بدأ عشرات آلاف الكشافة الثلاثاء 8 غشت 2023، مغادرة المخيم الكشفي العالمي (جمبوري) في كوريا الجنوبية بسبب تحذيرات من إعصار تضاف الى سلسلة مشاكل غير مسبوقة واجهها المشاركون ناجمة عن الحر الخانق وتنظيم كارثي.
وقال أحمد الهنداوي، الأمين العام للمنظمة الكشفية العالمية، في بيان "إنها المرة الأولى في أكثر من مئة سنة منذ بدء الجمبوري الكشفية العالمية، نواجه فيها تحديات كهذه".
وكان نحو 43 ألف شخص تقاطروا من العالم بأسره للمشاركة في هذا الملتقى الكبير للكشافة في نهاية يوليو2023 في شامانغوم ، على ساحل كوريا الجنوبية الغربية. وكان من المتوقع أن يختتم اللقاء في 12 غشت.
وكان الحدث الذي وصفته وسائل الاعلام الكورية بأنه "عار وطني" على صعيد التنظيم، استحال كابوسا. فقد قرر آلاف المشاركين من بينهم أربعة آلاف بريطاني و1500 أميركي المغادرة بشكل مبكر نهاية الأسبوع الماضي بسبب الحر الكبير وقصور التنظيم.
تمت الاستعانة بقوات كورية خاصة للمساعدة في عملية الإجلاء على ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس في المكان.
وأعلنت الحكومة تخصيص ألف حافلة لنقل الكشافة وغالبيتهم مراهقون سيتم ايواؤهم في عنابر نوم في جامعات ومبان حكومية أخرى في سيول وضواحيها. وأفادت السلطات والمنظمون أن نحو 600 مشارك أصيبوا بضربات شمس أو بأنواع مختلفة من الاعياء بسبب الحرارة الخانقة. وقال مسؤول الحركة الكشفية العالمية في رسالة عبر "لينكد إن إن" الحدث عرف "بداية متعثرة على صعيد (..) الخدمات والمنشآت". وأشارت وسائل الاعلام المحلية إلى مشاكل في صرف المياه في موقع التخييم مع دوشات ومراحيض بدائية. وأضاف الهنداوي أن الحدث "واجه سوء الطالع مع موجة الحر غير المسبوقة والآن مع الاعصار".
وقالت نيكولا راونيغ البالغة 27 عاما وهي مسؤولة كشفية في النمسا "هذا امر صعب جدا وقد أمضينا وقتا جميلا. احتجنا إلى وقت للتعود على الظروف لكن الشباب أمضوا وقتا مسليا. أنا حزينة لأن الأمور تنتهي على هذا النحو". وأضافت "لكننا سنحتفظ بالذكريات الجميلة فقط".
في المقابل، قال أكسيل شول المتطوع الألماني البالغ من العمر 62 عاما لوكالة فرانس برس إن "قواه استنفدت" بعدما تولى إدارة عملية إجلاء آلاف الأشخاص. وأضاف "كان المخيم للأطفال. الآن يعودون الى منازلهم بخيبة أمل. كان يجب ان تكون تجربة رائعة بالنسبة اليهم". وتابع ان بولندا التي ستستضيف المخيم المقبل في 2027، قد تكون تعلمت الكثير من الأمور من تجربة هذه السنة. وقال "أشعر بالأسف الشديد للأمة الكورية والشعب الكوري لأنني أعتقد أنهم كانوا يرغبون في تقديم بلدهم وثقافتهم ومجتمعهم بطريقة أكثر إيجابية". وتمنى وزير الداخلية لي سانغ مين للكشافة إنهاء إقامتهم "بشعور بالفرح".
ووجه النائب سونغ ايل جونغ نداء للمساعدة من فرقة البوب الشهيرة "بي تي اس" المتوقفة حاليا عن العمل بسبب الخدمة العسكرية للعديد من أعضائها، عبر طلب اليهم المشاركة في حفل موسيقي للكشافة الجمعة في سيول.
وكتب سونغ على صفحته على فيسبوك داعيا وزارة الدفاع لمنح إذن استثنائي لعضوين من فرقة "بي تي اس" يقومان حاليا باداء الخدمة العسكرية "من أجل هؤلاء المدعوين الأعزاء، من الضروري سد النقص في الانشطة بقوة الثقافة الكورية".