المهندس بخري: ليس هناك وصفة وحيدة لإعادة إعمار المناطق المتضررة من زلزال الحوز

المهندس بخري:  ليس هناك وصفة وحيدة لإعادة إعمار المناطق المتضررة من زلزال الحوز المهندس أحمد بخري
أكد المهندس أحمد بخري، نائب رئيس النقابة الوطنية للمهندسين المغاربة، أنه من الناحية الهندسية والمعمارية ليست هناك وصفة وحيدة ومنفردة يمكن القول تقنيا بأنها الأنجع من أجل نجاح عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة من زلزال الحوز، وأضاف أن هناك الكثير من الوصفات و كل واحدة منها ترتكز على مداخيل و لها مخرجات.

-‭ ‬بعد‭ ‬صدمة‭ ‬الزلزال‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬خمسة‭ ‬أقاليم‭ ‬ليلة‭ ‬الجمعة‮ ‬‭ ‬8‭ ‬شتنبر‭ ‬2023،‭ ‬ينصب‭ ‬الحديث‭ ‬حاليا‮ ‬‭ ‬حول‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬المناطق‭ ‬المتضررة،‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليك‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أحسن‭ ‬وصفة‭ ‬التي‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬إنجاح‭ ‬عملية‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار؟
 ‬إن‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬مناطق‭ ‬الزلزال‭ ‬ستعطي‭ ‬دفعة‭ ‬إضافية‭ ‬لمستوى‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬حيث‭ ‬ستضخ‭ ‬أموالا‭ ‬ضخمة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وتعطي‭ ‬دفعة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬البناء‭ ‬والأشغال‭ ‬العمومية،‭ ‬والتجهيزات‭ ‬وغيرها. ‬والحق‭ ‬يقال‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الهندسية‭ ‬والمعمارية‭ ‬ليست‭ ‬هناك‭ ‬وصفة‭ ‬وحيدة‭ ‬ومنفردة‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأنها‭ ‬الأنجع‭ ‬تقنيا،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬وصفات،‭ ‬كل‭ ‬واحدة‭ ‬منها‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬مداخيل‭ ‬ولها‭ ‬مخرجات. ‬فالخبراء‭ ‬والباحثين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الجيولوجي‭ ‬والجيو-فيزيائي‭ ‬أجمعوا ‬أن‮‬‭ ‬المنطقة‮ ‬‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬التركيب‭ ‬والتعقيد،‭ ‬إذ‭ ‬تعرف‭ ‬نشاطا‭ ‬زلزاليا‭ ‬متواترا،‭ ‬إذ‭ ‬تعرف‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬حدث‭ ‬فيها‭ ‬الزلزال‭ ‬نشاطا‭ ‬زلزاليا‭ ‬متواترا،‭ ‬ونظرا‭ ‬لأن‭ ‬الصفائح‭ ‬“التكتونية”‭ ‬بالمنطقة‭ ‬تعرف‭ ‬تحركات‭ ‬مطردة،‭ ‬فإنها‭ ‬تصبح‭ ‬معرضة‭ ‬للهزات‭. ‬وعليه‭ ‬فهذا‭ ‬معطى‭ ‬مهم‭ ‬للغاية‭ .‬ثم‭ ‬هناك‭ ‬الطابع‭ ‬الجغرافي‭ ‬والسياحي‭ ‬للمنطقة‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والمسالك‭ ‬الوعرة‭ ‬والتضاريس‭ ‬الخاصة،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬يتطلب‭ ‬استحضاره‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اقتراح‭ ‬نموذج‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬وصفة‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬إنجاح‭ ‬عملية‭ ‬الإعمار‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬
 
