رغم أن سكانها لا يمثلون سوى ثلث سكان الدار البيضاء، فإن مدينة صوفيا تتوفر على 4 خطوط للميترو وشبكة مكثفة من الترامواي والحافلات العادية وحافلات ترولي ( تعمل بخطوط الكهرباء).
سكان العاصمة البلغارية بالكاد يصل عددهم إلى 1.300.000 نسمة، ومع ذلك فهم يرفلون في نعيم النقل والتنقل ذو الجودة العالية، بفضل توفير 52 كيلومتر من شبكة الميترو، موزعة على أربعة خطوط أحدثث كالتالي: أول خط للميترو دخل للخدمة عام 1998والثاني في عام 2008 والثالث والرابع دخلا للخدمة عام 2020.
ليس هذا وحسب، بل إن مدينة صوفيا تتوفر على 16 خط من الترامواي تمتد على طول 308 كيلومتر( أول خط ترامواي أنجز عام 1901)، وتتوفر على تسعة خطوط من الحافلات الكهربائية "ترولي" تضم 109 حافلة، فضلا عن شبكة تضم101 خطا من الطوبيس العادي.
ما أذهلني هو أن باطن صوفيا يعج بالآثار وبقايا الحضارات ، ومع ذلك لم يشكل هذا الإرث الأركيولوجي عائقا في الحفر ورسم مسارات خطوط الميترو أو لتمديد الخطوط الموجودة، إذ بفضل تظافر جهود الشركات المختصة في الحفر وجهود علماء الآثار والمهندسين، تم التوصل إلى صيغ هندسية رائعة تستجيب لمتطلبات الحق في التنقل وتوفير بنية تحتية مهمة من جهة، والحفاظ على الثراث الإنساني المتجسد في مآثر حضارة السلاف واليونان والرومان والأتراك المدفونة بباطن صوفيا من جهة ثانية.
وباستحضار هذا العائق الذي انعكس على الكلفة، نجد أن الكيلومتر والواحد من الميترو بمدينة صوفيا لم يكلف سوى 23.000.000 دولار ( ما يعادل 230.000.000 درهم للكيلوميتر الواحد)، علما أن كلفة إنجاز كيلومتر واحد من الترامواي بالدار البيضاء كلفت 188.000.000 درهم ( الخط الأول نموذجا !)، أي بفارق 42.000.000 درهم لكل كيلومتر، وبالتالي لو اختار المسؤولون بوزارة الداخلية إضافة 22% من الكلفة الإجمالية للترامواي، لأمكن للدار البيضاء اليوم التوفر على أربعة خطوط سريعة وفعالة للميترو، بدل الترامواي الأقل فعالية مقارنة مع الميترو.
هذه الاستثمارات التي ضختها صوفيا في البنية التحية جعلتها ( بالإضافة إلى الحدائق الكثيرة والمنتزهات والمطاعم والمتاحف والفنادق المتعددة)، تصنف في خانة المدن الأكثر جاذبية للسياحة، وهو ما تعكسه الأرقام التي تبين أن عدد الصالونات والمعارض الدولية التي تقام بصوفيا تصل إلى 30 صالون ومعرض سنويا، كما أن السياح المتوافدين على بلغاريا في سنة يصل إلى 10.000.000 سائح، والحال أن بلغاريا لا تضم سوى 7 ملايين من السكان، علما أن معدل الإقامة ارتفع من 1،8 ليلة إلى 4 ليالي لكل سائح أجنبي. والقادم أكثر إشراقا بعد فتح 50 خط جوي جديد لرفع نسبة ربط صوفيا بباقي دول العالم.
فطوبى لبلغاريا بجوهرة صوفيا !!