علمت جريدة "أنفاس بريس" أن مصالح السلطة المحلية بحي البساتين قامت حوالي الخامسة من يوم الخميس 20 يوليوز 2023 بإخلاء "سويقة البساتين" والتي كانت تمتد على طول الشارع المؤدي إلى السوق البلدي بالقرب من حي " كيتان"، وتضم العشرات من تجار الخضر والفواكه والأسماك، رغم توفر حي البساتين على سوق بلدي يضم عددا من المحلات، والتي ظل معظمها مغلقا باستثناء قلة من تجار الدواجن واللحوم الحمراء والزيتون وبضع محلات للبقالة والأواني المنزلية..
ووفق المصادر، فإن عناصر السلطة المحلية والتي كانت مصحوبة بعدد هام من رجال القوات المساعدة وأعوان السلطة، وجرافتين وشاحنة، قامت في وقت مبكر من صباح اليوم بشطب "سويقة البساتين" من خريطة الحي، وقامت بتحرير الشارع العام، بعد سابق إشعار للباعة بضرورة الامتثال لتعليمات السلطة المحلية بإخلاء الشارع العام من أجل الانتقال للسوق النموذجي الذي تم بنائه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على الطريق المؤدية لحي بوكرعة، وهو الأمر الذي لم يستسغه الباعة المتجولين الذين ظلوا يمارسون تجارتهم بهذا الفضاء لسنوات عديدة، رافضين الانتقال إلى السوق النموذجي بذريعة عدم توفره على الماء والكهرباء والمرافق الصحية، إذ كان يفترض – حسب أحد الباعة المتجولين – تجهيز السوق المذكور بالمرافق الضرورية قبل اتخاذ قرار ترحيل الباعة المتجولين، احتراما لكرامة الباعة أولا، وكرامة المستهلك، فأين سيقضي هؤلاء الباعة حاجتهم البيولوجية في غياب المرافق الصحية وفي غياب الماء والكهرباء ؟ يتساءل أحدهم في حديث ل "أنفاس بريس".
هذا الوضع، قاد العشرات من الباعة المتجولين إلى تنظيم مسيرة ليلة أمس نحو عمالة مكناس، حيث قضوا ليلتهم بالقرب من مقر عمالة مكناس، من أجل الضغط على السلطات من أجل التراجع عن قرار الترحيل مبررين موقفهم بعدم توفر السوق النموذجي بطريق بوكرعة على المرافق والتجهيزات الضرورية، وهم الآن يلوحون – حسب المصادر – باصطحاب زوجاتهم وأبنائهم من أجل تنفيذ اعتصام مفتوح أمام عمالة مكناس.
بالمقابل لازالت أشغال تحرير الملك العمومي جارية إلى حدود مساء اليوم، من أجل جمع ركام الأخشاب والبلاستيك والحديد والمتلاشيات الذي كان يستعمله الباعة المتجولين في براريكهم البلاستيكية، علما أن السويقة كانت تضم 325 بائع متجول تم إحصائه بشكل رسمي من طرف السلطات المحلية .
بالمقابل عبر عدد من المواطنين عن ارتياحهم لقرار ترحيل الباعة المتجولين إلى سوق نموذجي يقيهم حر الشمس وبرودة الشتاء، مطالبين بتوفير المرافق والتجهيزات الضرورية للسوق النموذجي من أجل ضمان نجاح عملية الترحيل من جهة، وضمان تزويد الساكنة بما تحتاجه من خضر وفواكه من جهة ثانية.
قاد العشرات من الباعة المتجولين إلى تنظيم مسيرة نحو عمالة مكناس