هناك‭ ‬من‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬مشاركة‭ ‬جميع‭ ‬المتدخلين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاتفاق‭ ‬حول‭ ‬طريقة‭ ‬الإعمار‭ ‬قبل‭ ‬بداية‭ ‬هذه‭ ‬العملية،‭ ‬وخاصة‭ ‬مشاركة‭ ‬الأهالي،‭ ‬هل‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الرأي؟‮ ‬
‭ ‬فعلا‭ ‬إشراك‭ ‬الأهالي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مراحل‭ ‬الإعمار‭ ‬مسألة‭ ‬ضرورية،‭ ‬أولا‭ ‬للاستماع‭ ‬الى‭ ‬اقتراحاتهم‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬قصوى‭ ‬في‭ ‬بلورة‭ ‬النموذج‭ ‬الذي‭ ‬سيستجيب‭ ‬لكل‭ ‬الرغبات‭ ‬السيسيولوجية‭ ‬والذي‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬المعطيات‭ ‬المحلية‭ ‬والطابع‭ ‬المحلي،‭ ‬وثانيا‭ ‬مشاركتهم‭ ‬في‭ ‬الإنجاز‭ ‬لتسريع‭ ‬الوتيرة. ‬أما‭ ‬المتدخلين‭ ‬الآخرين‭ ‬فإشراكهم‭ ‬شيء‭ ‬حتمي‭ ‬بالنسبة‭ ‬للظرفية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عمل‭ ‬تشاركي‭ ‬للإعمار‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬جيد‭ ‬جدا. ‬وهنا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬استحضار‭ ‬التجربة‭ ‬المغربية‭ ‬لزلزال‭ ‬الحسيمة‭ ‬ومن‭ ‬قبله‭ ‬أكادير‭.‬
 
تعتبر‭ ‬منطقة‭ ‬الحوز‭ ‬حوضا‭ ‬زلزاليا،‭ ‬ألا‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬البناء‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تتكلف‭ ‬بها‭ ‬الدولة‭ ‬كما‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬الحسيمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬يراعي‭ ‬مقاومة‭ ‬الزلازل؟‮ ‬
 ‬لنا‭ ‬تجربة‭ ‬الحسيمة‭ ‬كنموذج‭ ‬ناجح‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬ومن‭ ‬أسس‭ ‬نجاحه‭ ‬إشراف‭ ‬الدولة‭ ‬ومشاركة‭ ‬كل‭ ‬الفاعلين‭ ‬منهم‭ ‬المحليين‭ ‬طبعا،‭ ‬مؤسسات‭ ‬وقوى‭ ‬مجتمعية‭ ‬حية‭. ‬للدولة‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تأطير عملية‭ ‬الإعمار‭ ‬مع‭ ‬إدخال‭ ‬الجودة‭ ‬والاتقان‭ ‬والسرعة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬ككل. ‬إن‭ ‬تواجد‭ ‬الدولة‭ ‬وإشرافها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مراحل‭ ‬الإعمار‭ ‬بواسطة‭ ‬المؤسسات‭ ‬المختصة‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬محيد‭ ‬عنه‭ ‬برأيي‭ ‬المتواضع‭.‬
 
‬هناك‭ ‬من‭ ‬يقترح‭ ‬فكرة‭ ‬إحداث‭ ‬قرى‭ ‬نموذجية‭ ‬لسكان‭ ‬الجبال،‭ ‬هل‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬ستكون‭ ‬ناجعة؟
 هذا‭ ‬اقتراح‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الاقتراحات،‭ ‬وهي‭ ‬فكرة‭ ‬معمول‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأماكن‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬حيث‭ ‬تسهل‭ ‬انجاز‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المرافق‭ ‬العمومية‭ ‬والولوج‭ ‬إليها،‭ ‬ولكن‭ ‬أي‭ ‬اقتراح‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬توافق‭ ‬عليه‭ ‬الساكنة‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬إقناعها‭ ‬بجودته‭ ‬بالنسبة‭ ‬لها. ‬وكل‭ ‬الأمور‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬تشاركية‭ ‬وقاعدية‭ ‬وليست‭ ‬عمودية‭ ‬حتى‭ ‬نضمن‭ ‬الإيمان‭ ‬بها‭ ‬واستمرارها‭ ‬في‭ ‬الزمان‭ ‬والمكان‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمستفيدين‭ ‬منها،‭ ‬وهي‭ ‬الساكنة‭ ‬المحلية‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬الطبيعية‭.‬
 
