مصطفى بنحمزة.. من مفارقة الجماعة إلى احتضان نزوع التكفير!

مصطفى بنحمزة.. من مفارقة الجماعة إلى احتضان نزوع التكفير! مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي الجهوي بالشرق وفي الإطار خطيب صلاة العيد رمضان يحياوي
ما كان ليمر رصد "أنفاس بريس" في مادة:"ساكنة وجدة تبحث عن بنحمزة في مصلى العيد! الجمعة 30 يونيو 2023، لتجاوزات فرضه أولا، صلاة العيد في الثامنة صباحا، وفي منسوب حر، فارق الجماعة في اقتسامه. بحيث قاطع صلاة العيد بالمصلى، وظهر يشرب الشاي في ظل ظليل بمكان آخر. وكذا فرضه ثانيا، لخطيب العيد بمضمون يصادر على مطلوبه الشخصي، حيث " أمر بنحمزة بحرارة أخرى في التجييش، بجعل خطبة العيد خارج مناسبة العيد، ردا على  أحد المنتقدين لصحيح الإمام البخاري، وذلك بكلام بذيئ في حقه، لا تحتمله وظيفة المنبر السامية في الوعظ والإرشاد".

كل هذا، ما كان ليمر بدون ردود أفعال محلية ووطنية. فضلا عن انطباعات من حضر صلاة العيد بالمصلى من كبار المسؤولين في السلطة، والقضاء، والأمن، والدرك، وقائد الموقع العسكري، ورؤساء المصالح الخارجية.. ومن العلماء، والقيمين الدينيين، والمنتخبين، وعموم المواطنين ويقدرون بالآلاف. حيث عبرت لنا بعض النخبة، في هوامش الحديث معها، عن عدم رضاها عما حصل بالنسبة للتوقيت، وبالنسبة للخطاب الداعشي، الذي بدأ يزحف جهارا إلى المناسبات الدينية الرسمية.

ويبقى أبرز رد على الصعيد الوطني، هو خروج الكاتب رشيد أيلال في فيديو تحت عنوان :"بنحمزة يستغل منبر صلاة عيد الأضحى للتهجم على رشيد أيلال"، تتبع فيه خطبة العيد، فقرة فقرة بالرد الهادىء الواثق من ذاته، ومن المؤسسات.

إلا أنه تجدر الإشارة تفاديا لأي التباس، إلى أن خطيب العيد هو عضو المجلس العلمي المحلي الذي سبق أن خصته "أنفاس بريس" في يوليوز 2016 بعنوان:"هذه المرة رمضان اليحياوي ينحر الإعلاميين في خطبة عيد الفطر بوجدة".

وقد كان "نحر" اليحياوي للإعلاميين يومئذ، لفائدة  رئيسه مصطفى بنحمزة. علما أن بنحمزة درج على توظيف هذا الخطيب في أحايين كثيرة، حتى في النكاية بالسلطة، لما يكون على غير وفاق معها.

لكن فرضه له هذه المرة كخطيب وبمضمون تكفيري داعشي، كان بالدوس على صلاحية رئيس المجلس العلمي المحلي الجديد بوجدة، الأستاذ محمد مصلح، وهو ما يفرض على الرئيس الجديد مستقبلا، شغل مسؤولياته كاملة، وليس أن يظل  مجرد واجهة رسمية لعفاريت وتماسيح بنكيران.

لقد كان بإمكان هذا الخطيب المفروض من طرف بنحمزة قسرا، وقد تخلى عن مهمة الخطابة بمسجد للا خديجة، تعبئة المصلين وراء الدولة في قضية حرق المصحف الشريف بالسويد، وقد أشاد شيخ الأزهر بموقف المغرب، عوض الانسياق وراء حسابات صاحبه .لكن يظهر أن الحركة الأصولية تفضل تمرير حساباتها الضيقة، من الموقع الرسمي، عوض معانقة أفق استحقاقات الدولة والمجتمع.

والملاحظ أن هذا الخطاب التكفيري، تم بعد أسبوع من الإعلان عن الهيكلة الجديدة للمجلس العلمي الأعلى، والمجالس العلمية الجهوية، بهدف إعطاء نفس جديد للمجالس العلمية بالمغرب . وهو ما يسائل أمانة المجلس العلمي الأعلى، ويسائل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، خصوصا وقد أمر في كلمته بمناسبة تنصيب المجالس العلمية، بخفض الجناح للمواطنين، وتأطيرهم بالحلم والرحمة والحكمة والموعظة الحسنة، فضلا عن كونه أصبح يقتسم سلطة تعيين العلماء مع صاحب الأمر.

فما حصل، يحط  من قدر مؤسسة علماء المغرب والدولة المغربية، أمام المنتظم الدولي، وهي التي تحتضن مؤتمرات السلم والسلام والأمن والأمان، مع جميع الأغيار.فكيف لبنحمزة ومن معه، أن يتعايش مع المخالف في الملة، وهو يشقق على قلوب أهل القبلة، ممن يخالفه الرأي؟!.