ما اقبح الوجاهة التي تأسر صاحبها ليصبح رهينة لنزوات ورغبات لاحدود لها ..! صعب أن تتخلى عن حاشية مدعنة طائعة محيطة بك دورها التصفيق لقرارات لاتفهمها وتخدم شيخا ولو على حساب كرامتها. البوحاطي قتل السياسة بعدما احتكر في وقت سابق الساحة وظن أنها ستدوم ولم يتعظ من احداث تاريخية سابقة فقدت فيها أحزاب وطنية رصيدها النضالي .الكرسي بسحره ووهجه يعمي العقول والقلوب والضمائر والمتشبتون به بالضرورة يتخلون عن مبادئهم ومنطلقاتهم الفكرية، يبررون بقاءهم أكثر مما يدافعون عن المشاريع التي أوصلتهم وتشكل الخدعة التي خدرت الكثير من الناس، أصبحوا بعدها ضحايا الوهم والسراب .
البوحاطي شخصية كثيرة الشكوى والبكاء لاتقنعه حالات من الرفه والوجاهة التي وصل إليها بالتنوعير والمناورات بل يسعى لاستدامتها والبقاء فيها مرة بالاستدجاء وذكر أفعال يعتقد أنها محاسن ومجاملات قدمها للآخرين تضحية منه، ومرة أخرى يعلن مظلوميته للناس عامة حتى يلقي باللائمة على الآخر وغالبا مايكونوا منافسين له لايقلون ذناءة عنه . هكذا هو الكائن السياسي الذي ابتليت به الساحة الآن لايقدم في النقاش العمومي حلولا للمعضلات التي يعاني منها المواطن المقهور ولايتبنى أطروحة أو مقاربة واضحة المعالم تواجه توغل السلطة واحتكار التجار الكبار للمعيش اليومي يحددون اثمنته دون معايير ولاقوانين خدمة لإثراء حفنة من الفسدة وسعيا لتفقير باقي المواطنين .لايمتلك الشجاعة لكل هذه المشاكل. تخونه العبارات ويخبو صوته أمامها بل بكل وقاحة يرسل عبر خطاباته التي تشبه أحاجي الجدات وتوسلات ورغبات تخير الأطراف الأخرى بين السلم والوعيد معتقدا ان الزمن لازال كما كان ذات مرة، حين كان يصول ويجول وسط جمهور غفير بعدما تم الضحك عليه ليسلم رقابه في مقصلة جماعية قضت على كل آماله .
في الحقيقة الساحة السياسية ابتليت بفراغ قاتل بعدما احتلها من يجيدون تدجين العقول واغلاق أبواب المبادرات وتكريس الأزمة والحفاظ على الأوضاع ليستفيدوا من مكاسب إضافية تقاسموا من خلالها الغنيمة فيما بينهم باسم السياسة الكل يبحث عن موقع قدم ولو على حساب قيم ومبادئ كانت إلى عهد قريب يتغنى بها البعض .نموذج واضح لايخفى على كل متتبع وجوده. بن كيران الشخصية البالغة التعقيد في الفهم وهي تتمسك بالبقاء ولو على الأنقاض، بعدما تمت المراهنة عليه في رتق بكارة حزب فقد عذريته بعدما اوغل المخزن يده في ميكانزماته جعلته يفقد الحركة والسيطرة. الفرصة لاتأتي في السياسة مرتين وإن عادت لا تأتي بنفس الشروط والمواصفات. البوحاطي يتقاضى سبعة ملايين بدون وجه حق وتعتبر ردا صريحا على ادعاءاته في وطن يرزح تحت وطأة الفقر والجهل .معادلة في بلد المفارقات والمتناقضات. الريع الذي انتشر بشكل مفضوح والحاجة والعوز الذي لايخفى على كل متتبع. فمن مد يده للمقابل المادي لاحق له في الكلام عن المبادئ والقيم لأنها بكل بساطة لاتخضع للمساومة ولا للمقايضة .