ما تشهده فرنسا من احتجاجات على خلفية مقتل الشاب الجزائري، ذو السبعة عشر ربيعا، لم يكن متوقعا في دولة لطالما تغنت برائد من رواد العقد الاجتماعي، جون جاك روسو صاحب كتاب العقد الاجتماعي الذي دعا من خلاله إلى الانتقال من حالة الطبيعة إلى حالة المجتمع المنظم الذي يكفل الحقوق و الحريات، دولة أهم اعلانات الحقوق الدولية، إعلان الحقوق عقب الثورة الفرنسية التي أنهت مقولة " الدولة هي أنا " ل: لويس الرابع عشر و لتؤسس لمقومات الديمقراطية بانتاجات مفكريها و فلاسفتها أمثال فولتير الذي رفع شعار الإصلاح و المساواة و إحترام كرامة الإنسان، و كذلك مونتيسيكيو صاحب كتاب روح القوانين و الذي تجاوز من خلاله الطرح الذي قدمه جون لوك الداعي إلى الفصل بين السلطتين التشريعية و التنفيذية، بدعوته إلى إضافة سلطة قضائية مستقلة عن السلطتين السابقتين.
رصيد تاريخي غزير لمقولات الديمقراطية و الحرية و الكرامة الإنسانية....يصطدم بممارسات تنم عن عنصرية. لتجد فرنسا نفسها أمام ازدواجية معايير الحقوق و الحريات، أفرغت نضالات الماضي من محتواها أمام صمت مطبق لمنظمة الأمم المتحدة و هياكلها المعنية بالمسالة الحقوقية و أمام تواطؤ المنظمات الحقوقية الدولية.
فإلى متى يستمر هذا التواطؤ الممنهج؟
الدكتور بديل عثمان، باحث في القانون العام و العلوم السياسية
الدكتور بديل عثمان