جمهورية التشيك: تتويج مهندس معماري وزوجته قاما بترميم مصنع قديم للبيرة

جمهورية التشيك: تتويج مهندس معماري وزوجته قاما بترميم مصنع قديم للبيرة المهندس المعماري التشيكي بافيل بروزا
كان المهندس المعماري التشيكي بافيل بروزا، يحلم في صغره بترميم المباني المتداعية التي تنطوي على قيمة تاريخية، وهي فكرة تعززت لديه بفضل جولات كان يجريها مع عائلته في المعالم القديمة.

ومن المرتقب أن ينال بروزا في البندقية خلال شتنبر 2023، جائزة التراث الأوروبي لترميمه مصنعا  للبيرة كان مهجورا  وشبه مدمر بالكامل.

وعاود المصنع الواقع في قرية لوبتش شمال براغ، إنتاج البيرة بعدما دفع المهندس المعماري وزوجته كل أموالهما في استثمار ينطوي على مجازفة كبيرة.

ومع إنتاجه سنويا  نحو 100 ألف لتر من البيرة، يبدو أن  المصنع سيشهد ازدهارا  في بلد معروف بحبه لهذا المشروب.

وتتصدر تشيكيا لائحة البلدان الأكثر استهلاكا  للبيرة، إذ يصل الاستهلاك السنوي لهذا المشروب إلى 139 لترا ، في وقت شهدت هذه الدولة افتتاح مئات مصانع البيرة الصغيرة خلال العقود الأخيرة.

ويقول بروزا (46 عاما ) لوكالة فرانس برس "عندما صادفت وزوجتي المصنع المتداعي واشتريته سنة 2007، كان وضعه سيئا  جدا ".

هذا المصنع المشيد قبل قرون عدة، كان ينتج أكثر من مليون لتر من البيرة سنويا  خلال أوج مجده في أوائل القرن العشرين.

وشهد المصنع ازدهارا حتى الحرب العالمية الثانية، لكن جرى تأميمه خلال حكم الشيوعيين، واستحال مستودع إنتاج ومرآبا  للجرارات وموقعا  للشقق السكنية وورش العمل.

وبعدما بات في حالة متداعية، تغير طابع الموقع مرات عدة بعد سقوط الشيوعية، واستخدمه أصحابه لتصنيع مواد بناء.

وأقدم متجاوزون على إحراق ألواحه الأرضية واستخدام أجزاء منه كمرحاض.

ويقول بروزا "لم يبق سوى خزانين للمياه على حالهما لأنهما كانا كبيرين ومن الصعب نقلهما".

وبدأ الزوجان أعمال الترميم مستندين إلى مدخراتهما وقروض مصرفية ومساعدات وفرها كل من السلطات المحلية والاتحاد الأوروبي.

ويوضح بروزا أن  "المرحلة الأولى كانت الأصعب، وبدا من المؤكد أن المهمة كبيرة جدا ".

ورغبة منهما في القيام باستثمار جيد، قررا بيع شقتهما في براغ والانتقال إلى لوبتش في العام 2014.

وافتتحا بعد عام مصنع البيرة والمطعم.

ويقول بروزا إن  "المصنع يحقق أرباحا  منذ ثماني سنوات. لم نكن بحاجة إلى أي دعم هذه السنة".

وينتج صانع بيرة شغوف بهذه المهنة، لحساب المصنع البيرة التقليدية وأنواعا  أخرى من هذا المشروب يستخدم في بعضها أعشابا  تزرع في حديقة مجاورة.

وبات المصنع يحظى بشعبية كبيرة بين صفوف راكبي الدراجات، كما يتيح لزائريه القيام بجولات يكون بروزا مرشدهم فيها، ويعتمد كموقع لإقامة الحفلات الموسيقية والمعارض.

ويشكل المصنع في لوبتش، أحد المشاريع التراثية الثلاثين التي يرتقب نيلها جائزة "يوروبين هيريتيدج/يوروبا نوسترا" لهذه السنة.

وأشاد القائمون على هذه الجوائز بـ"شجاعة" المشروع التشيكي الذي يشكل "مثالا  على الإدارة الناجحة لمشروع بموارد مالية محدودة".

وأشاروا إلى أن  "المصنع أعاد الحياة إلى القرية... التي تشهد ازدهارا  على المستوى الاجتماعي".

وتقول رئيسة البلدية سوزانا بافليكوفا سيمونكوفا، إن المصنع شكل مصدر إلهام لبعض الجيران ليرمموا مساكنهم.

وتضيف لوكالة فرانس برس "إنه بمثابة دافع، وعلينا أن نشيد بما حققه بروزا وزوجته".

ويصف بروزا نفسه بأنه "مدير المصنع والمرشد والبستاني فيه ومنظفه".

ويبدي الزوجان، ولهما ثلاثة أبناء، رغبتهما في ترميم فيلا تاريخية.

ويقول بروزا "هذا ما تدربنا عليه وما ينبغي إنجازه: إنقاذ المنازل القديمة وعدم المساومة مع الطاهي وجمع الأطباق وتقديم البيرة. أعتقد أننا نستطيع القيام بذلك".