وقد عقدت كلتا المحاكمتين في نفس الوقت، في محكمة أليكانتي. حيث طلب المدعي العام، في إحداها، حكمًا بالسجن لمدة ست سنوات على ربان القارب، وخمس سنوات على الشخصين الذين ساعداه. وأوضح محامي المتهمين الثلاثة، خوسيه سولير، أنهم توصلوا إلى اتفاق تم بموجبه تخفيف الأحكام إلى ثلاث سنوات لقبطان القارب، وسنتين للمساعدين اللذين تم تعليق عقوبتهما دون شرط، بسبب خلو سجلهما العدلي من أي سوابق جنائية، سيتم الإفراج عنهما يوم الأربعاء.
وقد اتهمت النيابة العامة الجزائريين الثلاثة بارتكاب جريمة تعريض مواطنين أجانب للخطر بتوجيههم على متن قارب خشبي إلى منطقة كالب ( أليكانتي) ، حيث تم إنقاذهم في الوقت المناسب.
يذكر أن المتهمين الثلاثة غادروا شاطئ مدينة تيبازة في السادس من نونبر 2022، رفقة 10 مرشحين للهجرة غير الشرعية، وذلك على متن قارب طوله خمسة أمتار ونصف المتر "أبحر وهو يحمل وزنًا زائدًا بشكل واضح ، مما عرض حياة ركابها للخطر" ، بحسب الاتهام العام.
أما بخصوص المحاكمة الأخرى ، فقد طلب مكتب المدعي العام مؤقتًا السجن لمدة خمس سنوات للمتهمين ، وهما ربان قارب على متنه 43 راكبًا قادما من سواحل الجزائر أيضًا. ومع ذلك ، فقد توصلوا أخيرًا إلى اتفاق امتثال ، مع تخفيض يصل إلى عامين سجنا، فيما ينتظر المتهمون قرار تعليق العقوبة.
وأشار محامي أحد المتهمين ، أنطونيو براداس ، إلى أنهم طلبوا من المحكمة تعليق الحكم بالسجن لمدة عامين ، وهو ما "لم يعارضه المدعي العام من حيث المبدأ" ، رغم أنه أضاف أن المحكمة هي التي ستقرر ذلك.
وشدد المحامي على "أننا واثقون من أن سيتم تعليق الحكم ، والعقوبة مشروطة بالقيام بعمل لصالح المجتمع أو أي نوع آخر من التعاون الاجتماعي ، وهو ما ستحدده المحكمة في تنفيذ الحكم، أما في الوقت الحالي ، فسيعود المتهمون إلى السجن لحين صدور قرار المحكمة".
وأشار براداس إلى أن هذا النوع من الجرائم لا يؤدي إلى طرد المتهمين من إسبانيا، مضيفا إلى أنه يجب عليهم بدء الإجراءات لتسوية أوضاعهم في إسبانيا.
من جهتها، أضافت محامية متهم آخر، روسيو هيدالغو مولينا، أن تعليق العقوبة مشروط، بالإضافة إلى العمل لصالح المجتمع، بعدم ارتكاب أي نوع من الجرائم خلال ثلاث سنوات، وفي حالة ارتكابهم جريمة، يقضون عامين من هذه العقوبة وتضاف إلى العقوبة إلى الجريمة الأخرى.
يذكر أن القارب الذي كان يقوده هؤلاء، كان على متنه 43 راكبا من أصل كردي أو سوري، دفعوا ما بين سبعة آلاف وثمانية آلاف يورو، وتم اكتشافه في عرض البحر في 11 أبريل 2023 على بعد ميل واحد من ميناء أليكانتي. وقد اتهمتهم النيابة العامة بارتكاب جريمة تشجيع الهجرة غير الشرعية، وتعريض حياة الركاب للخطر على طول الطريق بسبب "عدم وجود حتى أصغر معايير السلامة والنظافة على السفينة".