أرى أن زيارة بعض لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم للمركب الملكي بدار السلام لمتابعة عروض التبوريدة الخاصة بالدورة 22 لمنافسات جائزة الحسن الثاني التي تنظمها كل سنة الجامعة الملكية المغربية للفروسية، تحت رعاية الملك محمد السادس (أرى) أنها فكرة جيدة وممتازة.
- أولا، تعتبر الزيارة جسر تراثي لربط الشعور بالانتماء وتقوية لحمة مغاربة العالم بهويتهم وقيمهم الوطنية.
- ثانيا، تقاسم فخر الإنتماء لتراث الأمة والموروث الثقافي الشعبي والحضاري مع كل مكونات فن ورياضة التبوريدة سواء الفرسان أو الجمهور والمتتبعين والمراقبين.
-ثالثا، تعزيز أواصر المحبة وتقوية الشعور بعشق عبق التاريخ والحضارة المغربية وتمرير رسائل القيم الوطنية التي ترفع رأس كل مغربي ومغربية أمام شعوب العالم.
-رابعا، استمتاع عناصر النخبة المغربية بجمال الخيول ومقومات تراث التبوريدة في علاقة بمنتوج الصناعة التقليدية وترسيخ أبعاد التنمية الاقتصادية والإجتماعية والثقافية والروحية والبيئية والرياضية والإنسانية.
لكن أرى أن برمجة هذه الزيارة على مستوى مضمون فقراتها لم تكن بالشكل الذي كان من الممكن أن يخلق المتعة الفرجوية ويبعت بالرسائل المشفرة والرمزية لمن يهمه الأمر.
في اعتقادي كان على من فكر وخطط ونفذ زيارة الناخب الوطني واللاعبين أن يجتهد قليلا من خلال استشارة أهل الاختصاص في وضع السيناريو والإخراج الجيد.
ألم يكن من الممكن اختيار جياد سهلة الامتطاء ودخول لاعبي المنتخب المغربي على صهوة الخيول "مسنحين" بسروج اصيلة وبألبسة تقليدية، متأبطين لمكاحل والخناجر ودليل الخيرات.... ويقومون بجولة أمام الجمهور وسط محرك دار السلام.
إن ركوب الخيل يرمز للقوة والشهامة والشجاعة.... وتحية الجمهور من فوق صهوات الخيول يعني التشبث بالتراث والأصالة المغربية وفي نفس الوقت رسالة قوية للشباب من أجل تحصين تراثهم المغربي.
طبعا، تحية عالية لكل القائمين على حماية تراث فن التبوريدة وتحية للجامعة الملكية المغربية للفروسية التي تبدع كل سنة في الحفاظ على موروثنا الثقافي اللامادي.