احزموا حقائبكم وشدوا الرحيل لرؤية شموخ المغرب بالكركارات !

احزموا حقائبكم وشدوا الرحيل لرؤية شموخ المغرب بالكركارات ! الزميل عبد الرحبم أريري بالمعبر الحدودي الكركارات وبفندق "الشموخ"
رغم أن المغرب يضم أكثر من 3000 فندق مصنف بطاقة إيوائية قدرها 207.572 سريرا، فأنا لم يغريني إلا فندق "الشموخ" بالمعبر الحدودي "الكركارات" الذي يضم 20 غرفة وست "سويت" suites، وتتراوح الأثمنة بين 350 و800 درهم حسب نوع الغرفة( فردية، ثنائية، عائلية). فندق "الشموخ"، الذي دشن رسميا في عيد العرش 2023، استهواني لثلاثة اعتبارات:
الاعتبار الأول: يتجلى في كون معبر الكركارات، منذ تطهيره على يد القوات المسلحة الملكية في 13 نونبر 2020 بعد طرد عصابة البوليساريو الممولة من الجزائر، لم يقامر أي رجل أعمال بالمغرب بأمواله ليستثمر بالمنطقة الحدودية. وحدها الدولة التي تحملت المبادرة وضخت الملايير لتهيئة معبر الكركارات: فمديرية الأمن الوطني وإدارة الجمارك أقدمتا على بناء وحدات سكنية لائقة لأفراد القوة العمومية، والمكتب الوطني للكهرباء قام بمبادرة رائدة تتمثل في الإنفاق بسخاء للتعجيل بربط الكركارات بالشبكة الوطنية للكهرباء وهو ماتم في ظرف وجيز، ووزارة التجهيز مع المجلس الإقليمي لأوسرد، أفرجا عن ميزانية مهمة لإصلاح 335 كيلومترا من الطريق الرابطة بين الكركارات والعركوب( وهي العملية التي مازالت جارية إلى كتابة هذه السطور)، ووزارة الأوقاف شيدت بالمعبر الحدودي مسجدا كبيرا بمواصفات هندسية مغربية راقية.
باستثناء الدولة، لم نعاين إقدام القطاع الخاص والعائلات الثرية بالمغرب المالكة للعديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية، على القيام باستثمارات مهمة في الكركارات أو بئر كندوز أو لمهيريز، رغم المؤهلات السياحية والساحلية الفاتنة التي يوفرها تراب إقليم أوسرد.
من هنا تبقى مبادرة بناء وتجهيز وحدة فندقية جميلة وأنيقة بالكركارات من طرف ابن مدينة العيون" مبارك فريك" الذي خاطر بحوالي 800 مليون سنتيم لبناء وتجهيز "فندق الشموخ"،حدثا يستحق التنويه والتقدير،لكون العديد من المغاربة العاشقين لسياحة المغامرات والسياحة الصحراوية كانوا يجدون صعوبة في إيجاد بنية إيوائية بالمنطقة تتوفر فيها المواصفات. هذا دون ذكر العابرين من السياح والتجار والسائقين من وإلى المغرب من موريتانيا والسينغال وغيرهما من دول إفريقية، فضلا عن موظفي الإدارات المركزية الذين كانوا يعانون الويلات في المبيت أثناء قيامهم بمهام مهنية بالمنطقة.
الاعتبار الثاني: يتلخص في أن الكركارات مقبلة على فورة اقتصادية مهمة بعد الانتهاء من إعداد وتجهيز ثلاث مناطق اقتصادية في بئر كندوز، بشراكة بين وزارة الداخلية ومجلس جهة الداخلة والغرفة التجارية الفرنسية، وهي مناطق ستكون أنشطة وحداتها موجهة نحو إفريقيا، مع ما سيستتبع ذلك من رواج ودينامية.
الاعتبار الثالث: يتجلى في أن المغرب أفلح في تحويل معابره الحدودية إلى مضخة لإنتاج الثروة، بينما حولت الجزائر معابرها الحدودية إلى مضخة لتصدير الإرهابيين والمتطرفين إلى دول منطقة الساحل.
فاحزموا حقائبكم وشدوا الرحيل لتعانقوا شموخ المغرب بالكركارات..فليس من رأى كمن سمع !
ملحوظة:
الصورمن قلب غرفة "فندق الشموخ" وداخل مطعمه الذي يؤثث فضائه بالنكت والبشاشة سي الطاوسي، الذي يشتغل بالفندق.