منذ يوم السبت 9 شتنبر 2023، جند اتحاد مساجد فرنسا كل وسائله لتقديم المساعدة، في أسرع وقت ممكن، للضحايا والمتضررين من الزلزال الذي ضرب المغرب. فقد اتخذ على الفور قرارًا بتخصيص اعتماد مالي مسحوب من ميزانيته الخاصة، كما نشر نداء للتبرع بمجموعة من الضروريات الأساسية. ووفق بلاغ لهذه الهيئة، ستنظم المساجد المشاركة حملات لجمع التبرعات بين المصلين يوم الجمعة 15 شتنبر 2023.
ورغبة من اتحاد مساجد فرنسا في ضمان النجاعة والفعالية لعملية المساعدة الإنسانية، فقد أنجز دراسة للاحتياجات الملموسة في عين المكان بتنسيق وثيق مع السلطات المحلية والجمعيات الإنسانية المغربية التي لديها خبرة ميدانية في منطقة الزلزال، ولديها الوسائل اللوجستية اللازمة لذلك. حيث تم استخلاص أن المواد الغذائية لا تشكل في الوقت الراهن الأولوية. فالتبرعات الغذائية تعرف تدفقا بكثرة من جميع أنحاء المغرب في حملة تضامن وطني واسع تثير التقدير والإعجاب. وقد تم تحديد الحاجة الملحة حالياً في إيجاد المأوى لأكبر عدد ممكن من المنكوبين، خاصة وأن فصل الشتاء على الأبواب مع ما يعنيه ذلك من شدة البرد في المناطق الجبلية التي أصابها الزلزال.
وثمن اتحاد مساجد فرنسا، البرنامج الملكي الذي تم اعتماده الخميس 14 شتنبر 2023، لإعادة إيواء ضحايا الزلزال ورعاية الأيتام. وسيكون هذا البرنامج المتعدد الأبعاد، الذي سيعمل بشكل أساسي على تعبئة الموارد المالية العمومية، مفتوحا أيضا أمام الفاعلين من القطاع الخاص والمجتمع المدني.
وأشاد الاتحاد بالجهود الاستثنائية التي تبذلها السلطات المغربية لمواجهة آثار الكارثة، على الرغم من الحجم المدمر للزلزال والصعوبات الكبيرة في الوصول إلى بعض المناطق الجبلية الوعرة. وكيف أن السلطات تبذل ايضا كل ما في وسعها لتسهيل عمل جمعيات الاغاثة الانسانية مثل جمعيتنا.
وللمساعدة في إيواء الأسر التي دمرت منازلها أو تضررت في أسرع وقت ممكن، تم إرسال أعضاء من اتحاد مساجد فرنسا إلى أقرب مكان ممكن من مركز الزلزال مع مئات الخيام المجهزة بمعدات وأغراض النوم (الحصير والفرش والبطانيات).
كما أشاد الاتحاد بالقرارات السريعة للملك محمد السادس في التعاطي مع الزلزال، من أجل تدبير عقلاني وعملي ومنظم لهذه المحنة غير المسبوقة التي يمر بها المغرب. وكما كان يفعل دائماً في الماضي، فقد أعطى المثال لشعبه فيما ينبغي القيام به لتجاوز هذه المحنة الصعبة.
فيما يتعلق بالفيضانات المأساوية والمدمرة التي حدثت في شرق ليبيا، فقد ربط اتحاد مساجد فرنسا وشركاؤه في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الاتصال مع المنظمات غير الحكومية العاملة في المناطق المنكوبة من أجل تزويدها بالمساعدة والدعم اللازمين. وسيصدر في القريب العاجل تقرير عن الإجراءات الملموسة التي يعتزم اتحاد مساجد فرنسا وشركاؤه في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، القيام بها معًا لصالح المنكوبين.
وجدد الاتحاد دعوته لجميع المساجد في فرنسا لتنظيم “صلاة الغائب” لجميع الضحايا في ليبيا والمغرب، بعد صلاة الجمعة 15 شتنبر 2023.