عبد الوهاب الدبيش: سي تبون واش بعقلك!؟

عبد الوهاب الدبيش: سي تبون واش بعقلك!؟ عبد الوهاب الدبيش
في الحوار الصحفي الذي اجريته قبل شهور مع صحافة بلدك قلت انكم في الجزائر ستعملون على تصفية مليار وثلاثمائة مليون متر مكعب من الماء يوميا!! واكيد أن هذا التصريح ترك اثرا كبيرا في نفوس من سمعوك بين من أحس بنشوة الإفتخار بقدرتكم على صنع المستحيل، وبين من صدمه تصريحكم لأن الكمية المصفاة من مياه المتوسط ستجعل منه بحرا من الصخور والتراب عوض أن يبقى مسطحا مائيا!!. 

لكني لم أصدق ما عاودتم بالأمم المتحدة، وهنا أعترف لكم، أنكم بقيتم على العهد ولم تغيروا من حجم المياه المصفاة. أنا لا  اتهمكم بأي شيء لأن من سمعوك بمنبر الأمم المتحدة بنيويورك لم يكونوا كلهم لحظة الخطاب في القاعة الكبرى.. بل كانوا يدخنون ويشربون البن في مقهى وقاعة الإنتظار وبالتالي فقهقهاتهم لم نسمعها.. 

على أي أنا متيقن من أنكم لا تقصدون البحر الأبيض المتوسط، ولكن تعني المحيط الأطلسي الذي تمنون النفس بالوصول الى شواطئه الآمنة. قد يكون المقصود بالتصفية هو المحيط الأطلسي، وهنا لن يعدم الماء لأن المحيط الأطلسي يتصل بالمحيط الهادئ والهندي والمحيط المتجمد الشمالي والجنوبي.  اي ان الجزائر باعتبارها القوة الضاربة التي لا يقدر عليها أحد في القارة الإفريقية؛ وحتى في اوروبا والشرق الأوسط، ستستطيع ان تجعل من الجزائر بلد المياه المتدفقة والشلالات العظيمة ووو..
 
لكن اسي تبون قل لي جازاك الله خيرا، كيف ستعمل الجزائر على تصفية هذا الكم الهائل من الماء من المحيط الأطلسي، وانتم لا تتوفرون على أي منفذ إليه، هل استطاع جيشكم الباسل المغوار أن يطرد المغرب من صحرائه فخولتم لأنفسكم الحديث عن المحيط الاطلسي ضمنيا ،لانكم يبدولي كلمتكم الغراء لم تذكروا عن أي مسطح مائي تتحدثون؟.

إذا كان المحيط هو ما يشغل بالكم لتحقيق الفائض المائي الذي ذكرتم في خطابكم بنيويورك، وهو نفسه في تصريحكم الصحفي قبل شهور،هل تنوون احتلال موريتانيا لتحقيق أمل الوصول إلى المحيط الأطلسي ،ما اعلمه ان الجيران الموريتانيين على قلة عددهم لن يقبلوا بكم لاكحليف ولا حتى جار، إذا تأكدوا من نيتكم المبيتة للإستيلاء على المحيط، خصوصا وأن شواطئه اضحى بها ذهب أسود وغاز سيصدرعما قريب الى دول العالم، وأولهم دول الجوار..
 
اسي تبون هل لديكم مستشارين يكتبون لكم الخطابات التي تدلون بها قبل اذاعتها على مسامع الناس؟
إذا كان الأمر كذلك، فإني أخبركم أن العالم اليوم لا يهمه من الجزائر غير سماع اخبار مثل ما صرحتم به في نيويورك ولا يهتم إلا بالأخبار التي تجعل منكم موضوعات للعديد من السكيتشات بدول العالم المتقدم أو في دول إسلامية ليالي رمضان حيث تحلو السهرة والفكاهة..