستمارة‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬به‭ ‬إلكترونيا،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفقرة‭ ‬المخصصة‭ ‬فيه‭ ‬للمعلومات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬للأسرة‭ ‬تظل‭ ‬غير‭ ‬مفعلة،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬ملفاتهم‭ ‬غير‭ ‬مقبولة‭ ‬عند‭ ‬وضعها‭ ‬لدى‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية‭ ‬للنفوذ‭ ‬الترابي‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬مقرات‭ ‬سكناهم،‭ ‬وهو‭ ‬المشكل‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬للنائبة‭ ‬البرلمانية‭ ‬أن‭ ‬طرحته‭ ‬على‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬والحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬سؤال‭ ‬كتابي‭ ‬سابق‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتوصل‭ ‬بأي‭ ‬جواب‭ ‬من‭ ‬قبله‭.‬
«أمو‭ ‬تضامن»‭ ‬وإشكاليات‭ ‬ولوج‭ ‬العلاج‭ ‬بالنسبة‭ ‬لفئة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬عزاها‭ ‬علي‭ ‬لطفي،‭ ‬رئيس‭ ‬الشبكة‭ ‬المغربية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬والحق‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬إلى‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬الاستهداف‭ ‬السابق‭ ‬المتعلق‭ ‬بنظام‭ ‬«راميد»‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭  ‬التصريح‭ ‬بمستوى‭ ‬دخل‭ ‬تقديري‭ ‬لتحديد‭ ‬درجة‭ ‬الفقر،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬مؤشر‭ ‬الفقر‭ ‬للبنك‭ ‬الدولي،‭ ‬والمندوبية‭ ‬السامية‭ ‬للتخطيط‭ ‬المحدد‭ ‬في‭  ‬أقل‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬درهم‭ ‬في‭ ‬اليوم‭.‬
ويرى‭ ‬علي‭ ‬لطفي‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لأسبوعية‭ ‬«الوطن‭ ‬الآنّ»‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المقاربة‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المغالطات،‭ ‬نتيجة‭ ‬التصريحات‭ ‬المخفضة،‭ ‬وغير‭ ‬الدقيقة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬اعتماد‭ ‬قواعد‭ ‬معقدة‭ ‬لتحديد‭ ‬الأهلية‭ ‬بشكلٍ‭ ‬تصعب‭ ‬معه‭ ‬دراسة‭ ‬طلبات‭ ‬الاستفادة،‭ ‬أو‭ ‬تفعيل‭ ‬المراقبة‭ ‬البعدية‭ ‬للنظام،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المستفيدين‭ ‬لهم‭ ‬إمكانيات‭ ‬مادية،‭ ‬أو‭ ‬ميسورين‭ ‬يستفيدون‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬«راميد»‭ ‬حسب‭ ‬تقرير‭ ‬سابق‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬والذين‭ ‬فاق‭ ‬عددهم‭ ‬220‭ ‬ألف‭ ‬مستفيد‭.‬
وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بطاقة‭ ‬«راميد»‭ ‬أصبحت‭ ‬بمثابة‭ ‬ريع‭ ‬حزبي‭ ‬انتخابي،‭ ‬حرم‭  ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الفقراء،‭ ‬والمعوزين،‭ ‬وذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬منها،‭ ‬ومن‭ ‬الحق‭ ‬في‭  ‬الصحة‭ ‬و‭ ‬ولوج‭ ‬العلاج‭.    ‬
وفيما‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬الجدية،‭ ‬والمهنية‭  ‬التي‭ ‬أبان‭ ‬عنها‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬نظام‭ ‬التأمين‭ ‬الإجباري‭ ‬الأساسي‭ ‬عن‭ ‬المرض،‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬لمنظمات‭ ‬الاحتياط‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الانهيار،‭ ‬وأزمة‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬ملفات‭ ‬المرض،‭ ‬شدد‭ ‬المتحدث‭ ‬ذاته‭ ‬أن‭ ‬فئة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الفقراء،‭ ‬وذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭  ‬لازالت‭  ‬تعاني‭  ‬حاليا‭ ‬من‭ ‬عراقيل‭ ‬ولوج‭ ‬العلاج‭ ‬والدواء‭. ‬
