يرى المحللون لتطور العلاقات الإسبانية المغربية كما تناولتها مختلف البرامج الانتخابية للأحزاب السياسية الاسبانية ناتج إلى أن العلاقات يحكمها تشابك المصالح الاقتصادية والسياسية والشراكة الاستراتيجية والقرب الجغرافي بين البلدين، وفي هذا الإطار اعتبر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة مراكش محمد بنطلحة الدكالي ان حضورالمغرب في البرامج والمخططات الإسبانية ليس حدثاً عابراً، بل هو ناتج عن طبيعة العلاقة والشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين البلدين.
وأشار بنطلحة إلى أن إسبانيا تعد الشريك التجاري الأول للمغرب على مستوى الصادرات والواردات، وأن المملكة تعد أكبر شريك تجاري لإسبانيا في القارة الإفريقية، وثالث أكبر شريك على مستوى العالم خارج الاتحاد الأوروبي.
ودليل ذلك حسب المتحدث هو أن قيمة المبادلات التجارية بين المغرب واسبانيا بلغت 17 مليار يورو عام 2021، وعرفت هذه المبادلات ارتفاعاً في 2022 إلى أكثر من 21 في المئة، كما أن المغرب يحتضن شركات إسبانية عدة في مختلف القطاعات، بينما بلغ عدد الشركات الإسبانية التي تصدر إلى المغرب 20 ألف شركة، وفق أرقام اتحاد المقاولات الإسبانية.
إلى ذلك اوضح بنطلحة إلى أنه إلى جانب العلاقات الإقتصادية المتشابكة بين الرباط ومدريد، يلعب المغرب دوراً محورياً في محاربة الهجرة غير النظامية ومافيا تهريب المخدرات وشبكات الإتجار بالبشر، ناهيك عن جهود التعاون الأمني مع إسبانيا لمواجهة أخطار التطرف والإرهاب.
ويضيف أستاذ العلاقات الدولية أنه لكل هذه الأسباب كان طبيعياً أن يشكل المغرب محوراً مهماً في البرامج الإنتخابية للأحزاب الإسبانية بالنظر الى أن العلاقات مع المغرب ضرورية بالنسبة إلى أمن إسبانيا واستقرارها،وأنه محكوم على البلدين الجارين التعاون وتبادل الثقة من أجل تحسين الشراكة الإستراتيجية".
كما أن الأحزاب السياسية بمختلف توجهاتها تضع المغرب في صلب اهتمامها أثناء الحملة الانتخابية، وهذا ما أكده ألبرتو فيخو زعيم الحزب الشعبي، المرشح الأقرب إلى الفوز بالانتخابات، عندما قال إن "العلاقات مع المغرب ستكون من أولوياتنا المستقبلية، إذ سنعمل على استمرار العلاقات المحترمة والمفتوحة مع الرباط".
وختم بنطلحة تدخله بالقول إن فيخو يهيئ بهذه التصريحات الناخب الإسباني لقرار دعم القرار السيادي الإسباني بخصوص تأييد مقترح الحكم الذاتي في الصحراء، وأن هذا القيادي الإسباني صرح سابقاً بأن المغرب سيكون أول وجهة خارجية يزورها إذا ما تم انتخابه رئيساً للحكومة الإسبانية..