جمعية الداخلة للتنشيط المسرحي تتحدى الصعوبات وتنظم المهرجان الجهوي لفن الارتجال

جمعية الداخلة للتنشيط المسرحي تتحدى الصعوبات وتنظم المهرجان الجهوي لفن الارتجال سعيد عطور، رئيس جمعية الداخلة للتنشيط المسرحي بجهة الداخلة ومشاهد من أعمال جمعية الداخلة للتنشيط المسرحي
سيكون عشاق المسرح بمدينة الداخلة على موعد مع الدورة الأولى من المهرجان الجهوي لفن الارتجال، المنظم من قبل جمعية الداخلة للتنشيط المسرحي، بدعم المجلس الجماعي و الشبيبة التجمعية، خلال الفترة الممتدة ما 15 و17 يونيو 2023، بمجموعة من الفضاءات الثقافية بالمدينة، تحت شعار "تثمين الثقافة الحسانية إسهام في صون الهوية الوطنية".
وفي هذا السياق ربطت "أنفاس بريس" الاتصال بسعيد عطور، بصفته مخرجا مسرحيا ورئيسا لفرقة الداخلة للتنشيط المسرحي بجهة الداخلة، للغوص في تفاصيل الحدث الفني المرتقب.
 

ما دواعي وأهداف تنظيم مهرجان لفن الارتجال بالجهة؟
يأتي ذلك بهدف التعريف بهذا النوع من الفن، الذي لا يجد رواجا كبيرا في جهة الداخلة وادي الذهب، والذي يعد أساسيا في المجال المسرحي، وذلك من خلال مسابقات فنية، بمشاركة شباب الجهة على شكل فرق أمام لجنة التحكيم للفوز بالجائزة الكبرى، لكن بعد إجتيازهم لمرحلة الاختبار الأولى.
يعتبر هذا المهرجان المنصة الوحيدة للتعريف بهذا الشكل الخاص للمسرح القائم أساسا على الارتجال، في النص وكذا الرقص والموسيقى والسينوغرافيا.
فقد وجد الارتجال المسرحي منذ قرون بعيدة بداية من التراجيديا الإغريقية، وهو نوع استثنائي إذ لا ينطلق من نص مكتوب مسبقا ولا على بروفات، فهو يعتمد على عدد أعضاء الفريق ومدى قدرتهم على التفاعل مع الحاضرين، كما يحمل بدوره أشكالا عدة كمسرح الشارع.
وسبق لرائد المسرح الارتجالي "كيث جونستون" أن قدم وصفة سحرية لنجاح هذا النوع من العروض، والتي تتكون من سبع نصائح بالأساس، تتمثل في مايلي:
- أسرد قصة
- لا تحاول أن تكون جيدا أو ذكيا.
- لا تهتم.
- كن فعالا وسيعتبرك الجمهور ممتازا.
- قم بالمجازفة ولا تخف من نفاذ الإلهام.
فمبادئ الارتجال هي عكس ما نتعلمه في الحياة تماما والخوف من المجهول يجعلنا نرتكب أخطاء أكبر وتحليل هذه الأخطاء يسمح لنا بالتطور.
 
 
 
قربنا أكثر من برنامج النسخة الأولى من المهرجان الجهوي لفن الارتجال؟
سنشاهد خلال ثلاثة أيام عروضا من تقديم الشباب الصحراوي بجهة الداخلة وادي الذهب، في كل من دار الثقافة الولاء ودار الشباب 20 غشت وغيرها من الفضاءات الثقافية، وبالإضافة للعروض، سيقوم منظمو المهرجان بتقديم مجموعة من الورشات المتعلقة بالارتجال المسرحي في مجموعة من مراكز التأهيل في الداخلة. 
كما سيقومون بتكوين مجموعة من المكونين لفائدة أطفال الأحياء المهمشة والأطفال الذين يعانون من صعوبات اجتماعية معينة.
كما أن إدارة المهرجان وضعت برنامجا متنوعا من أجل إغناء أولى دورات الحدث المسرحي بمجموعة من الفقرات الفنية والعروض المسرحية من إنتاج فرق مسرحية بالجهة كفرقة "أغورا" للمسرح وفرقة "سمايل كيت" وغيرها من الفرق الأخرى، كل هذا وأكثر سوف يتم الإفصاح قريبا.
 
هل ستتخلل فعاليات المهرجان تكريمات لرواد أب الفنون؟
سوف يتم الاحتفاء بفنانين قدموا للمسرح بصفة عامة وللمسرح الحساني بصفة خاصة الشيء الكثير، كما سيعرف المهرجان تكريم ضيف شرف، إذ وضعت إدارة المهرجان أسماء ممثلين أعطوا الشيء الكثير للمسرح والسينما والتيلفزيون.

ما تقييمك لوضعية المسرح في الجهة؟
 قد نقول عليها شبه نائمة إذ لا نجد سوى فرقة شبابية وحيدة ناشطة على مستوى الجهة وهي فرقة الداخلة للتنشيط المسرحية والتي مثلت الجهة في الآونة الأخيرة في أغلب المهرجانات الوطنية والدولية، مع غياب تم لأي مبادرة من مؤسسات والجهات المسؤولة عن تنظيم أو دعم نشطة مسرحية كالورشات ودورات التكوينية، مما نتساءل حول ما يخص مصير الفرق المسرحية وكيفية تشجيع الشباب على استمرار في إغناء الساحة الفنية للجهة بالأعمال المسرحية في غياب تم لأي تشجيع سواء مادي أو معنوي.
 
ما أبرز الصعوبات التي تواجهها الفرق المسرحية بالجهة؟
لا يمكن حصر الصعوبات، فهي كثيرة وكثيرة جدا ولعل أهمها الدعم المادي من أجل إنتاج أعمال مسرحية في المستوى الاحترافي، فمثلا فرقة الداخلة للتنشيط المسرحي عند مشاركتها في المهرجان الوطني لمسرح شباب لجائزة محمد الجم في نسخته الثانية وجد صعوبة كبيرة جدا في توفير وسيلة نقل من الداخلة إلى الرباط لولا تدخل رئيس المجلس الجماعي في أخر لحظة لما شركة هذه الأخير في مهرجان فلماذا هذا الإجحاف في حقهم هذا من جهة، من جهة أخرى غياب تام وعدم وجود قاعات ومراكز و مؤسسات تعنى بالأنشطة المسرحية وفنية باستثناء دور الشباب ودور الثقافة مما يجعل من مستحيل لفرقة مسرحية تدريب أو قيام بأنشطتها خلال العطلة الإدارية أو خلال شهر سبعة بحكم إغلاق جميع دور، لهذا فإستمرار الفرق المسرحية الشبابية بالجهة هو قائم على حبهم لهذا المجال الذي يعتبرنه مدرسة لهم وتربية وتهديب في انتظار مستقبل أفضل ومشرق مع مسؤولين لا يعرفون قيمة هذا المجال وكيف يساهم في تعريف بالجهة وطنيا ودوليا.