ففي نسخة تتوفر جريدة "أنفاس بريس" على نسخة منها، أكدت المنظمة انطلاقا من دورها كهيئة غير حكومية تعنى بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والدفاع عن حماية الحقوق والحريات للجميع، ومسؤولياتها في رصد وتوثيق قضايا حقوق الإنسان في شمال أفريقيا، وتفاعلا مع زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي "جوشوا هاريس"، إلى منطقة تندوف يوم الجمعة فاتح شتنبر 2023 لتشجيع الحوار وإحياء عملية التفاوض السياسي حول البحث عن حل سياسي دائم ومقبول لنزاع الصحراء، أنها تقاسمت معلومات حول حالة الحقوق والحريات ومختلف الانتهاكات التي يتعرض لها الصحراويون بمخيمات تندوف، خارج أي حماية دولية، بسبب عدم حصولهم على مركز قانوني للاجئين نتيجة لعدم إحصائهم وتسجيلهم منذ إنشاء المخيمات عام 1975.
وفي هذا الصدد، استعرضت "أفريكا ووتش" معلومات تتعلق بالانتهاكات الجسيمة المرتكبة داخل وحول المخيمات من قبل قيادة البوليساريو وأفراد الجيش الجزائري المتمركزين بمنطقة تندوف، وكذا حالات القمع والمضايقات ومظاهر العبودية التي تعيشها فئات معينة وما تتعرض له النساء من عنف وتضييق وقمع ومحاولات إسكات للمدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين في المخيمات.
وشملت محاور التقرير انتهاكات جسيمة ارتكبت من طرف الجيش الجزائري وعناصر تنظيم البوليساريو، والتي وصفها التقرير بالانتهاكات الخطيرة كالقتل خارج نطاق القانون، كالإعدامات عبر استخدام الذخيرة الحية والحرق داخل ابار والقتل الناجم عن الافراط في تعذيب المعتقلين لمدد طويلة واللجوء لأساليب التعذيب والمعاملة المسيئة وقمع الحريات ونهب وتهريب المساعدات الإنسانية الدولية الموجهة للصحراويين بالمخيمات على قلتها.
وأشار التقرير إلى أنه لا يمكن فصل حالة الحقوق والحريات في مخيمات تندوف عن السياق العام في الدولة المضيفة، حيث واصلت جبهة البوليساريو ارتكاب عمليات القتل خارج نطاق القضاء على أسس عرقية أو الهوية منذ إنشاء هذه المخيمات على الأراضي الجزائرية.
وأكدت المنظمة إلى أن تنظيم البوليساريو واصل تحت حماية الدولة المضيفة، وصم ضحايا الاعتقال المطول في سجونها غير النظامية، بكونهم خونة وعملاء لجهات أجنبية وأن اعتقالهم هو مجرد اعتقال لمتورطين في جرائم أو مشتبه بهم، رغم تقاطع الشهادات على طابع التعذيب والقتل الممنهج وتحديد أسماء الجلادين وأماكن المعتقلات السرية وكذلك شهادات الضحايا الباقين على قيد الحياة، إلا أن السلطات الجزائرية لا زالت ترفض تقديم أي معلومات حول عمليات القتل خارج نطاق القانون التي ارتكبتها قوات الجيش الجزائري أو تنظيم البوليساريو ضد الصحراويين العزل، الذين اكتفوا بانتقاد أفكار البوليساريو وطريقة إدارته للمخيمات أو الذين يطالبون بحقوقهم بموجب الاتفاقيات الدولية الناظمة لحقوق الإنسان.
وتناول التقرير حدوث العديد من المآسي الإنسانية بمنطقة تندوف، أمن برزها تكرار حالات الاختفاء القسري والاختطاف والقتل خارج نطاق القانون أو بإجراءات موجزة والقتل على الهوية والتعذيب في مراكز الاحتجاز غير النظامية وغيره من ضروب المعاملة، أو العقوبة القاسية، أو اللاإنسانية، أو المهينة.
ورغبة من المنظمة الإفريقية لمراقبة حقوق الإنسان في الدفع بالمسار التفاوضي الى الأمام على أساس الواقعية والمصالح المثلى للصحراويين في إنهاء معاناتهم ودعم استقرارهم وتنمية منطقتهم في إطار الحشد لحل سياسي عادل ومتوافق بشأنه من قبل جميع الأطراف، أكد أفريكا ووتش دعمها لجميع المبادرات الرامية إلى إنهاء نزاع الصحراء سلميا، الأمر الذي من شأنه إنهاء شتات الصحراويين، والسماح بعودتهم إلى أراضيهم، وضمان تمتعهم بجميع الحقوق والحريات المكفولة بموجب الاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وأعربت عن تقديرها عاليا الزيارة التي قام بها "جوشوا هاريس"، نائب مساعدة وزير الخارجية الأمريكي إلى منطقة تندوف، للتفقد الميداني لوضعية الصحراويين بالمخيمات والذين لا يتمتعون بالحماية القانونية الدولية التي تكفلها الاتفاقية الدولية للاجئين للعام 1951 وبروتوكولها الملحق لسنة 1967.
وأدرجت منظمة "افريكا ووتش" خطوتها بتبادل معلومات حول حالة الحقوق والحريات مع الوفد الأمريكي، في إطار المساهمة البناءة لمكونات الفضاء المدني الصحراوي لتوضيح الوضع الحقوقي بمخيمات الصحراويين بتندوف، والدفع نحو تحسين وضعية الحقوق والحريات بتلك المنطقة، والعمل على ضمان الحماية الدولية لهم في افق التوصل إلى حل سياسي ينهي معاناتهم ويوفر لهم الحلول المستدامة لتحقيق الاستقرار والتنمية والعيش الكريم على أرض الصحراء، بما ينسجم مع مقتضيات القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، في علاقة بالبحث عن حل عادل ومقبول وقابل للتطبيق لإنهاء نزاع الصحراء، شريطة أن تظهر جميع أطراف النزاع حسن النية.