وأضافت أن "فرنسا الرسمية" هي التي تؤجج نار الكراهية. بل اتهمت "أحد المقربين من قصر الإليزيه" المعروف "بصلته" الأكيدة مع منظمة "الماك" الإرهابية، بالوقوف وراء "الأكاذيب المفضوحة حول الجزائر".
فعلى من يكذب تبون الذي كان الاتهام للذراع الإعلامية للدولة الفرنسية؟ هل على نفسه؟ أم على الفرنسيين؟ أم على الشعب الجزائري؟ أم على واقع الأزمة بين الطرفين الذي جعله يؤجل زيارته إلى فرنسا التي كانت مقررة في ماي الماضي، دون الإعلان رسميا عن موعدها الجديد؟
لقد أراد تبون أن ينسى الإهانة التي وجهها إليه إمانويل ماكرون حين وضعه في موقع الدمية، وحين قال إنه مجرد خادم لدى العسكر، وأنه لا يملك من أمور السياسية أي شيء، اللهم ما يمليه عليه نظام الكابرانات. لكن عمق الأزمة مع فرنسا أكبر من أن يحله "الرئيس الدمية"، وأن الحوار ينبغي لرأب الصدع أن يتم مع الكبار الذين أملوا عليه التوجه إلى روسيا ثم الصين، خاصة أن الجزائريين باتوا ينظرون إلى فرنسا باعتبارها أم الخبائث والشرور، رغم أنهم يخشون كثيرا التحاقها بالدول الداعمة لمغربية الصحراء. فنظام العسكر مستعد ليبيع ثروات بلاده حتى لا ينتصر "المخزن" في معركته العادلة، وحتى لا يحقق الانتصار الوشيك الذي سيفضح الكابرانات أمام الشعب الجزائري، وإلا ما هو هذا النفاق الذي يصدر عن رئيس دولة التي ليس لها سوى هاجس واحد، هو أن تكون "الرقم 1" في الحمق والتهكم والجنون السياسي.
لقد نسي تبون أن "رهينة"، وأن الرهائن لا قرار لها، كما نسي أنه ينتمي إلى "الحب الفرنسي" المسكون بأوهام الكولونيالية القديمة، ما دام يصر على تسخير "عصابة" صنعها الهواري بوخروبة، دون أن يستوعب أن الأجيال الحالية باتت أكثر نضجا بألاعيب السياسة وأوساخها، وان المغاربة متشبثون، دولة وشعبا، بالدفاع عن قضاياهم الوطنية العليا في كل مكان، وأن شراء ذمم المنظمات والدول لتوفير الحماية للمرتزقة لن يجدي نفعا، لا بالتزلف إلى فرنسا، ولا بإنكار الأزمات، ولا بالهروب إلى الأمام، ولا بالكذب البراح الصراح الذي يكتشفه الأطفال.
لقد ظهر أن تبون يتوسل زيارة فرنسا، لكنها زيارة بطعم الابتزاز، خاصة بعد الرحلتين اللتين قادتاه إلى الصين، ثن إلى روسيا، وهما الزيارتان اللتان جاءا في التوقيت الذي كان مقررا أن يزور باريس، وهذا يطرح أكثر من تساؤل.