ردًّا على بايْتَّاس وهداياه من الإبل.. هذا ما عُرِف عن أيت باعمران في "تَارزّيفْت"

ردًّا على بايْتَّاس وهداياه من الإبل.. هذا ما عُرِف عن أيت باعمران في "تَارزّيفْت" الحاج بيتاس خلال حفل تقديم الهدايا
كشفت معطيات استقتها "أنفاس بريس"، أن عادات" آيت باعمران" في ما يسمى" تارزيفت" تتأسس أساسا على قوة اللّحمة وصلة الرحم وتعزيز روابط القرابة والتضامن الإجتماعي القبلي، وهي عملية حابلة بالرمزية والدلالات العميقة.
وأوضح محمد سعيد عفيف، وهو باحث في تاريخ أيت باعمران، "تارزيفت" تكون ب"تيغرسي"، أي الأضحية أو الذبيحة، تكون في الغالب من الماعز أو الخروف، فآيت باعمران والباعمرانيون لا يقدمون الشّاة في الأضحية...إضافة إلى السّمن والعسل حينما كان آيت باعمران ينتجون "تامنت" (العسل) في العقود الماضية ويشتهرون بها في المناطق المجاورة. ولم يسبق لهم تقديم الإبل والنّوق في "تارزيفت" ، لأنهم أولا لايكسبونها، وثانيا لا يستعملون لحم الإبل في قوتهم اليومي، والدليل على ذلك أسواق آيت باعمران من "خميس  تيوغزة" و"أربعاء امستيتن" لا يباع فيها إلا لحم الماعز. لذلك ليس من عاداتهم إهداء الإبل في "تارزيفت" ، لأن هذه الأخيرة  تكون بالأضحية أي تيغرسي"، نظرا للقيم الرمزية الكامنة في ذلك. 
واكد الباحث عفيف أنه" حتى حين كان آيت باعمران يكسبون الإبل فيما مضى، فإنهم لا يقدمونها في" تارزيفت".وتقديم النوق الإبل في "تارزيفت" هي ثقافة دخيلة على مجتمع آيت باعمران.. ففي الغالب هي مرتبطة بنوع من الافتخار وإظهار التّرف والأبّهة، وفيها نوع من التمييز الإجتماعي، لأن تقديم الناقة التي يفوق ثمنها 25 ألف درهم، ليس في متناول طبقات الشعب السفلى وأغلبية المجتمع الباعمراني وغيره، فهذا ليس متاحا للجميع... ". 
وسار الباحث إلى أنه"يجب أن نعلم أن تقديم الإبل كهدية هو خارج عن نطاق "تارزيفت" ولا يرتبط بها، لذلك نتسائل هل بإمكان بسطاء الناس في بوادي آيت باعمران وفي مدينة إفني وفي حي "تامحروشت" تقديم الإبل والنوق كهدايا أو كتاغوسا في الأعراس، وفي تارزيفت وتبادلها فيما بينهم؟ فهذا مستحيل" .
بدوره يرى أحمد أمدلاو، وهو جامعي سوسيولوجي، أنه "من وجهة نظر سوسيولوجيا تقديم الإبل في آيت باعمران لايمكن تحليله وإدراجه في إطار "تارزيفت" ، يمكن الحديث عن عملية توظيف سيّاسي أو اجتماعي أو ثقافي، فهم حدود هذا التوظيف يرتبط بتفكيك نظام العلاقات والروابط وطبيعة المصالح التي تجمع بين مانح النّاقة التي يفوق ثمنها 25 ألف درهم وبين الذي تلقى تلك الهدية". 
ويرى السوسيولوجي أمدلاو في توضيحاته ل"أنفاس بريس"، أنه" في إطار تحليل نظام "سوسيولوجية الهبة" وتفكيك أشكال التبادل ووظائفها، بالطريقة التي طرحها السوسيولوجي "مارسيل موس"، فإن تقديم الإبل كهدية في إطار تارزيفت" داخل مجتمع آيت باعمران، يدخل في إطار تشكيل هندسة اجتماعية وسياسية قائمة تعتمد على تبادل المصالح الإقتصادية والخدماتية في إطار شبكات ولوبيات مالية اقتصادية كبيرة في حاجة إلى وساطات حزبية نافذة، تعتمد على القرب من المصالح المركزية"، وفق تعبيره.