مشاهد من بلغاريا: ولكم ما تشتهون في "سوق الشينوا" بصوفيا

مشاهد من بلغاريا: ولكم ما تشتهون في "سوق الشينوا" بصوفيا الزميل عبد الرحيم أريري في السوق الكبير لمدينة صوفيا
ثلاثة اعتبارات جعلتني أختار وجهة "سوق الشينوا" بمدينة صوفيا،عاصمة بلغاريا، والمعروف باسم ilyantsi open air market :

الاعتبار الأول: يعود لكون هذا السوق يعود للحقبة الشيوعية. إذ لما كانت بلغاريا تحت إبط موسكو، أرادت أن تخلق منصة تجارية كبرى على غرار الموضة التي كانت سائدة آنذاك في أوربا. فتم بناء هذا السوق الضخم  في الستينات من القرن العشرين ،على شكل قبة حديدية، يمتد على مساحة 16 هكتار، (أي ما يوازي عشر مساحة الشطر الأول للقطب المالي للدار البيضاء).

الاعتبار الثاني: يكمن في رغبتي التوقف عنذ مظاهر العمران بالضاحية الشمالية الغربية لمدينة صوفيا، لكون هذه الضاحية ( الممتدة من شارع Rozhen) إلى الملعب القديم، تعرف تخمة في الأبراج السكنية الستالينية العالية ( تشبه عمارات شركة الضحى أو شركة أليانس بالمغرب من حيث الاكتظاظ وغياب حس جمالي)، وهو ما يخلق متاعب لسلطات مدينة صوفيا نتيجة عدم توافق السكان لتحمل تبعات تمويل صيانة وإصلاح واجهة العمارات.

الاعتبار الثالث: يتجلى في الفضول لمعرفة أسباب "تسلل" الصينيين إلى صوفيا، حتى تمكنوا من إحكام قبضتهم على Bazzar ilianci ، علما أن هذا السوق الضخم يضم أزيد من 2500 محل تجاري لبيع مختلف السلع (ملابس، أواني المطبخ، الألعاب، قطع الغيار، معدات البريكولاج، إلخ...). وبسبب أهمية هذا السوق الذي يحج إليه في اليوم  حوالي 25.000 زبون، استطاع الصينيون وضع يدهم على معظم المحلات، وهو ما قاد سكان صوفيا إلى نعته ب "سوق الشينوا". بحيث يندر أن تمر بمتجر دون أن تجد " شينوية" أو "شينوي" يرتب السلع أو يمسك الحساب أو يتفاوض مع الزبناء أو يعطي الأوامر لهذا المستخدم أو ذاك للقيام بمهمة معينة.

هذا "التسونامي الصيني"، أيقظ الأتراك الذين يعتبرون دول البلقان "الحديقة التاريخية لمجدهم الإمبراطوري"، وبالتالي اعتبروا "تسلل" الصينيين لصوفيا بمثابة "مزاحمة" لهم، بشكل قاد الأتراك إلى التململ بدورهم لضمان موطئ قدم في هذا السوق الكبير، ومن خلاله ضمان حضور السلع التركية بمعظم منازل البلغار.