هل‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اعتماد‭ ‬مقاربة‭ ‬تروم‭ ‬تجميع‭ ‬الدواوير،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬المجهود‭ ‬المبذول‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالعالم‭ ‬القروي‭ ‬لا‭ ‬يعطي‭ ‬ثماره‭ ‬بسبب‭ ‬تشتت‭ ‬هذه‭ ‬الدواوير؟‮ ‬
‭ ‬فعلا‭ ‬عملية‭ ‬تجميع‭ ‬بعض‭ ‬الدواوير‭ ‬ستكون‭ ‬مفيدة‭ ‬للساكنة‭ ‬وللدولة‭ ‬معا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المجهود‭ ‬المبذول‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬إنشاء‭ ‬المرافق‭ ‬المشتركة‭ ‬من‭ ‬طرق‭ ‬ومراكز‭ ‬صحية‭ ‬ومدارس‭..... ‬وكل‭ ‬المرافق‭ ‬العمومية‭ ‬الضرورية‭ ‬الأخرى‭ ‬لتحسين‭ ‬ظروف‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬والتي‭ ‬يطمح‭ ‬المغرب‭ ‬الى‭ ‬تحسينها‭ ‬في‭ ‬القرى‭ ‬والمدن‭ ‬معا‭ ‬(كمثال‭ ‬هناك‭ ‬برنامج‭ ‬التزويد‭ ‬بالماء‭ ‬الشروب‭ ‬وبرنامج‭ ‬الربط‭ ‬بالكهرباء‭ ‬وبرنامج‭ ‬الطرق…)،‭ ‬والتجميع‭ ‬يوفر‭ ‬المجهود‭ ‬المبذول‭ ‬ويجوده‭ ‬كذلك‭ ‬ويسرع‭ ‬من‭ ‬وتيرة‭ ‬الإنجاز‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد، ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬يجب‭ ‬إقناع‭ ‬الساكنة‭ ‬بأهميتها‭ ‬وإعطائهم‭ ‬أمثلة‭ ‬عن‭ ‬بعض‮ ‬‭ ‬التجمعات‭ ‬السكنية‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬المغرب‭.‬
 
 ألا‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬الضغط‭ ‬الزمني‭ ‬والتسرع‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة؟‮  ‬
‬إن‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬هندسي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬القاعدة‭ ‬الثلاثية:‭ ‬الجودة‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬والسرعة‭ ‬في‭ ‬الإنجاز‭ ‬والاقتصاد‮ ‬‭ ‬في‭ ‬الميزانية‭ ‬المالية‭ ‬(الجودة‭ ‬–‭ ‬السرعة‭ ‬-الاقتصاد)‭. ‬والإخلال‭ ‬بأحد‭ ‬العناصر‭ ‬الثلاثة‭ ‬يفشل‭ ‬المشروع‭ ‬ويولد‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬قريبة‭ ‬وبعيدة‭ ‬الأمد‭. ‬وليكن‭ ‬في‭ ‬علمك‭ ‬أننا‭ ‬كمهندسين‭ ‬نعمل‭ ‬باستمرار‭ ‬تحت‭ ‬طائلة‭ ‬الضغط‭ ‬الزمني‭ ‬وهذا‭ ‬طبيعة‭ ‬عملنا،‭ ‬فالهدف‭ ‬هو‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬بكل‭ ‬سرعة‭ ‬وتحت‭ ‬كل‭ ‬الضغوط‭ ‬كيفما‭ ‬كانت،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬التحدي‭ ‬الآن‭ ‬بعد‭ ‬تحدي‭ ‬مرحلة‭ ‬إنقاذ‭ ‬الأرواح‭ ‬ودفن‭ ‬الموتى‭ ‬وتأمين‭ ‬الأحياء‭ ‬وإعادة‭ ‬سيرورة‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬للناجين‭.‬‮ ‬
 
