الحسيمة: تأكيد الشيخ يوسف احنانة على استمرار الحاجة للعقيدة الأشعرية في الوقت الراهن!

الحسيمة: تأكيد الشيخ يوسف احنانة على استمرار الحاجة للعقيدة الأشعرية في الوقت الراهن! من اليمين:مقرر الجلسة.زهير والحاج.يوسف احنانة.المسير،عضو المجلس العلمي.مندوب الشؤون الإسلامية
حول "قضايا منهجية من العقيدة الأشعرية" كانت مشاركة الشيخ/الأستاذ يوسف احنانة، عضو المجلس العلمي المحلي بتطوان، وخطيب مسجد بدر  بها، في ندوة تأطيرية، نظمها المجلس العلمي المحلي بالحسيمة، بتنسيق مع مندوبية الشؤون الإسلامية،  يوم الخميس 25 ماي 2023، لفائدة مرشدي ومرشدات ووعاظ وواعظات المجلس العلمي المحلي، بالمركب الديني والثقافي والإداري للأوقاف  بالحسيمة.

وقد تمحور عرض الأستاذ يوسف احنانة تحت عنوان: "في الحاجة إلى العقيدة الأشعرية؛ الخصائص والمميزات". حيث أطر موضوعه تأطيرا تاريخيا؛ بدأه بالتعريف بالمذهب الأشعري أو المنهج الأشعري، وبسياق ظهوره في المشرق، وكذا في الغرب الإسلامي. حيث ركز على حاجة العالم الإسلامي ساعتها إلى عقيدة أبي الحسن الأشعري أمام اكتساح الفرق الشاذة  والمغالية وتمزيقها للمجتمع الإسلامي، مما جعل ضرورة إعادة توحيده وتحصينه، رهينا بظهور المعتقد الأشعري الذي ضمن له التوحيد وتفادي التشرذم والشتات. وكذلك الشأن بالنسبة للمغرب؛ حين تكالب عليه مد من الفرق والطوائف الشاذة، كديانة حاميم بن من الله الغماري في شمال المغرب، والبرغواطية في بلاد تامسنا بين وادي أبي رقراق ومراكش والفاطمية في بلاد ماسة جنوب المغرب، والمعتزلة بمدينة طنجة، والمرجئة...... والغريب في الأمر، أن هذه الفرق الشاذة، كانت تجمع إليها الألوف المؤلفة من الناس، مما لم تنفع معهم سياسة السيف والمحاربة بالقوة. فكان ضروريا الاستعانة بالمعتقد الأشعري، الذي خلص المغرب من تهديدات هذه المذاهب، وحصنه من معاودة تهديدها.

ولم يتفطن وقتها للحاجة للعقيدة الأشعرية، إلا حكماء الغرب الإسلامي ،من أمثال أبي عمران الفاسي، وابن النحوي، والمرادي، والضرير، وابن تومرت، والقاضي عياض، وابن العربي....فكانت النتيجة أن تم ترسيم العقيدة الأشعرية عقيدة رسمية للبلاد ،حيث تم القطع مع كل المذاهب والنحل الأخرى نهائيا.

ثم انتقل شيخ الأشعرية، للحديث عن خصائص ومميزات العقيدة الأشعرية ،كما تمثلها أهل الغرب الإسلامي، ليقف عند كل خاصية خاصية ،ويحللها ويضرب الأمثلة عليها، من الكتاب والسنة، ومن استدلال كبار أئمة المذهب.

ليخلص في النهاية إلى أن الحاجة إلى العقيدة الأشعرية ما تزال مستمرة إلى يومنا هذا أمام ظهور تيارات ونزوعات متطرفة تهدد المجتمع الإسلامي، وتقض مضجع المسلمين. لينتهي في نهاية العرض إلى أن الحاجة إلى العقيدة الأشعرية والالتزام بها ،من شأنه أن يبلور صورة إنسان مغربي، ينشد الوسطية والاعتدال في كل شيء، ينطلق في كل الأشياء من فضل الله ورحمته، لا من عدله. ويرجو أن يحاسبه بإحسانه لا بميزانه. ويوحد الله وينزهه عن كل تعدد أو تشبيه. ويقف من الآي المتشابه موقفا تأويليا يبعد كل ما من شأنه تشبيه الله بمخلوقاته، أو توهم قدماء معه. لا يكفّر المؤمنين بذنوب اقترفوها. ولا يقطع لأحد بجنة ولا نار، إلا من قطع له الله ورسوله. ويحب ويتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم. ويترضى على صحابته الكرام أجمعين، ولا يخوض في ما شجر بينهم من صراعات. ومن هذا الحب، تولد حب ولاة الأمور والدعاء لهم.وحب العلماء وعدم الطعن فيهم.ويؤمن بوجود حتمية في الكون محكومة بإله قادر متحكم يفعل في ملكه ما يشاء ويفعل في خلقه ما يريد. وأن الانسان مميز من بين سائر الخلق بتحمله الأمانة أو الميل إلى اختيار أفعاله التي تحكمها نظرية الكسب..

وقد شارك في هذه الندوة  إلى جانب الأستاذ احنانة الأستاذ زهير والحاج  خطيب مسجد  دهار السلوم بأجدير،حيث تطرق لمنهج المناظرة عند السادة الأشاعرة حيث فصل القول في معنى المناظرة وتأصيلها من القرآن والسنة، ومنهج المناظرة كما مارسها الأشاعرة في المنافحة والدفاع عن العقائد الإيمانية. كما تطرق لمقاصد المناظرة التي لخصها في الحق والإفهام والموضوعية . 

وقد حضر هذه الندوة التأطيرية منتسبو المجلس العلمي المحلي، ومندوبية الشؤون الإسلامية .في حين تعذر على رئيس المجلس العلمي حضورها،لاجتماع طارىء لرؤساء المجالس العلمية بالجهة، في طنجة.

وقد عرفت نقاشا نوعيا، عكس في تفاعله، وعي نخبة الحقل الديني،بقيمة الأشعرية كثابت من ثوابت البلاد المذهبية!