وقال حاكم الأرخبيل جوش غرين عبر التلفزيون "قتل حتى الآن 101 شخص. قلوبنا محطمة بسبب هذه الخسارة" البشرية. وأشار إلى أن عمال الإغاثة الذين يبحثون بين أنقاض بلدة لاهاينا التي أتت عليها النيران بشكل شبه كامل، بمساعدة كلاب مدربة، لم يغطوا إلا حوالى ربع أراضي المنطقة، وما زالت امامهم مساحة كبيرة لمسحها.
وتخشى السلطات من ارتفاع عدد الضحايا بشكل كبير وقد حذرت من أنه قد يتضاعف.
كذلك، لا يزال مئات الأشخاص في عداد المفقودين. وتمكن بعض السكان من تحديد مواقع أقاربهم مع استعادة الاتصالات تدريجا في ماوي.
البحث عن الجثث في مدينة لاهاينا التي كان يبلغ عدد سكانها 12 ألف نسمة قبل الكارثة، عمل شاق. وكان الحريق هائلا لدرجة أنه أذاب المعدن: دمر أكثر من ألفي مبنى وأحرق العديد من المنازل تماما.
ودعي أقارب المفقودين إلى الخضوع لاختبار الحمض النووي للمساعدة في التعرف على الجثث.
ووصل إلى جزيرة ماوي موظفون من وزارة الصحة الأميركية مع مشرحة متنقلة، بحسب ما أفاد مصور في وكالة "فرانس برس".
وبعد أسبوع من اندلاع الحرائق في ماوي، أعلن الرئيس الأميركي "جو بايدن" أنه سيزور هاواي برفقة زوجته جيل في أقرب وقت ممكن للاطلاع على الأضرار ومواساة الناجين.
وقال بايدن "زوجتي جيل وأنا سنزور هاواي في أقرب وقت ممكن"، مشيرا إلى حرصه على عدم "عرقلة" جهود الإغاثة.
وجاءت تصريحات الرئيس الديموقراطي البالغ 80 عاما خلال زيارته مصنعا في ويسكونسن، وقد خصص مطلع خطابه للأوضاع في هاواي.
وقال بايدن الذي سارع إلى إعلان الحرائق في هاواي "كارثة كبرى" ما حرر أرصدة فدرالية لاستخدامها في تقديم المساعدات، إنه تحدث مرارا إلى حاكم هاواي جوش غرين.
وقد أثارت طريقة التعامل مع هذه الكارثة الكثير من الجدل، فيما تحدث بعض السكان عن شعورهم بأنه تم التخلي عنهم.
وقالت أنيليز كوشران (30 عاما) وهي واحدة من عشرات سكان لاهاينا الذين اضطروا لإلقاء أنفسهم في البحر هربا من النيران "ما حدث، في رأيي، نتيجة إهمال".
لم تتلق الشابة التي فوجئت بالدخان الأسود، على غرار العديد من جيرانها، أي تنبيه. أمضت ثماني ساعات في المحيط قبل أن تنجو بعد تشبثها بجدار صخري.
أثناء الحرائق، لم تجد التحذيرات التي أطلقتها السلطات عبر الاذاعة والتلفزيون نفعا بالنسبة إلى كثر من السكان المحرومين من الكهرباء وانعدام التغطية. وبقيت صفارات الإنذار صامتة. وفتح تحقيق في إدارة الأزمة. وفي لاهاينا، تأخر بعض رجال الإطفاء بسبب عدم وجود مياه في الخراطيم أو انخفاض شدة تدفقها.
كذلك، قدمت شكوى بحق شركة الكهرباء هاواي إلكتريك لأنها لم تقطع التيار الكهربائي، رغم ارتفاع خطر نشوب حريق والرياح العاتية المصاحبة لإعصار مر جنوب غرب ماوي وهددت بالتسبب في سقوط أعمدة الكهرباء.
وتأتي حرائق ماوي عقب ظواهر مناخية قصوى أخرى في أميركا الشمالية هذا الصيف، حيث لا تزال حرائق غابات مستعرة في أنحاء كندا.
في كاهولوي، على الساحل الشمالي للجزيرة، يقوم العديد من الطهاة بإعداد تسعة آلاف وجبة يوميا، بمساعدة فريق كبير من المتطوعين.
وقال الحاكم إن السلطات تنوي تأمين ألفي مسكن في غرف فندقية أو مساكن خاصة لإيواء الناجين. ومن المرجح أن يستمر هذا البرنامج 36 أسبوعا على الأقل.
ستستغرق إعادة الإعمار وقتا طويلا. وت قد ر كلفتها بحوالى 5,52 مليارات دولار، وفقا للسلطات الفدرالية.