ربط بنكيران الزلزال بالمعاصي، في تفسير بدائي شعبوي للتعامل مع ظواهر طبيعية أخضعها العلم للدراسة والبحث والقياس، وفي تحقير واستعلاء على الضحايا البسطاء، وفي شح وبخل من كل دعم أو سند لهم، أو تحريض على ذلك.
البلاغ البنكيراني كان رصاصة أخرى في جسد حزب يحتضر، فقد جرت على الحزب من المصائب ما يجعل بنكيران وإخوته تحت أنقاض لن يخرجهم من تحتها جيش ولا شرطة ولا حتى العفاريت، فبعض الإخوة في البيجيدي وجدوها مناسبة إما للاستقالة أو قل الهروب من بابور بنكيران الذي قلبه الطوفان ، وآخرون اكتفوا بالامتعاض والاحتجاج على تدبير الأخ الذي لم يعد يفكر بمنطق السياسة التي تعيش الواقع، بل صار مهتما بالدار الآخرة، وعذاب القبر...
فإصرار بنكيران على ربط الكوارث بغضب الله هو خطاب لا يليق برئيس حكومة سابق وأمين عام حزب قاد حكومة دولة لعقدين من الزمن، بنكيران ببيانه الشارد حفر قبر الحزب ليدفنه، ويكتب على شاهده:"هنا يرقد حزب ولد من رحم ريح الربيع العربي، ومات حين سكنت الريح"
لن يفلت بنكيران من عض إخوته وخدشهم، لاسيما المتهمون منهم بثقب عجلات الحزب، وسيندلع الاشتباك بين الإخوة، سيخوضونه بصدق وسيكون اشتباكا في الله، وسيفتحون الجروح، وسيسيل قيح أصفر خاثر، و سيبقى بلاغ المصباح زلزالا زلزل المتزلزل، ينذر ببلوغ آية الله بنكيران سن اليأس السياسي، وبنهاية إرسال جهاز اسمه البيجيدي، مثلما دار الزمن على غيره من الأحزاب التي كان لها ذات سنوات باع، وهي اليوم تنعم في القاع، وأخرى لم ينجها من غور النسيان غير تناول منشطات محظورة سياسيا وأخلاقيا...