عبد الجليل أبو المجد: زلزال المغرب

عبد الجليل أبو المجد: زلزال المغرب عبد الجليل أبو المجد
الزلزال ظاهرة طبيعية تحدث نتيجة عدة اهتزازات متتالية على سطح الأرض في فترة زمنية قصيرة، وهذه الاهتزازات ناتجة عن حركة الصخور، وتتسبب في خسائر بشرية ومادية، والزلزال شيء خارق لا نستطيع أن نتنبأ به، ويصيبنا بالخوف والهلع، لكننا نستطيع التخفيف من آثاره بالتعاون والتضامن، وما حدث في إقليم الحوز مفزع ومحزن في آن واحد، فرؤية تلك المشاهد المهولة من تحت الأنقاض يكسر القلب ويدميه.
 
وعلى الرغم من هول الفاجعة والمنظر المروع والمأساوي لزلزال إقليم الحوز ومدينتي مراكش وتارودانت، أبان المغاربة عن حس وطني وإنساني كبير، حيث انطلقت سيارات الإسعاف والجيش والأمن وفرق الإنقاذ، وطابور من المساعدين يسارعون ليلبوا نداء مساعدة الأشقاء، يجرون وقلوبهم تنزف دما قبل الدموع.
 
هذا الزلزال أصاب عمق العالم القروي بالمغرب، هذا المجال الذي طالما جرى التنويه بالسياسة الرسمية لتنميته وأحدث صندوق خاص لذلك، باسم صندوق التنمية القروية والمناطق الجبلية، يشرف على تنفيذ «برنامج من أجل تعزيز ديمقراطية الولوج إلى البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية» بميزانية تناهز 50 مليار درهم، ممولة من مانحين دوليين، الاتحاد الأوروبي والمملكة السعودية والإمارات المتحدة. وهذا موضوع آخر، والوضع غير مناسب لمناقشته.
 
وعموما، فكارثة زلزال المغرب، تحمل في طياتها تعاونا وطنيا وعالميا مؤثرا، فهو مأساة أثرت في الجميع، والكل يتطلع بالتعاون والتضامن للتخفيف من آثارها المفزعة على المغرب ككل، وعلى الضحايا وأسرهم خاصة.
 
وختاما، يقال إن الأزمة تلد الهمة ولا يتسع الأمر إلا إذا ضاق ولا يظهر نور الفجر إلا بعد الظلام الحالك، وهذا ليس غريبا عن المغاربة الذين عاشوا وعايشوا سنوات التضامن في الأفراح والأحزان منذ عقود خلت وخلال جائحة كورونا، وها هم مرة أخرى يبرهنون على قوة تماسكهم الاجتماعي وقت الأزمات ووقوفهم صفا واحد في مواجهة الصعاب والمحن، وان كلفنا غاليا في الخسائر البشرية إلا أنه ابان عن تضامن وتكافل كبير لمختلف فئات المجتمع المغربي الذين هبوا كرجل واحد من كل ربوع الوطن لمساعدة أخواتهم واخوانهم المتضررين من الزلزال.
تعازينا القلبية لكل أهل ضحايا الزلزال المدمر، وشكرا لكل من قدم يد العون والمساعدة من قريب أو بعيد.