وعرج‭ ‬إلى‭ ‬تجربة‭  ‬نظام‭ ‬المساعدة‭ ‬الطبية‭ ‬لذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬«راميد»‭  ‬التي‭ ‬عرفت‭ ‬عدة‭ ‬اختلالات،‭ ‬وتجاوزات‭ ‬بسبب‭ ‬ضعف‭ ‬الحكامة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬رصدته‭ ‬تقرير‭ ‬رسمية‭ ‬بسبب‭ ‬تعدد‭ ‬المتدخلين‭ ‬من‭ ‬وزارات،‭ ‬ومؤسسات‭ ‬عمومية،‭ ‬كانت‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استهداف‭ ‬الفئات‭ ‬المستحقة‭ ‬فعلا‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬وتحديدا‭ ‬للفئة‭ ‬المستهدفة‭ ‬ببرامج‭ ‬الدعم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬نظام‭ ‬«أمو‭ ‬تضامن»،‭ ‬أضاف‭ ‬علي‭ ‬لطفي،‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬اختارت‭ ‬مقاربة‭ ‬جديدة‭ ‬لبناء‭ ‬نظام‭ ‬الاستهداف،‭ ‬المكوّن‭ ‬من‭ ‬سجلين،‭ ‬وهما‭ ‬السجل‭ ‬الوطني‭ ‬للسكان‭ ‬(يستهدف‭ ‬الأشخاص)،‭ ‬والسجل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الموحد‭ ‬(يستهدف‭ ‬الأسر)،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬عرف‭ ‬تأخرا‭ ‬في‭ ‬تنزيله‭ ‬بسبب‭ ‬متطلباته‭ ‬التقنية،‭ ‬والبشرية،‭ ‬والتواصلية‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬حرمان‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭  ‬المرضى‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬من‭ ‬ولوج‭  ‬العلاج،‭ ‬وتسبب‭ ‬في‭ ‬التضييق‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬«راميد»‭ ‬سابقا‭ ‬ممن‭ ‬انتهت‭ ‬صلاحية‭  ‬بطاقتهم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬عليهم‭ ‬انتظار‭ ‬نتيجة‭ ‬تسجيلهم‭ ‬في‭ ‬السجل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الموحد‭.‬
ولتجاوز‭ ‬هذه‭ ‬العثرات،‭ ‬وإنجاح‭ ‬نظام‭ ‬«أمو‭ ‬تضامن»،‭ ‬أكد‭ ‬المتحدث‭ ‬ذاته‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الإسراع‭ ‬تنزيل‭ ‬السجل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الموحد‭ ‬لتحديد‭ ‬الأسر‭ ‬المستهدفة‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬الدعم،‭ ‬والمساعدة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬السجل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الموحد،‭ ‬آلية‭  ‬جديدة‭ ‬علمية‭ ‬متطورة‭ ‬لمنظومة‭ ‬الاستهداف،‭  ‬بناء‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬معلومات‭ ‬لتحديد‭ ‬أهلية،‭ ‬وأحقية‭ ‬الأسر‭ ‬في‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وفق‭ ‬معايير،‭ ‬ومؤشرات‭ ‬اجتماعية،‭ ‬واقتصادية‭ ‬مرقمة،‭ ‬وتدخل‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬تعميم،‭ ‬وتطوير‭ ‬منظومة‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الوطنية،‭ ‬والسعى‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬مستويات‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬الدخل،‭ ‬والحماية‭ ‬الصحية‭ ‬تماشيا‭ ‬مع‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والاجتماعية‭ ‬عندما‭ ‬يواجه‭ ‬الناس‭ ‬طوارئ‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬مثل‭ ‬الفقر،‭ ‬والبطالة،‭ ‬والمرض،‭ ‬والإعاقة‭ ‬والأمومة،‭ ‬وفقدان‭ ‬معيل‭ ‬الأسرة،‭ ‬والشيخوخة،‭ ‬حيث‭ ‬دعا‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬العرش‭ ‬الأخير،‭ ‬إلى‭ ‬الإسراع‭ ‬بإخراج‭ ‬السجل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الموحد،‭ ‬باعتباره‭ ‬الآلية‭ ‬الأساسية‭ ‬لمنح‭ ‬الدعم،‭ ‬وضمان‭ ‬نجاعته،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬التضامني،‭ ‬الذي‭ ‬سيستفيد‭ ‬منه‭  ‬حوالي‭ ‬سبعة‭ ‬ملايين‭ ‬طفل،‭ ‬لاسيما‭ ‬من‭ ‬العائلات‭ ‬الهشة‭ ‬والفقيرة،‭ ‬وثلاثة‭ ‬ملايين‭ ‬أسرة‭ ‬بدون‭ ‬أطفال‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬التمدرس،‭ ‬كمشروع‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬وثورة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬منظومة‭ ‬الاستهداف‭. ‬