مشهد يتكرر يوميا عند محطة القطار "الميناء": متسولات متكورات حول أطفال رضع وصبيان لا يضعون أي واقيات على رؤوسهم الرطبة ضد حرارة الشمس..
في شهر الصيف خيوط الشمس مثل سوط من نار يلهب جلود الرجال البالغين. إنها جريمة تقترف في حق الطفولة المغربية في وضح النهار. أين اختفت "جمعيات اغتصاب الطفولة"؟ أليست هذه المشاهد أفظع من الاغتصاب؟ تشغيل أطفال رضع على الرغم من إرادتهم أليس أخطر انتهاكات حقوق الطفل؟ ألا تملك هذه الجمعيات عيونا تبصر هذه الزهور التي تذبل يوما بعد يوم وهي تتعاقب عليها الفصول؟ كيف سيكبر هذا الرضيع وهو يفتح عينيه على التسول وحياة التشرد، لأن امرأة بلا قلب اختارت له قدرا لا يشبه "أقدار" الأطفال الآخرين الذين يلعبون "البلايستايشن" ويأكلون المثلجات ويذهبون إلى المدارس؟
السكوت عن هذه الجرائم هو نوع من التواطؤ على خرق حقوق الطفل المغربي في حياة كريمة، لا يكفي أن تمتلئ حناجر الجمعيات المدافعة عن الطفل عند ما تخرج كاميرات التلفزيون لتغطية حوادث اغتصاب الأطفال في ما يشبه "احتفالا جنائزيا".. لا تكفي كل مشاهد "الرياء" هاته..
نساء بلا قلب يتأبطن أطفالا مثل الورود يتصيدن المارة، وجوههم متربة وسحناتهم ذابلة وأصابعهم متورمة، يمسكون كسرة خبز متربة أو زجاجة حليب يتجمع حولها الذباب.
فهل تنتظرون أبشع من هذه الصور لتقولون "ما تقيش ولدي"؟
أكرر العنوان لمن يهمهم الأمر: أمام محطة قطار الميناء بالدار البيضاء خلق الأطفال الرضع لمهنة التسول..