منشد: المنتخب المغربي للبلياردو حقق نتائج جيدة وهذا ما شفع لنا بتنظيم بطولة عالمية بأكادير

منشد: المنتخب المغربي للبلياردو حقق نتائج جيدة وهذا ما شفع لنا بتنظيم بطولة عالمية بأكادير عمر منشد، رئيس جمعية الشمال للرياضة والثقافة ( يسارا)
في هذا الحوار مع عمر منشد، رئيس جمعية الشمال للرياضة والثقافة، أحد الجهات التي أشرفت بشكل رسمي ومباشر على تنظيم بطولة العالم لرياضة البلياردو الإنجليزي، يتحدث عن الأجواء العامة لهذه البطولة التي نظمت مؤخرا بأكادير..

شهدت مدينة أكادير مؤخرا، حدثا رياضيا دوليا مهما، بطولة العالم لرياضة البلياردو الإنجليزي، بصفتكم رئيسا لجمعية الشمال  للرياضة والثقافة، كيف حصل المغرب على شرف احتضان هذا الحدث الرياضي؟
فعلا، شهدت مدينة أكادير في الفترة الممتدة في شهر يوليوز 2023، احتضان النسخة 29 من بطولة العالم لرياضة البلياردو الإنجليزي، هذه التظاهرة العالمية الكبرى التي دارت أطوارها بقصر المؤتمرات والندوات بفندق "الكثبان الذهبية"، وأقيمت تحت الرعاية الملكية، وبشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وتحت لواء الجامعة الدولية لرياضة البلياردو الإنجليزي (W.E.P.F).
وعرفت هذه البطولة مشاركة قياسية لعدد اللاعبات واللاعبين تجاوزت 580 مشاركا يمثلون 19 دولة. كما يعد احتضان المغرب لهذه البطولة سابقة على المستويين العربي والإفريقي.
اختيار المغرب لاحتضان هذه التظاهرة لم يكن من باب الصدفة بل هو نتيجة طبيعية لمجموعة من الأحداث والتراكمات سواء على مستوى التنافسية الرياضية، أو على مستوى تنظيم الملتقيات الوطنية والقارية والدولية.
فعلى المستوى التنافسي الرياضي استطاع لاعبو المنتخب المغربي لرياضة البلياردو الإنجليزي أن يحققوا مجموعة من الانتصارات والنتائج الإيجابية سواء في مسابقات الفردي أو الفرق ولعل أهمها الفوز التاريخي لمنتخبنا الوطني ببطولة العالم سنة 2014 بإنجلترا، وهو الحدث الذي انتقل من خلاله المنتخب الوطني المغربي إلى صفوف كبار هذه الرياضة على الساحة الدولية.
أما على مستوى تنظيم الملتقيات فقد سبق للمغرب أن نظم عدة تظاهرات كبرى عرفت نجاحا كبيرا، أذكر منها على سبيل الحصر كأس الأمم 2017 التي نظمت بطنجة تحت الرعاية الملكية، وبطولة إفريقيا 2019 التي نظمت بمدينة مراكش.
فبالنظر لكل هذه التراكمات الإيجابية مجتمعة، لم يعد طموح احتضان بطولة بحجم بطولة العالم أمرا مستحيلا، حيث أصبحت لنا اليوم سمعة طيبة وخبرة محترمة أهلتنا لأن ننتقل من مشارك جيد إلى بلد داعم ومحتضن لهذا النوع الرياضي، وهذا ما ساهم في التصويت لفائدة الترشيح المغربي، بإجماع أصوات الدول الأعضاء في الجامعة الدولية، وذلك بعد انسحاب ترشيحين منافسين لفائدة الملف المغربي. 

 
الملاحظ أن الجامعة الدولية قد انتدبت جمعيتين للإشراف على تنظيم هذه التظاهرة بالمغرب، نسائلكم ما هو سر غياب جامعة ملكية مشرفة على هذا النوع الرياضي؟
أود أن أشير إلى أن هذه الرياضة خلال الفترة الممتدة من 2003 الى 2012 كانت منظمة تحت لواء "الجامعة الملكية المغربية لرياضات البلياردو والسنوكر"، يترأسها عبد الرزاق فهيم، والذي من باب الأمانة قام بعمل جبار، رفقة الفريق الذي اشتغل إلى جانبه، لوضع اللبنات الأساسية لنقل البلياردو من "لعبة" إلى رياضة مكتملة وخصوصا محاربة بعض أحكام القيمة التي التصقت بهذه الرياضة و بالنوادي المحتضنة لها، كل ذلك في سياق جد صعب وفي غياب للإمكانيات المادية واللوجيستيكية، مما أدى مع كامل الأسف، إلى اضطرار المكتب الجامعي لتجميد وضعية الجامعة الملكية.
هذا الإكراه (غياب جامعة ملكية) دفع مجموعة من المحبين والغيورين على هذه الرياضة، إلى تأسيس جمعيات حافظت للمغرب على تواجده الدولي سواء فيما يخص العضوية والانتماءات أو ما يتعلق بضمان تمثيلية ومشاركة المغرب في الملتقيات والمنافسات الدولية.
وفي هذا السياق، فإن جمعية الشمال للرياضة والثقافة التي أتشرف برآستها وبتنسيق مع الجمعية المغربية للاعبي البيلياردو التي يترأسها أشرف فرج، قمنا بإعداد ووضع ملف ترشيح قوي يستوفي كل الشروط المنصوص عليها في دفتر تحملات الجامعة الدولية، كما قامت الجمعيتان بحملة ترويج بشكل مركز مستغلين شبكة علاقاتنا الجيدة والواسعة مع مختلف الجامعات على المستوى القاري والدولي وبفضل الله استطعنا كسب الرهان.

