قدِرتُ خلال عيشي في المغرب أن أتعرف على مغرب رائع، وأعيش فيه لفترة ليست بالقصيرة. بالفعل، كانت تلك فترة مميزة جدا في حياتي، حيث اندمجت مع نمط حياة هذا البلد وتعلمت العديد من الدروس.
عشت في مدينة الرباط، وكانت لديّ الفرصة لزيارة معظم مدن المملكة المغربية. استمتعت بتجربة السفر عبر الأطلس الجبلي واستكشاف جماله الطبيعي. من الشواطئ الرملية الذهبية في أكادير إلى طنجة على الساحل الشمالي إلى شفشاون والحسيمة والناضور وأسفي وتطوان إلى جيرسيف وفاس إلى الدار البيضاء ومراكش وميسور ومكناس، كانت اللحظات التي قضيتها في استكشاف هذا البلد تعطيني إحساسا بالتنوع الرائع للمغرب.
ولكن أكثر ما أذهلني في المغرب هو الكرم والضيافة التي وجدتها في قلوب الناس. كما لو أن الشعب المغربي يحمل مفتاحا سريا إلى الضيافة والتآلف الفوري مع القادمين. كانوا دائما على استعداد للمساعدة وتقديم الضيافة والعون لكل وافد أحبهم.
تعرفت على أصدقاء رائعين من مدن مختلفة في المغرب، وكنت جزءا من ملتقيات وفعاليات محلية ودولية. ذلك جعلني أشعر بأنني ليس فقط زائرا، بل أحد أفراد هذه البلد. تبادلت القصص والثقافات وأكثر من ذلك، تعلمت الكثير عن قيم المغرب وتقاليده.
يمكن للمغرب أن يأسر قلب أي زائر. تعلمت أيضا عن التراث الثقافي الغني والفن المعماري الرائع. لكن الشيء الأكثر إلهاما في المغرب هو الشعب الودود والمضياف. كانت تلك اللحظات التي قضيتها مع الأصدقاء المغاربة والوافدين إلى هذا البلد لا تنسى.
يواجه المغرب اليوم تحديات كثيرة تعرض لها جراء الزلزال العظيم والذي كان صدمة كبيرة، حيث خسرنا الأبرياء وشهدنا دمارا كبيرا. لكن ما يلهمني هو روح التعاون والبناء التي أبداها الشعب المغربي في مواجهة هذه الكارثة.
ومع مشاعر التعاطف التي حملتها من تلك الفترة في المغرب، أجد نفسي ملتزما بدعمهم وتقديم يد العون في مواجهة التحديات الصعبة التي يواجهونها قلبا وسيفا وروحا.
وعندما نتوجه نحو ليبيا، نجد أنها مرت بلحظات صعبة أيضا. الحروب والإعصار الذي ضربتها بقسوة، وألحق خسائر فادحة بالسكان والبنية التحتية. تشعر وكأن قلبك ينزف عندما تسمع عن معاناة الليبيين.
ليبيا تحمل وجعا كبيرا، ونحن هنا لنقدم تعازينا وتضامننا. نأمل أن يجد الليبيون القوة لبناء وطن جديد يسوده السلام والاستقرار.
فلنكن جميعا على استعداد لمساعدة المغرب وليبيا في هذه اللحظات الصعبة ونعمل معا من أجل مستقبل أفضل.