الدبيش: رسالة من المخزن الى بعض الهوكاويين

الدبيش: رسالة من المخزن الى بعض الهوكاويين عبد الوهاب الدبيش
تحية إسلامية أخوية طيبة وبعد
لقد بلغنا منذ أكثر من أربع سنوات أن بعضكم يلومنا كثيرا على ما نفعل، ويتكلم علينا بطريقة تجعل منا مسؤولين عن مشاكلكم.
المخزن ليست له مسؤولية ترك مئات الملايين من الهكتارات تتحول إلى أرض قاحلة، كانت قبل إنشاء دولة العسكر تنتج قمحا، وعدسا، وفاصوليا، وفولا، وعنبا.
فهل النيف الذي تتباهون به منعكم من زراعتها، وغراستها، بأشجار التين، والزيتون؟ 
وهل المخزن هو من دفع الفرنسيين إلى احتلال بلادكم سنة 1830؟.
ما يعرفه العالم أن بلادكم اجتاحها الفرنسيون، بعد حادثة المروحة التي ضرب بها داي الجزائر قنصل فرنسا، والمخزن كان بعيدا عنكم  يمكن أن تلوموه على مساعدتكم، والسماح للثائر عبد القادر بن محي الدين المختاري حين ثار على الفرنسيين.
بالمناسبة، أميركم إنتهى به المطاف حليفا لفرنسا، وماسونيا، ويمكن أن تلوموا المخزن أنه لم يقبل ببيعتكم، أو أعتبرها  غير ذات أولوية،  حين جاء علماء تلمسان وبايعوا السلطان مولاي سليمان. 
أنا أعرف أن هذه المعلومة مغيبة من برامجكم الدراسية، التي أصبحت تحمل الكثير من السباب للشعب المغربي الذي  لم يتوان، أو يتهاون في مشاركة جبهة التحرير التي لم تحرر شيئا في عملياتها ضد الفرنسيين بين سنتي 1954-1962.
المخزن في الواقع هو من ارتكب كل الخطايا، والمصائب التي حلت بكم في خريف 1988، وهو من قام بالانقلاب على جبهة الإنقاذ، وزور الانتخابات، وهو من أشعل الحرب الأهلية في العشرية السوداء التي ذهب ضحيتها أكثر من ربع مليون شهيد.
والمخزن، هو من أضاع أكثر من تريليون دولار التي تحصل عليها بوتفليقة من عائدات الغاز، والنفط، والتي تريدون استردادها من الجنيرالات القوة القاهرة في الجزائر. والمخزن، هو من أحرق مرات، ومرات، غابات الجزائر في السنوات الأخيرة، وهو أيضا من قام بزلزال مدينة الأصنام، الشلف حاليا سنة 1980، وهو من هزم المنتخب الجزائري، أو الثعالب الأليفة، وحرمه من المونديال الأخير.
المخزن، المخزن، المخزن..  يقول لكم، إن المغاربة يعرفون المخزن، ويتعاملون معه يوميا، ولا يشكل أي خطر عليهم، إنه منظومتهم المجتمعية، الموجودة في تربتهم منذ أكثر من ألف عام. 
والمخزن يقول لكم إنه منظومة لا علاقة لها بما تفكرون فيه، فهي منظومة مسالمة غايتها تدبير المجتمع لمعرفة حاجياته.
والمخزن يمثل فيه الملك دورا محوريا، غايته، ومن أهدافه الحفاظ على البلد، وصيانته، وتدبير موارده.
والمخزن، يخبركم أنه مثل باقي المنظومات في ألعالم له ماله، وعليه، ما عليه معندوش، وما خاصوش.
والمخزن، في الواقع يسألكم عن السر في هذا الاهتمام الزائد عن القياس، فهل يذكركم  المخزن بشيء، والله لولا أنكم ترددون إسمه في إعلامكم لما عرف إبن توجدون لأنه في الواقع جرب جورتكم، فوجدها أسوأ جورة، لكنه رضي بقضاء الله، وقدره. واعتبر أن هذا ابتلاء من الله، ورضي به، وقبله لكنه لا يفتأ من الدعاء لله أن يغير ما بقلوبكم من غل، وحسد جهته. 
ولأن المخزن ليس بليدا، فإنه يطلب الله أن يخلص الشعب الجار، من تراهات نظام عسكري، ليس له من  الجدية غير تهريب الأموال، والصدع في الراديو، والتلفزيون الهوكاوي، بالسب، والشتم، المخزن. 
وحقيقةالأمر أن المخزن يعلم أن العداوة، والبغضاء، التي تكرروها في إعلامكم ليس هدفها المخزن، وإنما لشعبكم الذي يريد منهم التنحي عن السلطة، وترك الناس يؤسسون دولة مدنية عسكرها في ثكناته، والمخزن لا يعرف أنكم تريدون الانضمام إليه صراحة، يقول لكم إن شعبه يكفيه، وإنه ليس بحاجة إلى أن يصدع رأسه بشعب معتوه قليل التربية، وعنيف، وبدوي، يعني من جهالة أهل البادية.
وأخيرا، وليس آخرا المخزن كيقول لكم أن الشعب المغربي يحب ملكيته، ويدافع عنها فالناس في بلاد المخزن على دين ملوكهم.