رشيد بوفاريسي: الفنان المتفرغ محروم من الاستمتاع بالعطلة الصيفية بسبب ظروفه المادية

رشيد بوفاريسي: الفنان المتفرغ محروم من الاستمتاع بالعطلة الصيفية بسبب ظروفه المادية رشيد بوفاريسي ووزير الثقافة المهدي بنسعيد
في الوقت الذي تعيش فيه شريحة عريضة من الفنانين جملة من المشاكل، المرتبطة بالدرجة الأولى بظروفهم المادية، تحرص فئة أخرى على مشاركة جمهورها ومتابعي حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي أجواء عطلتها داخل وخارج أرض الوطن ابتداء من أولى أيام فصل الصيف، مما يثير العديد من التساؤلات حول الكيفية التي يقضي بها الفنان المغربي الفترة الصيفية، في محاولة لإيجاد تفسير منطقي لهذه المفارقة.
وفي هذا الإطار تواصلت "أنفاس بريس" مع الممثل والمخرج المغربي رشيد بوفاريسي، ليتقاسم مع الجمهور عاداته في هذه الفترة من السنة وللإطلاع على جديد مشاريعه الفنية.
 
فصل الصيف بالنسبة لك فنان ومخرج هل هو استراحة المحارب أم فترة للإعداد لمرحلة إبداعية جديدة؟
عندما نتكلم عن فنان مغربي يجب أن نصنفه من حيث القيمة المعيشية وليس قيمته الفنية، فهناك فئة منهم تمتهن الفن إلى جانب وظيفة أخرى توفر له مدخولا شهريا قار وإجازة صيفية مؤداة، مما يخول له الاستمتاع بأجواء العطلة والصيف، وأخد قسط من الراحة والاستجمام والتركيز على راحته النفسية وكذا مزاولة بعد الهوايات كالمطالعة، على عكس الفنان المتفرغ، الذي يقتات من الفن سواء كان مسرح أو سينما أو إخراج، فهذه الفئة تجد نفسها مضطرة للاشتغال للحصول على مقابل مادي، الشيء الذي ينغص عليه الاستمتاع بهذه الفترة من السنة شأنه شأن باقي المواطنين، إذ كيف له أن يستجم وهو يعيش أزمة مادية حقيقية ومطالب بتغطية مجموعة من النفقات والمصاريف، وفي هذه الحالة تكون أيام فصل الصيف عادية ولا تختلف في شيء غير ارتفاع درجة الحرارة عن باقي أيام السنة، يزاول فيه المبدع مهنته من خلال تقديم عروض مسرحية وغيرها من الأعمال الفنية أو المشاركة في مهرجانات أو ورشات تكوينية أو لقاءات ثقافية...، وهي كلها أمور تدخل في إطار العمل لا الاستجمام. 
 
ما جديد مشاريعك الفنية؟
سأشرع قريبا في تصوير إنتاج تلفزيوني مغربي جديد، إضافة إلى اشتغالي على عمل مسرحي مونودرامي وللأسف قدمت مسرحية في إطار دعم المشاريع الثقافية والفنية لوزارة الثقافة، إلا أنه لم يحظى بالدعم بالرغم من كونه يستوفي كل الشروط المطلوبة، إلا أننا لن نيأس وسنهيئ أنفسنا للتقديم في المرحلة الثانية على أمل أن تمنح لنا فرصة أخرى وأن لا يكون هناك مكان للمحسوبية والزبونية.
 
وبالنسبة لي أرى أنه من الضروري أن تتم إعادة صياغة الدعم المسرحي بشكل آخر وأن تفكر وزارة الثقافة في طريقة جديدة لكي لا تهدر حقوق مجموعة من الفرق المسرحية ولتفادي تكرار استفادة نفس الأسماء والفرق من الدعم سنويا وإقصاء أخرى، مما أدى إلى تحريف مفهوم الفرقة المسرحية، الذي أضحى غير وارد في المجتمع المغربي. 
 
وأشير إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها رفض دعم الأعمال المقدمة من قبل فرقة "فضاءات مسرحية"، فهذه الأخير لم يسبق لها أن استفادت من أي دعم منذ تأسيسها سنة 2001، إذ قدمت حوالي 35 مسرحية بمجهودها الخاص وبإنتاج ذاتي.
 
ما ردك على الانتقادات الموجهة للفنانين الذين يخوضون غمار تجربة الإخراج؟
بالنسبة لي كانت بدايتي في الفن كممثل مسرحي قبل أن ألج مجال الإخراج، كما أنني فكرت مرارا في ولوج مجال الإخراج السينمائي، الذي تلقيت فيه تكوينا حضوريا بإحدى معاهد الدار البيضاء وتكوينا آخر عن بعد بفرنسا، وبالتالي فأنا لا أرى مانعا من أن يطور الإنسان من نفسه وينمي قدراته ومهاراته وأن يبحث عن الأفضل، بالعكس إن وجد الإنسان أن له القدرة على إعطاء إضافة نوعية للسينما أو التلفزة المغربية، خاصة أن الساحة الفنية المغربية بحاجة لمخرجين ذوي خبرة وكفاءة عالية وإلى طاقات إبداعية كبيرة، فأنا أرحب بكل من له يأتي بالجديد ويضيف لمسة فنية، فالإخراج هو لمسة يتم صقلها بالدراسة والتكوين لاكتساب تقنيات لها علاقة بالتصوير والإضاءة ووضعيات الكاميرا ولكن فلسفة الإخراج هي فلسفة جميلة تشمل إضافة إلى ما سبق ذكره التمكن من إدارة الممثل والتشخيص وضبط الديكور وغيرها، ومنه فأنا لست ضد ولوج الممثلين لعالم الإخراج مادامت لهم القدرة على العطاء في المجال والتمكن من أدواته.