أصدر مجلس الديانة الاسلامية بفرنسا، في 09-08-2023 بيانا يحذر فيه للمرة الالف من تصاعد خطاب الكراهية والعنصرية ضد المواطنين الفرنسيين ذوي الديانة الاسلامية، وضد الأجانب والمهاجرين بصفة عامة...وأن اليمين المتطرف لم يتغير على عكس ما يراه بعض الفاعلين في المجتمع المدني أو في الحقل السياسي أوالديني، فإن المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية، للأسف لم يتفاجأ بالخروج المثير للجدل لبيير هيلارد، خلال جامعة سيفيتاس الصيفية.
فقد نبه المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية من جديد من مخاطر الأيديولوجيات التي تقوم على رفض الآخر، وإلى أنه مهما كان هدفها اليوم، فليست هناك أقلية محصنة ضدها. وهذا ما أثبته التاريخ في الماضي.
إن تحرير الكلمة بهذه الطريقة، وإطلاق العنان للتصريحات التي تهاجم اليهود والمسلمين والبوذيين، وتهاجم أيضًا المهاجرين، تؤكد شيئًا واحدًا: من خلال الترويج المستمر للأفكار والأفراد الذين يستغلون موضوعات مثل الهوية الوطنية أو الهجرة، سيتم إحياء الخطابات التي اعتقد الكثيرون أنها تنتمي الى الماضي بشكل نهائي.
وعلى عكس ما كان يقوله البعض، فإن اليمين المتطرف لم يتغير من حيث العمق والمضمون. كل ما هنالك ان الجهات المستهدفة في خطابه قد تختلف من فترة زمنية إلى أخرى. لكن الأساس الفكري سيبقى كما هو: رفض الآخر وكراهيته، فقط لأنه مختلف. وعلى الرغم من أن اليمين المتطرف يحاول إخفاء بعض أوجه الكراهية في خطابه، إلا أن الوجه الحقيقي لطبيعته دائما ما ينتهي بالخروج إلى العلن رغم محاولات التخفي وراء الأقنعة.
لذلك، فإن هذه التصريحات المثيرة للجدل هي تحذير إضافي لجميع القوى الحية في الأمة مفاده: في مواجهة الأيديولوجيات العنصرية، وبغض النظر عن المجموعة العرقية أو الدينية المستهدفة، ينبغي التحلي باليقظة والحذر حتى لا نسقط في أي شكل من أشكال السذاجة.
وهنا ينبغي التنبيه الى أن منظمة سيفيتاس كانت قد دعت بقوة إلى التصويت لصالح إيريك زمور في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاخير حُكم عليه ثلاث مرات من قبل المحاكم الفرنسية بتهمة التحريض على الكراهية والعنف والإهانات العلنية لمجموعة من المواطنين بسبب أصولهم.
لذلك كله سنبقى متشبثين بموقفنا ونردده بصوت عال: إن مهاجمة أقلية معينة في المجتمع، أيا كانت هذه الأقلية، تعني مهاجمة فرنسا كلها.
وجدير بالذكر بأن مجلس الديانة الاسلامية بفرنسا منتخب من الجمعيات والمنظمات التي تمثل مختلف شرائح المسلمين بفرنسا، ويرأسه الدكتور محمد الموساوي، استاذ الرياضيات بالجامعات الفرنسية وتحديدا بجامعة افنيون بجنوب فرنسا. الموساوي هو ايضا رئيس اتحاد مساجد فرنسا..
وفي الأزمة الصامتة التي مازالت ترخي بظلالها بين باريس والرباط، سارع الرئيس ماكرون إلى محاربة مجلس الديانة الاسلامية الفرنسي وحله، رغم انه كان المؤسسة الرسمية التي تمثل مسلمي فرنسا أمام الدولة الفرنسية، وفي نفس الوقت، ابدى الرئيس الفرنسي ماكرون تقربا ملحوظا من إدارة جمعية مسجد باريس المقرب من الجزائر. ؟؟