 
 
ماهو تقييمكم للنسخة 29 من بطولة العالم وللمشاركة المغربية؟
كما سبق وأن أشرت، فإن هذه النسخة عرفت رقما قياسيا من حيث عدد الأبطال المشاركين وكم الدول المشاركة، وهذا المعطى زاد من حدة المنافسة وساهم في المستوى التقني المرتفع جدا الذي عرفته هذه التظاهرة.
فالبطولة امتدت طوال 11 يوما تنافس خلالها المشاركون في مسابقات الفردي والزوجي والفرق في صنفي الذكور والاناث وذلك في مختلف الفئات العمرية المتمثلة في فئة أقل من 18 سنة وفئة أقل من 23 سنة وفئة أكثر من 50 سنة وفئة أكثر من 60 سنة.
أما فيما يخص المشاركة المغربية فأود ان أكرر تهنئتي لعضوات الفريق الوطني النسوي اللواتي، في أول مشاركة لهن، استطعن اسماع صوت المرأة المغربية باحتلالهن وصافة بطولة العالم في "shootout" بعد تغلبهن على المنتخب الفرنسي في مبارات نصف النهائي بأداء مبهر ونتيجة معبرة 6/0.
وجب التنويه كذلك بالنتيجة المشرفة جدا التي حققها المنتخب المغربي لفئة أقل من 23 سنة الذي بلغ هو كذلك المباراة النهائية والتي انهزم خلالها بصعوبة كبيرة ضد المنتخب الإنجليزي الذي يضم في صفوفه لاعبين من أفضل محترفي هذه الرياضة على الصعيد العالمي.
كما قدم البطل المغربي بوشعيب فرحات مستوى تقني جد عالي مكنه من بلوغ الدور ربع النهائي في مسابقات الفردي رجال.
وقد نظمت بالموازاة مع بطولة العالم، بطولة إفريقيا للأمم في رياضة البلياردو والتي كرست هيمنة المغرب على هذة الرياضة على المستوى القاري، حيث تمكن المنتخب الوطني المغربي رجال من التتويج باللقب القاري للفرق على حساب منتخب جنوب افريقيا كما استطاع المغرب الحفاظ على لقبه أيضا في مسابقات الفردي من خلال البطل عبد الرحمان الشرفي الذي توج باللقب.

 
رغم هذه الدينامية وهذه الانجازات التي تحققها هذه الرياضة، كيف تفسر أنها لا تزال تعاني من بعض الصور النمطية ذات البعد الأخلاقي التي تنسب لأماكن ممارسة هذه الرياضة؟
أؤكد لكم أن هذه الأحكام الجاهزة هي مجانبة للصواب، فأغلب نوادي البلياردو بمختلف المدن المغربية والتي تعد بالمئات، هي نوادي محترمة توفر الشروط الأساسية لممارسة هذه الرياضة في ظروف جيدة شأنها شأن باقي الرياضات النبيلة الأخرى، وقد أصبحنا اليوم نلاحظ توافد مختلف الفئات المجتمعية والعمرية على هذه النوادي بل في كثير من الأحيان هناك عائلات بأكملها ترتاد نوادي البلياردو بشكل اعتيادي وتشارك في المسابقات التي تنظمها.
وعلى العموم، فإن هذه الرياضة في بلادنا، وإن كانت بداياتها كانت متواضعة، فإنها استطاعت أن ترسم لنفسها صورة جميلة ومشرفة وتراكم النتائج والإنجازات وتوسع قاعدتها الشعبية بشكل كبير، ففي تقديري الشخصي رياضة البلياردو في المغرب تعد ثاني رياضة من حيث الشعبية بعد كرة القدم بالنظر إلى عدد النوادي المتواجدة والعدد الكبير من المزاولين لها.