أثار الحفل الذي أقامه الوزير مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، عضو المجلس الجماعي لسيدي إفني، ردود فعل متباينة، يوم السبت 5 غشت 2023 بمنزل عائلته في حي "كولومينا" بمدينة سيدي إفني، خاصة وأنه أضخم حفل أقيم في سيدي إفني أيت باعمران بعد اقتراع 8 شتنبر 2021، حضر فيه أشخاص ووفود وغاب عنه آخرون.
وبرأي إبراهيم بوكيوض، وهو ناشط مدني بالمنطقة، فإن "سلكة" (الحفل)، التي أقامها الوزير بايتاس، بمناسبة عودته من الديار المقدّسة، لها قراءة في ثلاثة مستويات، بحكم أن بايتاس ينتسب إلى قبيلة "أيت علي" المحسوبة على قبائل "أيت الخمس"، أحد كبريات قبائل أيا باعمران".
وبحسب تصريح الناشط المدني بوكيوض لـ"أنفاس بريس"، فإن أولها: أن بايتاس أراد أن يظهر للرأي العام الباعمراني أن له نفوذا قويا بالمنطقة، حيث استدعي المئات من الأشخاص عبر حفلين منفصلين واحد صباح السبت للرجال، وآخر مساء اليوم نفسه خصص للنساء، على شاكلة ما كان يفعله الراحل الباعمراني عبد الوهاب بلفقيه لسنوات عبر ثلاث محطات في السنة.
وثانيها، أن بايتاس أراد أن يمرر رسائل مفادها أنه يحظى بإجماع المكونات السياسية والمدنية ورجال المال والأعيان في جهة كلميم واد نون وفي الأقاليم الجنوبية.
وثالثها: أن بايتاس أراد أن يظهر للآخر، بمن فيهم مناوئيه، أن له "أتباعا كثر من حوله يساندونه رغم غيابه عن سيدي إفني ميدانيا، على منصات مواقع التواصل الإجتماعي، وعبر صفحة أنشئت باسم "أصدقاء معالي الوزير السيد مصطفى بايتاس" لا تنشر مادة إلا مرة كل 7 أشهر(لم تنشر أي شيء منذ فبراير 2023 إلى غاية 5 غشت 2023)، وفي عدم تتبع ملفات قضايا التنمية بالجماعة الترابية لسيدي إفني التي ترشح فيها وباسمها في اقتراع 8 شتنبر 2021، حيث لا يحضر العضو الجماعي بايتاس دورات المجلس ولجانه إلا لماما وعلى حين غفلة بعد طول انتقاد".
ووفق الإفادات التي تلقتها "أنفاس بريس"، فإن بعض الأسماء الوازنة في الحياة السّياسية الباعمرانية غابت عن الحفل (السّلكة) من قبيل أخ الراحل بلفقيه رئيس المجلس الإقليمي، وحضره محمد بلفقيه البرلماني السابق ورئيس المجلس الإقليمي السابق لكلميم. كما غاب مبارك البطّاح رئيس المجلس الجماعي لسيدي إفني وحضره والده وأخويه، كما غابت مباركة بوعيدة، رئيسة المجلس الجهوي لجهة كلميم واد نون، مقابل حضور الاستقلالي البرلماني عبد الرحيم بوعيدة البرلماني عن دائرة كلميم، وكريم أشنكلي، رئيس مجلس جهة سوس ماسة عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، وعدد من ممثلي قبائل أيت باعمران والصّحراء مرفوقين بهدايا للحاج بايتّاس أو ما يعرف لدى أيت باعمران باسم "ترزّيفت"، والتي حضرها أكثر من 3 آلاف شخص".
أما محمّد بوفوس، وهو ابن سيدي إفني، فقد أكّد أن "حفل بايتّاس جمع حوله ما تفرق في غيره من المتناقضات السّياسية والقبلية، وهكذا دأب الباعمرانيون في حفلاتهم على مدى الزّمن، قدموا من الداخلة وبوجدور وطرفاية وآسا وأيت الرخا والأخصاص ومجاط والداخلة وكلميم وسوس".
وأوضح بوفوس لـ"أنفاس بريس"، أن نخب المنطقة تحتفي بأهلها باسم "ترزّيفت" عبر وفود وبحضور وازن، راق البعض من مناصريه، ولم يرق آخرين بعد وفاة الراحل عبد الوهاب بلفقيه".
وبرأي مراقبين، تحدثوا لـ"أنفاس بريس"، فإن ما حصل "يزكي ما يروج على أن بايتاس يمهد ليترشح لمجلس جهة كلميم واد نون، لأن من كان يجمع خليط هاته القبائل هو الراحل عبد الوهاب بلفقيه. وهو نقاش سياسي مطروح منذ مدة في الساحة السياسية، في ظل غياب مباركة بوعيدة خاصة وأنها حضرت الأسبوع الماضي في مهرجان بمنطقة أيت الرخا (سيدي إفني)، وحضور محمد بلفقيه أخ الراحل عبد الوهاب بلفقيه عميد الأسرة الباعمرانية لها عمق تاريخي وتأثير سياسي في الأوساط الباعمرانية".
ووفق المصدر ذاته، "هناك من يرى أن هاته رسالة إلى أن هناك شخصا جديدا جمع الناس من حوله من الفرقاء السياسيين، بعد الوضعية المأزومة التي تعيشها مجلس الجهة بسبب مقاطعة 17 عضوا لآخر اجتماع، مفاده أن حزب الأحرار لديه البديل، وأن حلوله أخيرا في مشاريع تدشين بالمجلس مع الوزير الاستقلالي نزار بركة، واستصدر بلاغ في الموضوع غيب فيه الوزير نزار بركة الوزير مصطفى بايتاس، وعين الاستقلال على رئاسة مجلس جهة كلميم واد نون لكونهم يتوفرون على حضور وازن في كلميم (عبد الرحيم بوعيدة)، وطانطان (آل بولون)، والزاك (عايلة)، بعد أن غاب بايتاس عن مشاريع سابقة دشنت في بوابة الصحراء، وغيرها من مناطق المغرب".
وتساءل هؤلاء: "لمصلحة من يتم هذا التّحرك ودفع بايتاس ولأجل ماذا؟، في وقت يراهن الاستقلال على عقد لقاء موسع باستثمار مناسبة، وكذا آل بلفقيه فيما سيأتي لاستعراض أوجه القوة والنفوذ في الخريطة السياسية تحضيرا لما سيأتي، بعدما عقد آل بلفقيه في موسم "أولاد إدريس" في أيت باعمران لقاء بعيد حفل بايتاس في رسائل سياسية مشفّرة"، يعلق مراقبون.