‭ ‬التهميش‭ ‬الذي‮ ‬‭ ‬عرفه‭ ‬الحوز‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‮‬‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬مناطق‭ ‬معزولة‭ ‬صعب‭ ‬معها‭ ‬إيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬وإسعاف‭ ‬المنكوبين‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬معقول،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬وتشق‭ ‬كطرق‭ ‬جديدة‭ ‬لفك‭ ‬العزلة‭ ‬عن‭ ‬الساكنة؟
 ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬الزلزال‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أربع‭ ‬ظواهر‭ ‬(الهزات‭ ‬الأرضية‭ ‬والفيضانات‭ ‬والرياح‭ ‬مع‭ ‬العواصف‭ ‬والنار‭ ‬مع‭ ‬البراكين)‭ ‬طبيعية‭ ‬التي‭ ‬يصعب‭ ‬التنبؤ‭ ‬بها‭ ‬بدقة‭ ‬أو‭ ‬الترتيب‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬التحكم‭ ‬بها، ‬ولهذا‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬قديم‭ ‬العصور‭ ‬تدعى‭ ‬بآلهة‭ ‬وتعبد‭ ‬نظرا‭ ‬لقوتها‭ ‬وجبروتها‭.‬‭..‬والمنطقة‮ ‬‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬أبدا‭ ‬منطقة‭ ‬مهمشة،‭ ‬بل‭ ‬مكان‭ ‬للسياحة‭ ‬الجبلية‭ ‬والعيش‭ ‬الجبلي‭ ‬وغيره‭ ‬وبها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬طريقا‭ ‬معبدا‭ ‬(وطنية‭ ‬وجهوية‭ ‬وإقليمية‭ ‬وقروية) إضافة‭ ‬الى‭ ‬الطرق‭ ‬غير‭ ‬المعبدة‭. ‬ولكن‭ ‬قوة‭ ‬الهزة‭ ‬الأرضية‭ ‬كانت‭ ‬قوية‭ ‬ولم‭ ‬يصمد‭ ‬معها‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬حتى‭ ‬الطرق‭. ‬وقد‭ ‬عملت‭ ‬وزارة‭ ‬التجهيز‭ ‬والماء‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬السير‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬المسالك‭ ‬الطرقية،‭ ‬وهي‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬السلطة‭ ‬المحلية‭ ‬والشركات‭ ‬المواطنة‭ ‬والمختبرات‭ ‬ومكاتب‭ ‬الدراسات‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬إصلاح‭ ‬الطرق‭ ‬وتثمينها‭.‬
 
‬المناطق‭ ‬الجبلية،‭ ‬وخاصة‭ ‬الحوز‭ ‬معروفة‭ ‬بالفيضانات‭ ‬والزلازل‭ ‬والانجرافات،‭ ‬فهل‭ ‬ينبغي‭ ‬إنجاز‭ ‬نفس‭ ‬الطرق‭ ‬بنفس‭ ‬العقلية‭ ‬التي‭ ‬تنجز‭ ‬بها‭ ‬الطرق‭ ‬في‭ ‬المدن،‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يتطلب‭ ‬استراتيجية‭ ‬أخرى‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬المنطقة؟
‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬الجبلية‭ ‬فعلا‭ ‬معروفة‭ ‬جيولوجيا‭ ‬وجيوفيزيئيا‭ ‬أنها‭ ‬منطقة‭ ‬غير‭ ‬مستقرة،‮ ‬‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬نشطة‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬وقعا‭ ‬مدمرا،‭ ‬أما‭ ‬الفيضانات‭ ‬فهي‭ ‬نادرة‭ ‬وكل‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬الفيضانات‭ ‬قد‭ ‬أقيمت‭ ‬فيها‭ ‬السدود‭ ‬لحمايتها‭ ‬كمنطقة‭ ‬الغرب‭ ‬واللوكوس‭ ‬وملوية‭ ‬وسوس‭ ‬وتافيلالت‭ ‬وغيرهم، ‬وفيما‭ ‬يخص‭ ‬الطرق‭ ‬فهي‭ ‬تبنى‭ ‬بمعايير‭ ‬تقنية‭ ‬ودولية‭ ‬معترف‭ ‬بها،‭ ‬وكل‭ ‬الطرق‭ ‬المغربية‭ ‬تخضع‭ ‬لنفس‭ ‬المعايير ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬بوزنيقة‭ ‬أو‭ ‬الرحامنة‭ ‬أو‭ ‬اسباتة‭ ‬أو‭ ‬المناطق‭ ‬الجبلية،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬المعمول‭ ‬به‭. ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬نقائص‭ ‬لحظة‭ ‬فهذا‭ ‬تقصير‭ ‬إما‭ ‬في‭ ‬المراقبة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الإنجاز‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭.‬